ما تزال المشاريع المهيكلة الكبرى، التي تعرفها مدينة البوغاز، محط اهتمام مختلف الهيئات الاقتصادية والاستثمارية من مختلف دول العالم، وآخرهم مسؤولو ميناء الاسكندرية المصري، الذين أبدوا رغبتهم في الاطلاع على تجربة ميناء طنجة المتوسط، باعتباره أحد المشاريع الدولية المتميزة. وفي هذا الإطار، قام رئيس مجلس إدارة ميناء الإسكندرية المصري، اللواء مدحت عطية، بزيارة لميناء طنجة اللتوسط، حيث اطلع على التجربة الفريدة لهذا المركب المينائي الضخم، في تطبيق أحدث الوسائل المتعلقة، بتطبيق معايير الموانئ الذكية والخضراء. وقال رضا الغندور، المتحدث باسم سلطات ميناء الاسكندرية، أن الهدف من الزيارة هو بحث سبل التعاون مع ميناء طنجة المتوسط، وتبادل الأفكار حول عدد من المشروعات المخططة بميناء الإسكندرية، وتحقيق الاستفادة من تبادل الخبرات والتجارب. وكانت زيارة الوفد المصري، التي اجتمعوا خلالها مع المدير العام لميناء طنجة المتوسط، المهدي التازي الريفي، فرصة لعقد لقاء مع كبار المختصين بالمركب المينائي المغربي، ومعاينة غرف التحكم بإدارة الحركة، وزار المنطقة اللوجستية، واطلع على المشروعات الحديثة، ونظم العمل وكافة التصميمات الهندسية ودراسات الجدوى الفنية لها. ويعد ميناء الاسكندرية، ثاني ميناء مصري، يرغب في الاستفادة من ريادة ميناء طنجة المتوسط، حيث سبق أن قام مسؤولون في ميناء السويس، في ماي 2015، بزيارة للمغرب، وذلك لبحث مقترحات التكامل والتعاون وتبادل الخبرات بين هيئة قناة السويس والوكالة الخاصة لطنجة - المتوسط. وتضمن برنامج الزيارة، زيارة ميدانية لميناء طنجة المتوسط ، والمناطق الحرة اللوجيستيكية والصناعية الملحقة به وخطط تطويره، والإطار القانوني لعمل الوكالة الخاصة لطنجة - المتوسط . يذكر أن ميناء طنجة المتوسط، قد بلغ خلال مدة عشر سنوات، ذروة نشاطه بوصوله إلى معالجة 3 ملايين حاوية في السنة، ليصبح هو الميناء الاول على الصعيد الافريقي، والرابع حاليا في حوض البحر الابيض المتوسط. وعند دخول ميناء طنجة المتوسط 2 إلى حيز الخدمة، سيصبح ميناء طنجة المتوسط قادرا على معالجة 9 ملايين حاوية في السنة، وهو ما سيجعله يتفوق على جميع الموانئ في افريقيا وحوض البحر الابيض المتوسط. هذا ويبقى ميناء طنجة المتوسط من المشاريع العملاقة التي أطلقها الملك محمد السادس، والذي ساهم في جذب استثمارات ضخمة إلى المغرب، من قبيل مصنع رونو للسيارات، وشركات عالمية أخرى.