للتحسيس بمخاطر السباحة في بحيرات السدود، أعطت وكالات الأحواض المائية، بداية الشهر الجاري، انطلاقة حملات توعوية للتحذير من التوافد على الأماكن الواقعة ضمن مجال نفوذها.ويتعلق الأمر بوكالة الحوض المائي لملوية، التي أطلقت حملتها بشراكة مع السلطات المحلية، والجماعات الترابية المحاذية للسدود، وفعاليات من المجتمع المدني، في إطار جهود مشتركة للحد من ظاهرة السباحة في أماكن غير آمنة. واختير لهذه الخطوة التحسيسية، شعار "حقينة السد ماشي بلاصة ديال السباحة، راه خطر على حياتنا"، قصد تحسيس الساكنة المجاورة لبحيرات السدود ومرتادي ضفافها، خاصة خلال فصل الصيف، بخطورة السباحة في هذه الأماكن وما قد يترتب عن ذلك من حوادث مميتة. ورغم مظهر هذه المسطحات المائية الآمن، تؤكد الوكالة، أنها تخفي مخاطر متعددة تتمثل أساسا في وجود أوحال كثيفة تسحب السباحين نحو الأسفل، ما يجعل عملية الصعود مجددا إلى سطح الماء شبه مستحيلة، ويؤدي في كثير من الحالات إلى فقدان الأرواح، بغض النظر عن سن الضحية أو مستوى خبرته في السباحة، مبرزة أن ارتفاع درجات الحرارة خلال فصل الصيف يدفع عددا من المواطنين، خاصة الشباب، إلى السباحة في بحيرات السدود بغرض الترفيه، دون إدراك لحجم المخاطر . وبدورها، أعلنت وكالة الحوض المائي لسبو عن الحملة التحسيسية بمخاطر السباحة في بحيرات السدود لسنة 2025 ، التي تستهدف ساكنة المناطق المجاورة لبحيرات السدود على صعيد الحوض، مشيرة إلى أن الحملة ستهم جل سدود وبحيرات الحوض وستستهدف أهم الأسواق الأسبوعية، ومنها سيدي عبد الجليل وتاهلة ومكس وأيت يدين التي تقع على التوالي بجوار كل من سد إدريس الأول وسد باب لوطة وسد سيدي الشاهد وسد القنصرة. وعملت الحملة، على تحسيس وتوعية الساكنة المجاورة لبحيرات السدود وكذا جميع المواطنين الذين يرتادون ضفافها بغرض الترفيه والاستجمام، بدرجة خطورة السباحة فيها رغم كونها تبدو هادئة وآمنة عموما إلا أنها في الواقع تنطوي على أخطار حقيقية ومؤكدة. واعتمدت الحملة على عدة وسائل تواصلية كالمتابعة المباشرة على صفحة الوكالة في الفايسبوك، والتغطية الصحفية والإذاعية، وتوزيع مجموعة من الوثائق التوعوية (ملصقات، مطويات، لافتات)، ومساهمة فرق تنشيطية من خلال، خيمة متنقلة وسيارات دعائية ومكبرات الصوت ووصلات وكبسولات تحسسية، مع الاستعانة بخدمات مكتب متخصص في مجال التواصل والتحسيس بالإضافة إلى عدد مهم من أطر الوكالة ورؤساء السدود. ولوحظ خلال السنوات الماضية ارتفاع عدد حوادث الغرق المميتة على مستوى بحيرات سدود الحوض، وخصوصا خلال فصل الصيف، بفعل كثافة مياهها وعمقها الذي يتجاوز في بعض الأحيان 100 متر، وجنباتها غير المهيأة التي لا تسمح بالولوج السهل للمياه، إضافة إلى كون قعر هذه البحيرات يحتوي على أوحال وعوائق تضائل فرص النجاة في حالة الغرق.