بفتور شعبي ومخاوف من عزوف انتخابي، يتقدم المغرب بخطى ثابتة نحو الانتخابات التشريعية والبلدية، في 8 شتنبر الجاري. وفيما يعرب مواطنون عن ثقتهم في تأثير الانتخابات المقبلة على التنمية وتحسين الخدمات، يرى آخرون أنها ستكون "مكانك سر" دون محصلة فارقة. وهذه أراء عدد من الناخبين من مختلف الفئات العمرية في الانتخابات المقبلة. وعود كاذبة وقال حسن عيادي ( 37 عاما) إن "قطاعات واسعة من الناخبين تتعامل بفتور شديد وعدم اكتراث مع الانتخابات المقبلة". وعزا عيادي أسباب ذلك إلى ما وصفه ب"الوعود الكاذبة" لمرشحي الأحزاب، قائلا: "نفس الوجوه تتقدم لهذه الانتخابات دون جديد". وتوقع خسارة حزب العدالة والتنمية (قائد الائتلاف الحكومي) بسبب عدم الوفاء بوعوده، مقابل فوز التجمع الوطني للأحرار والاستقلال، والأصالة والمعاصرة. كما تكهن عيادي بأن تشهد الانتخابات المغربية المقبلة عزوفا شعبيا، مرجحا أن تصل نسبة المشاركة على أقصى تقدير 30 بالمئة من إجمالي من لهم حق التصويت. ويبلغ عدد الناخبين في المغرب 17 مليونا و983 ألفا و490 من أصل نحو 36 مليون نسمة بالبلاد. إعادة الثقة بدوره دعا الشاب أشرف معيبات جموع الناخبين إلى التصويت في الانتخابات المقبلة، لتعزيز المشاركة السياسية. وقال: "يجب إعادة ثقة المواطنين في العملية الانتخابية وعدم السماح باتساع الهوة بين الناخبين والسياسيين المرشحين في الانتخابات". كما لفت إلى التغيير في أولويات فئة الشباب بالمغرب، والذي بات ينصب على المطالب بتوفير تعليم مجاني بجودة عالية وخدمات صحية راقية. ومن جانبه أوضح الحاج محمد ايسور (71 عاما) أن "الانتخابات المقبلة ستشكل تغييرا بالمغرب، خاصة في ظل تراكم تجربة البلاد في تنظيم الانتخابات". وأضاف ايسور للأناضول: "هناك منافسة شريفة بين الأحزاب السياسية، والنخبة الفائزة في الانتخابات المقبلة، ستعطي المغرب دفعة قوية في ظل التحديات الحرجة". وتوقع أن تشهد الانتخابات ارتفاعا ملحوظا في نسبة المشاركة، لا سيما في ظل ارتفاع أعداد المرشحين في التشريعية والبلدية، داعيا الأحزاب إلى بذل الجهود لجذب الناخبين إلى صناديق الاقتراع. انتقادات للأحزاب وبنظرة شمولية قال مصطفى مسكين، أستاذ التصوير والإعلام بمعهد أكاديمي في الرباط ، إن المنافسة كبيرة بين الأحزاب، لكنها لن تنعكس بالضرورة على حجم المشاركة السياسية للناخبين. وأضاف مسكين: "هناك صراع كبير بين الأحزاب، بعضها لجأت إلى انتهاج ممارسات غير أخلاقية، أبرزها استخدام المال السياسي في الانتخابات". ورجح عزوف الناخبين عن المشاركة، لا سيما مع تنامي ظاهرة فقدان الثقة في الأحزاب السياسية. ومؤخرا، تبادلت عدة أحزاب مغربية اتهامات باستخدام المال السياسي للتأثير على إرادة الناخبين في البلاد. فيما عاب الناقد السينمائي إدريس القري، غياب الأبعاد الثقافية والفنية في البرامج الانتخابية للأحزاب السياسية. وقال القر: "استجابة الأحزاب لمطالب ترشيح الفنانين في الانتخابات متأخرة ولم تجلب وجوهًا قادرة على إحداث تغيير حقيقي بل لأغراض انتخابية ومصالح ضيقة".