قال عبد السلام العزيز الأمين العام لحزب "فيدرالية اليسار الديمقراطي" إن قضية الصحراء المغربية ليست مجرد ملف تفاوضي دبلوماسي، بل هي قضية وطنية بامتياز تستدعي تعبئة داخلية صادقة وتملكًا جماعيًا. وأكد العزيز في الندوة الوطنية التي نظمها مجلس المستشارين تحت عنوان "البرلمان المغربي وقضية الصحراء نحو دبلوماسية موازية ناجعة وترافع مؤسساتي فعال"، أن الحكم الذاتي في الصحراء لا يمكن أن ينجح دون إرساء ديمقراطية حقيقية تشمل جميع جهات المملكة.
وأشار أن المغرب حقق مكاسب دبلوماسية مهمة، أبرزها الاعتراف الدولي بمغربية الصحراء، محذرا في نفس الوقت من هشاشة هذه الإنجازات في ظل عدم إغلاق الملف بشكل نهائي من قبل المجتمع الدولي. ونبه العزيز إلى التحولات العالمية التي تفرض منطق القوة والابتزاز، حيث تُهمَّش الشرعية الدولية لصالح حسابات ضيقة، داعيًا إلى تعزيز الخطاب العقلاني والعلمي في الترافع الدولي حول القضية. واعتبر أن الحكم الذاتي يجب ألا يختزل في مجرد عرض تفاوضي، بل يجب أن يكون مشروعًا مجتمعيًا نابعًا من إرادة جماعية، مع ضرورة إصلاح الجهوية وتدبير الاختلالات في توزيع الثروة، مؤكدا أن الترافع المؤسساتي الناجع يجب أن يعتمد على مقاربة قانونية وتاريخية لإقناع الرأي العام الدولي. ودعا العزيز إلى إطلاق نقاش وطني حول الحكم الذاتي، وإشراك المجتمع المدني في إعداد التقارير، وتمكين الأحزاب من مستجدات الملف، وتنظيم دورات تكوينية للشباب، مقترحا بلورة ميثاق وطني شامل حول الصحراء يضم جميع الفاعلين، مع التأكيد على ضرورة إطلاق سراح المعتقلين السياسيين لخلق مناخ الانفراج. وحذر من ربط قضية الصحراء بالتطبيع مع إسرائيل، واصفًا إسرائيل بالكيان الاحتلالي التوسعي الذي لا يمكن أن يكون حليفًا في قضايا التحرر الوطني.