اعتبرت بشرى عبدو، رئيسة جمعية التحدي للمساواة والمواطنة، ظهور موجة جديدة من محاولات الهجرة غير النظامية إلى سبتةالمحتلة، للفرار من أعين المراقبة الأمنية، انعكاس للواقع الاجتماعي والاقتصادي المر لفئات واسعة منا لشباب. وقالت الفاعلة الجمعوية ذاتها، " إن الهجرة السرية أصبحت بالنسبة لكثير من الشباب المغربي، نساء ورجالا، خيارا رغم علمهم بأن مصيرهم إما الموت أو النجاة. فالهروب عبر قوارب الموت يوحي بتفاقم بطالة، والفقر والفراغ القاتل لهذه الفئات، التي تأمل بحلم الضفة الأخرى، حيث الحرية والمال، لكن في غياب شهادات أو مؤهلات علمية، تكون أكثر عرضة للاستغلال أو العودة القسرية". ودعت رئيسة جمعية التحدي للمواطنة والمساواة، لمحاربة مافيات الهجرة السرية بشكل حازم، عبر خلق آليات حماية حقيقية للشباب، وتنظيم تكوينات مستمرة وتأهيلهم لسوق الشغل، في أفق إدماجهم إيجابيا داخل المجتمع بما يضمن لهم الحق في العيش الكريم بدل اختيار مصير مجهولا ومليء بالمخاطر. وتشير معطيات رسمية، إلى أن نحو 50 مهاجرا مغربيا، من بينهم عدد كبير من القاصرين، حاولوا التسلل إلى داخل مدينة سبتة، مستفيدين من ضعف الرؤية التي أعاقت بشكل كبير عمل دوريات المراقبة التابعة للبحريتين المغربية والإسبانية، و معظم المتسللين عبروا الحاجز البحري لمنطقة تراخال، بينما تم تسجيل حالات أقل عبر بنزو ونقاط أخرى قريبة من السياج الحدودي. ورغم تكثيف الحضور الأمني والدوريات البحرية على طول الشريط الساحلي، فإن سوء الأحوال الجوية حالت دون إحكام المراقبة، إذ يعمد بعض المهاجرين إلى القفز من قوارب صيد صغيرة قرب الشاطئ، فيما يختار آخرون السباحة لمسافات طويلة وسط أمواج متقلبة وضباب كثيف، مما يصعب من عملية تعقبهم أو إنقاذهم في الوقت المناسب. على الجانب الآخر من الحدود، تحولت بعض زوايا المنطقة الصناعية تراخال بسبتة إلى مأوى مؤقت للقادمين الجدد، حيث يقيم عدد من القاصرين في ظروف إنسانية صعبة، تفتقر لأبسط مقومات العيش الكريم، إذ يبيتون على أفرشة مهترئة وتحت بطانيات من الكرتون، وسط غياب واضح للرعاية والمساعدة، حيث دفع هذا الوضع سكان وتجار المنطقة إلى دق ناقوس الخطر، مطالبين السلطات بتدخل عاجل لضبط الوضع وحماية القاصرين.