كتب الزميل نور اليقين بنسليمان على حائطه ب " الفايسبوك " كلمة جد مؤثرة في حق خالته التي وافها الأجل رحمها الله بتاريخ 18 غشت الجاري، ننشرها كاملة حتى يتسنى لأبناء وبنات مدينة أسفي التعرف على المواقف النضالية لهذه المرأة داخل مدينتها وحزبها ، والتي ستبقى خالدة في تاريخ المدينة ومثالا يحتدى به في النضال. نور القين بنسليمان معروفة لدى أفراد العائلة ب " حاتي "، وهو اللقب الذي كنا نناديها به،بل إن بعض المقربين و أبناء القبيلة كانوا ينادونها به أيضا. عمرها ناهز التسعين سنة،لم تتزوج قط طيلة حياتها،و اختارت،إلى جانب رعاية والدتها إلى أن توفيت، تربية أخي البكر الذي ظلت ترعاه و تعامله كإبن شرعي لها. عرفت حاتي بحيويتها،بطيبوبتها، بحنانها وبحماسها.لقد كانت اجتماعية الطبع،محبوبة بتسامحها و بتعاونها و بحسن الاستقبال و الضيافة و بجرأتها أيضا. بحكم ظروفها، كانت ككل النساء منشغلة ببيتها و أهلها،كما كانت تنافس الرجال في إنجاز بعض الأعمال الصعبة. أتذكر، أنها كانت بنفسها تقود الجرار لقضاء بعض مآربها،تتواجد باكرا في السوق الأسبوعي لقضاء حاجاتها،و عرفت لدى مصالح الإدارات المحلية و الدرك و ممثلي السلطة باندفاعها و عدم التهاون في انتزاع حقوقها. ظلت عقودا وفية لحزب المهدي و عمر،و خاضت بطريقتها صراعات خلال الحملات الانتخابية،و تحضرني اللحظة كيف كانت تستفز بعض أعوان السلطة بترديد : "عاش الاتحاد ...عاش الاشتراكية" . أحيانا كنا نتمازح معها وننبهها إلى أن الاشتراكيين سيستولون على ممتلكاتها في حالة تطبيق الاشتراكية،فكانت ترد بحزم "هادشي لي تعلمتو... وراه الاشتراكية هي لي كاينا "... و أنا طفل، لا أنسى كيف تفاعلت مع خبر اعتقال ابنها/ أخي الأستاذ عبد الرشيد بآسفي، و كيف تعبأت لإتلاف كتبه و وثائقه في القرية تحسبا لتفتيش البوليس... باختصار شديد،هذه بضعة سطور حول حاتي، خالتي الحاجة مليكة،التي فارقت الحياة بمدينة آسفي صباح يوم الثلاثاء 18 غشت 2015 ،و ووريت الثرى بمسقط رأسها بمقبرة دار الفقيه إلى جانب آبائها و أخواتها و بقية الأهل و أبناء و بنات القرية الذين سبقوها... في جنازتها حضر الكثيرون من أفراد الأسرة و القرية،و غابت شقيقتها التي تكبرها سنا،والدتي الحاجة أمينة، الفاقدة للوعي تقريبا و طريحة الفراش في بيتها تحت رعاية خارقة لابنتيها صفاء و مرية. وداعا أيتها الخالة / حاتي...الفرج و الرحمة لوالدتي.