يوم النصر لمصر.. يوم التحرر من الاحتلال الظلامى.. الحلم الذى ينشده المصريون فى 30 يونيو كان من المهم جدا أن نرسم ملامح لهذا اليوم المصرى الحاسم فى تاريخ هذه الدولة العظيمة خلال حواراتنا مع كل التيارات حتى المتأسلمين، وبالطبع تحاورنا مع ناس فى الشارع فى إطار رصدنا المستمر لاتجاهات الرأى العام!.. لاحظنا أن هناك حالة من التفاؤل الحذر والترقب وسط توقعات بنور فى نهاية هذا النفق المعتم، لكن الجميع يدعو الله أن يسترها على مصر وألا يوقعها فى مستنقع الحرب الأهلية لأن الإخوان المتأسلمين لن يتركوا السلطة إلا بالدم، فلايهمهم دين ولا وطن بل الكرسى!«روزاليوسف» استطلعت آراء السياسيين من كل التيارات لترسم صورة 30 يونيو قبل أن يبدأ .. الكاتب الصحفى سعد هجرس قال لنا: 30 يونيو الموجة الثانية لثورة 25 يناير، وبعد إسقاط النظام الإخوانى ستدخل البلاد فى مرحلة انتقالية جديدة سيتم خلالها إلغاء جميع المؤسسات التى أنشئت فى عهد الإخوان ومنها مجلس الشورى والحكومة الفاشلة والدستور المتأسلم، وسيتم نقل السلطة إلى مجلس رئاسى جديد أو إلى رئيس المحكمة الدستورية ليتم تشكيل حكومة تكنوقراط تعمل على تشكيل جمعية تأسيسية لوضع دستور للبلاد وهذه الحكومة ستعمل على إنقاذ البلاد من أزمتها الاقتصادية والأمنية والسياسية. هجرس أضاف أنه إذا فشلت هذه الموجة فى إسقاط نظام الإخوان وإقصائه من حكم مصر ستدخل البلاد فى دوامة جديدة من العنف المضاد من قبل جماعة الإخوان خاصة أنها ستكون أكثر شراسة وستعمل على إظهار أنيابها للمعارضة وللشعب مع شعورهم بفقدان السلطة التى كانوا يسعون إليها لسنوات بالإضافة إلى ظهور حلقة جديدة من الأزمة الاقتصادية وتدهور مكانة مصر إقليميا ودوليا ولكن فى النهاية ستظل مصر فى موجات لثورات جديدة اعتراضا على الحكم الإخوانى للبلاد. وأكد أن كل شىء وارد أن يحدث هذا اليوم فلا أمر مستبعداً ولكن الوضع سيتوقف على كثافة الحشد الجماهيرى خاصة أن القوى الإقليمية والدولية والمحلية سترفع الغطاء السياسى عن الإخوان فى حالة وصول الحشود إلى مليونيات وفى هذه الحالة تتخذ القوات المسلحة جانب الموجة الثانية للثورة وتقف بجوار المتظاهرين ويسقط النظام. فريدة النقاش رئيس تحرير جريدة «الأهالى» قالت إن هذا اليوم لن يفشل خاصة وأن مجرد خروج الشعب على نطاق واسع للاعتراض على نظام الحكم وقيادته السياسية يعد نجاحاً بصرف النظر عن النتائج، لأن هذا اليوم يمثل رسالة قوية للحكم الحالى ومن يدعمه داخليا وخارجيا بأن الشعب غاضب وغير راض عن أداء القيادة السياسية الحالية للبلاد ولذلك خرجوا فى الميادين يدعونها للرحيل بسلام، مشيرة إلى أن هذا اليوم على الأقل سيغير فى التركيبة السلطوية القائمة لتكون خطوة على طريق تحقيق أهداف الثورة، مؤكدة أنها فى كل الأحوال ناجحة. النقاش أضافت أن هناك سيناريوهات كثيرة لهذا اليوم وأولها السيناريو المتوقع حدوثه وهو إراقة الدماء وارتفاع أحداث العنف والقتل خاصة بعد الخطاب العنترى لمرسى وهو خطاب الهدف منه التظاهر بالقوة، وهو ما يدل على حالة الخوف الشديدة التى يشعر بها هو وأهله وعشيرته، مشيرة إلى أنه من الوارد أن يتحول هذا اليوم لمذبحة كبيرة لو لم يتدخل الجيش فى الوقت المناسب.. تراق خلالها دماء المصريين لخوف الإخوان على كرسى الرئاسة ولكن الشعب قرر الاحتجاج على الحكم وهذا ليس جديداً على الشعب المصرى الذى قدم تضحيات كثيرة عبر التاريخ لتحرير نفسه فى الحروب والصراعات السياسية، كما أن ثورة يناير راح ضحيتها شهداء كثيرون وهو ما يؤكد أن المصريين لن يبخلوا على مصر فى تقديم أبنائهم لتحرير الوطن. ولفتت إلى أن القوى السياسية والحركات الثورية والاجتماعية لديها سيناريو متفق عليه فى حالة سقوط النظام وهو تولى رئيس المحكمة الدستورية شئون البلاد ثم تشكيل حكومة تكنوقراط لإجراء انتخابات برلمانية ثم انتخابات رئاسية وسيسقط الدستور الذى يفرق المصريين ولا يجمعهم لأنه لا يعبر عن الشعب المصرى وكلنا نعلم جيدا كيف صنع هذا الدستور فى الليل وكيف تم تشكيل الجمعية التأسيسية التى خرجت لنا به رغم أنف الجميع بكل القوة وأشارت إلى أن هناك تحركات من قبل النظام الحاكم تعكس حالة الرعب بعد لقاءات مكتب الإرشاد السرية مع حلفائهم ومنها مع قادة حركة حماس كمحاولة للتهديد لأن كل مصرى يعرف جيدا دور هذه الحركة فى فتح السجون وإثارة البلبة والشغب فى مصر. أما السيناريو التالى فهو تدخل الجيش للسيطرة على زمام الأمور، وهذا السيناريو سيحدث فى حال تفاقم الأوضاع وخروجها عن السيطرة وانتشار الفوضى فى البلاد فينزل الجيش لتولى إدارة شئون البلاد وتبدأ مرحلة انتقالية جديدة! أبوالعز الحريرى المرشح الرئاسى السابق والقيادى بالتيار الشعبى أكد لنا أن الفشل هذا اليوم مستحيل لأن الإرادة الشعبية تحققت وأثرت فى الرأى العام الدولى وهو ما ظهر من نجاح لحملة تمرد وبقى حساب قيمة النتيجة من المكسب، مشيرا إلى أن تمرد نجحت بالفعل فى الحشد الكاسح حيث وقع الشعب المصرى على استماراتها، وكانت استجابة الشعب للحملة كالطوفان وعدد الموقعين يتزايد يوما تلو الآخر وهو ما يرجعنا بالذاكرة إلى ثورة يناير التى أثبتت الأيام أنها كانت موجودة قبل قيامها بالفعل قائلا «يناير كانت شكة دبوس» ونحن الآن فى وضع أفضل من يناير. وتوقع أن يكون العنف فى هذا اليوم فردياً وليس جماعيا كما يخشى البعض متمنيا ألا تحدث أحداث عنف لأنه سيرد عليها بعنف شعبى شديد. وذكر الحريرى الإخوان بحادثة كنيسة القديسين وبعدها موقعة الجمل وهى الحوادث الإرهابية التى لم ترعب الناس وتجعلهم يجلسون فى منازلهم، بل على العكس ازدادت الحشود فى الميادين إلى أن سقط النظام، وهو ما يدل على أنه كلما مارس الإخوان إرهابا شديدا زادت الثورة عمقا.. وهى الثورة التى كانت بمثابة مولود جديد فى مرحلة أولى ثورة سيزداد فيها الصراع وسيلجأ مرسى للتعبئة المضادة وسيستعين بالإرهابيين، لكن30 يونيو سيسفر عن أشياء كثيرة دوليا ومحليا. وقال الحريرى إن المرحلة التالية ليوم 30 يونيو تركز على تكوين مجلس وفاق وطنى متسع برئاسة رئيس المحكمة الدستورية وممثلين عن وزارة الداخلية و2 من حملة تمرد وحزب 6 أبريل وممثلين عن الأزهر والكنيسة وممثل عن جبهة الإنقاذ الوطنى وممثلين عن حزب النور وممثل عن حزب الحرية والعدالة وممثل عن نادى القضاة وعن نقابة المحامين وعن العمال والفلاحين بالإضافة إلى أساتذة جامعات لتكون القاعدة متسعة وهذا المجلس سيستمر لمدة عامين تقريبا وخلالهما يتم انتخاب رئيس الجمهورية ثم حكومة إنقاذ نصفها تكنوقراط وهذه الحكومة تقوم بوضع برنامج إنقاذ وطنى ثم تتم انتخابات مجلس الشعب وسيتم العمل بدستور 71 مؤقتاً وإلغاء كل القرارات التى تمت منذ العام 2011 حتى الآن حتى تكون الأمور والأوضاع استقرت فى البلاد وحلت قضايا المجتمع والنيل ووضع دستور فى حالة من الوفاق ليضم كل التيارات المختلفة لتسير البلاد فى اتجاه أفضل. «عمار على حسن» الباحث والمحلل السياسى قال لنا إن الشعب سيخرج يوم 30 يونيو لإسقاط النظام الذى فشل فى تحقيق أهداف ثورة يناير خاصة أن من انتخب رئيسا تنصل من وعوده ولم يفعل شيئا ولكنه ركز على تحقيق رؤية جماعته الضيقة التى لا علاقة لمطالبها بالشعب، مشيرا إلى أن يوم 30 هو موجة جديدة لاستعادة الثورة التى انحرف بها الإخوان عن مسارها ولذلك سيعود الشعار الثورى الشهير فى هذا اليوم «عيش حرية عدالة اجتماعية». «عمار» أكد أن الثورة مستمرة حتى لو نجحت السلطة فى تكميم الأفواه.. وهذا أمر صعب لأن هذا اليوم سيشهد تطويقا كبيرا من قبل ملايين الشعب المصرى للإخوان وحلفائهم ليذكروا بثورة 25 يناير التى لابد أن يأتى بعدها موجات كبيرة.. ويوم 30 يونيو هو بمثابة موجة عاتية كبيرة لأن الإخوان فى هذا اليوم لن يواجهوا المعارضة بل سيواجهون الشعب المصرى وهذه هى عبقرية حملة تمرد، حيث وضع الشعب أمام الإخوان والشعب هو الأقوى فى هذه المعادلة وحضوره بكثافة سيغير الكثير من الموازين. وتوقع سيناريو الأيام المقبلة بقوله: الإخوان ستحاول استدراج الناس للعنف لتشويه الثوار بل سيحاولون جرنا للعنف قبل يوم 30 وهى طريقة مجربة من الإخوان من قبل ولكنها فشلت فى أداء الإخوان واستعلائهم على الشعب وخلق حالة من الغضب ليأتى يوم 30 يونيو للعقاب ورد فعل على عنفهم بعنف مضاد وسيسقط شهداء. وعن رد فعل الجيش فى حالة تفاقم الوضع قال إن الجيش سينحاز للشعب لأنه ملك له ومواقفه الأخيرة تؤكد ذلك، سيقوم بحماية الدولة فى حالة الانفلات الأمنى والفوضى خاصة مع وجود مسلحين سيهدفون لترويع المواطنين.. وقتها سيقوم الجيش بواجبه الوطنى، وإذا ازداد الأمر سوءا وانتشرت العناصر الإرهابية المسلحة ووقفت القيادة السياسية عاجزة عن اتخاذ أى قرار لحماية مصر وشعبها سينقلب الجيش على السلطة الحاكمة للبلاد. الناشط السياسى، طارق الخولى، وكيل مؤسسى حزب 6 إبريل قال إن هناك سيناريو كاملا فى حالة سقوط النظام يوم 30 يونيو المقبل خاصة وأن هناك حلقات نقاشية تحت عنون «ماذا بعد الإخوان» وهناك أكثر من تصور ما بين حكومة إنقاذ ومجلس وفاق ليخرجوا بسيناريو موحد الرؤية. ولفت إلى أنه إذا فشل هذا اليوم لن يكون أمام القوى السياسية والمعارضة إلا الاستمرار ولكن فشل هذا اليوم سيكون محبطا لجميع القوى السياسية لأن فشل اليوم سيعطى للنظام الحاكم قوة وسيعمل على التنكيل بالنشطاء السياسيين والمعارضة وستشهد مصر مأساة شديدة بالاعتداء على أمنها القومى ومشهد الاستاد أثناء خطبة مرسى للإعلان عن قطع العلاقات المصرية مع سوريا خير دليل على أن مصر ستتحول إلى جماعة جهادية لتوجيه سياسة مصر حسب معتقداتهم ولذلك يجب أن ننزل بكل قوة!. واعتبر طارق أن 30 يونيو هو يوم فاصل فى حياة مصر مؤكدا أن إسقاط مرسى أصعب من إسقاط مبارك بكثير لأن الإخوان يوهمون الشعب بأنهم منه على الرغم من أنهم يعملون وفق أوامر ونواهى غير مصرية، فضلا عن أنهم مسلحون وهذا ما رأيناه أمام قصر الاتحادية بعد أزمة الإعلان الدستورى كما أن هؤلاء يتحركون وفق فكر عقائدى بعيد عن الإسلام الصحيح ويسعون لأقصى التضحيات بالنفس وهو الأمر الخطير أما مبارك فلم يكن حوله هذا النموذج. وأكد «الخولى» أنه لو كانت الإعداد كبيرة فى هذا اليوم سيتم الاعتصام أمام قصر الاتحادية لحين سقوط النظام فهو يوم سيحتشد بالصدام، ويجب أن يحسم الجيش موقفه سريعا، مشيرا إلى أن القوات المسلحة ستنتظر الأعداد التى ستنزل لإسقاط النظام ليستطيع الانقلاب عليه ونحن نراهن على ذلك وإذا لم يحدث ما نتمناه سيسقط شهداء وضحايا كثيرون، ولكن إذا مر هذا اليوم ولم يحدث أى شىء للإخوان لن يبقى أمامنا إلا الانقلاب العسكرى على الحكم من قبل الفريق عبدالفتاح السيسى أو من قيادات داخلية باجيش لإنقاذ البلاد مما تعانيه منذ أن اعتلى الإخوان سدة الحكم. على الجانب الآخر لايزال المتأسلمون يحلمون بفشل هذا اليوم الحاسم وكأنهم يعيشون فى مصر أخرى، وكان من المهم أن نستمع لصوت الشارع الذى له كلمته الخاصة، وكان ملاحظا خلال جولتنا أن نسبتنا كبيرة جدا لدرجة من الممكن الكل سينزل فى يوم النصر لمصر، فقالت سارة محمد ربة منزل أن هذا اليوم سيكون داميا وسيكون أصعب من 28 يناير خاصة بعد خطاب مرسى المستفز والذى جعل كل الشعب يريد النزول إلى الشارع للمشاركة فى هذا اليوم، مشيرة إلى أن الإخوان لن يخرجوا من السلطة إلا بالدماء إلا إذا تدخل الجيش للسيطرة على البلاد ولكنه لن يتدخل إلا بعد سقوط شهداء كثيرين، مؤكدة أن هذه المرة لن تمر على خير فهناك أعداد كبيرة ممن انتخبوا الإخوان وكانوا متشددين جدا ومتمسكين بهم أصبحوا ضدهم الآن قرروا النزول إلى المظاهرات ووقعوا على حملة تمرد أيضا وهو ما يؤكد أن العدد سيكون كبيراً فى هذا اليوم لأن نسبة المعارضة للرئيس تزداد يوما بعد يوم. «تامر عادل» موظف قال: طبعا هانزل اليوم إن شاء الله سيسقط النظام فأنا متفائل خاصة أن الشعب هو الذى سيحرك الجيش، الذى لن يتحرك إلا بعد أن ينزل الشعب ليقول كلمته، وأتوقع أن يسقط مرسى لأن ما حدث منه ومن جماعته أصبح كثيراً جدا ونحن لا نستطيع تحمل كل هذا. أميرة أحمد موظفة قالت «أنا نازلة عشان زهقت من اللى بيحصل فى البلد» لو كان الرئيس مرسى مش قادر يوفر الحاجات الطبيعية لكل مواطن عليه أن يترك مكانه لغيره ممن يستطيع ولكن العند والكراهية التى نراهما من هذه الجماعة أو الأهل والعشيرة كما يقول الرئيس أصبح كثيراً والشعب المصرى كان يتمنى أن تتحسن أوضاعه بعد ثورة يناير ولكن للأسف ما حدث هو العكس تماماً وازدادت الأوضاع سوءا فى البلاد وتحطمت آمال الثورة وتغيرت ملامحها وجاء من لا يستحق لتولى منصب كبير عليه ولذلك سأنزل 30 يونية للمطالبة بإسقاطه. لكن لايزال هناك أصوات مضادة، ومنها أمانى كمال موظفة: أريد أن أقول إلى المحتمين بالبلطجية ويمارسون العنف لا تفتحوا بابا لن تكفى دماؤكم ودماء أبنائكم لغلقه.. من يتكلم عن السلمية نقول له ما نراه منكم فى محافظتى الغربية والدقهلية هو مثال للسلمية التى تنتوونها. «محمد حسن» موظف قال: الجميع يتوقع حمام دم وبوادره ظهرت فى الغربية والدقهلية عندما حاول أعضاء تمرد الاعتداء على المحافظين الجدد وتصدى لهم المواطنون، أنا لن أشارك يوم 30 يونيو وعلينا الانتظار ليكمل الرئيس مرسى مدته الرئاسية ونعمل وننتج حتى تخرج البلاد مما هى فيه الآن وعدم الجرى كل يوم وراء إسقاط النظام وإحلال نظام آخر جديد لننقلب عليه بعدها إذا حدث ذلك لن تخرج مصر من هذه الدوامة والدائرة المغلقة التى ستدمر البلاد وتقضى عليها.∎