لم يتوقع أحد قبل انطلاق بطولة كأس أمم أفريقا كوت ديفوار 2023 أن تتعثر المنتخبات العربية الكبرى من الجولة الأولى. المنتخب المصري له باعاً طويلاً في هذه البطولة، فهو أكثر المنتخبات حصولاً على لقب هذه المسابقة بسبعة ألقاب يليه المنتخب الكاميروني. وقد أشاد المدرب وليد الركراكي بالمنتخب المصري قائلاً بأنه على ما يبدو فريق يعرف كيف يربح البطولة، وعلينا أن نحذو حذوه. وعليه، فقد كان لنتيجة المباراة الأولى بين المنتخب المصري والمنتخب الموزمبيقي وقعاً كبيراً في الأوساط العربية بشكل عام. فقد تعادل المنتخب المصري مع المنتخب الموزمبيقي لهدفين لكلا منهما. المنتخب المصري جاء بكل نجومه مثل محمد صلاح وترزيجيه ومرموش ومصطفى محمد. أربك هذا التعادل حسابات الكثير من المراهنين عبر مواقع المراهنة الكبرى مثل برنامج Melbet، والذين كانوا يتوقعون فوزاً سهلاً للمنتخب المصري. ولم يكن المنتخب المصري هو المنتخب العربي الوحيد المتعثر في الجولة الأولى، حيث تعثر المنتخب الجزائري هو الآخر بتعادل إيجابي لهدف لكلا من الفريقين أمام المنتخب الأنجولي. ولحق المنتخب التونسي بركب المتعثرين بهزيمة مفاجئة أمام المنتخب الناميبي في مباراة انتهت بفوز نامبينا بهدف دون رد! المنتخب الوحيد الذي أثبت استحقاقه في الجولة الأولى كان المنتخب المغربي، الذي أدى أداءاً استثنائياً أمام المنتخب التنزاني ونجح في انتزاع ثلاثة نقاط غالية في مطلع البطولة. جولة ثانية مرتبكة ولا أثر للتعافي! انطلقت الجولة الثانية في 18 من يناير الجاري، وهي الجولة التي اعتقد فيها الجمهور العربي بأن كباره سوف ينجحون في التوازن والعودة مرة أخرى إلى المسار الصحيح. ولكن لم تحقق المنتخبات العربية الكبرى أحلام جماهيرها في هذه الجولة أيضاً، حيث أهدر المنتخب المصري نقطتين ثمينتين أمام المنتخب الغاني بالتعادل الإيجابي لهدفين لكل منهما. الوضع في مجموعة منتخب مصر محتدم حالياً، حيث نجح منتخب الرأس الأخضر – الحصان الأسود في البطولة الحالية – في الفوز في مباراته الأولى على المنتخب الغاني، وفي مباراته الثانية على المنتخب الموزمبيقي. وهذا يعني أن عند مقابلة المنتخب المصري لمنتخب الرأس الأخضر في الجولة الثالثة، لن يكون أمامه سوى الفوز، حتى بعدما خسر المنتخب المصري رسمياً جهود لاعب المنتخب المصري محمد صلاح للإصابة في مباراة غانا! والوضع لا يختلف كثيراً بالنسبة للمنتخب الجزائري الذي لم ينجح سوى في الحصول على نقطة وحيدة هو الآخر أمام المنتخب البوركينابي. تعادل الفريقان بهدفين لكلا منهما في مباراة مثيرة للغاية، سيطر المنتخب الجزائري على معظمها ومع ذلك فقد كانت الهجمات المرتدة للمنتخب البوركينابي عاملاً حاسماً في حسم نقطة التعادل. ولم يبدو أن أسود قرطاج كانوا جاهزين للعودة في الجولة الثانية، فقد سيطر المنتخب المالي على معظم مجريات المباراة ونجح في تسديد 12 تسديدة على المرمي التونسي وبلغت نسبة استحواذه على الكرة 62%! تقدم المنتخب المالي مبكراً في الدقيقة العاشرة، وعاد المنتخب التونسي بهدف التعادل في الدقيقة 20، واستمر باقي المباراة في صد هجمات الفريق المالي. وعن المباراة الأخرى في المجموعة، فقد نجح المنتخب الجنوب أفريقي في العودة مرة أخرى وحفظ حظوظه في التأهل بالفوز على ناميبيا بأربعة أهداف نظيفة! بينما تعثّر المنتخب المغربي بشكل مفاجئ أمام الكونغو في تعادل إيجابي بهدف لكل فريق، بعدما تمكّن المنتخب المغربي من التقدم مبكراً. وانتهت مباراة زامبيا وتنزانيا بنفس النتيجة. الجولة الثالثة وحسابات معقدة! حظوظ غينيا الأستوائية هي الأفضل في المجموعة الاولى لكن تنتظرها مواجهة صعبة أمام الفريق المضيف ساحل العاج. تحتاج غينيا الاستوائية إلى تعادل فقط لضمان التأهل، بينما يتوجب على ساحل العاج تحقيق فوزاً لضمان التأهل. وعلى الجانب الآخر، يقابل المنتخب النيجيري غينيا بيساو. لا يحتاج المنتخب النيجيري لأكثر من نقطة واحدة لضمان التأهل. وفي المجموعة الثانية، يتأهل المنتخب المصري بجانب الرأس الأخضر إذا فاز في مباراته القادمة، بينما تمنح أي نتيجة أخرى بطاقة التأهل للفريق الغاني. وبعد ضمان السنغال التأهل عن المجموعة الثالثة، سيبذل الفريق الكاميروني قصارى جهده لحسم مباراته أمام غامبيا منتظراً تعثر المنتخب الغيني أمام نظيره السنغالي. ويترقب المنتخب الجزائري مباراة أنجولا وبوركينا فاسو، حيث يسعى لجمع النقاط الثلاثة في مباراته القادمة أمام موريتانيا لضمان التأهل. ثم نأتي للمجموعة الأكثر تعقيداً حتى الآن، ألا وهي مجموعة المنتخب التونسي. يواجه المنتخب التونسي منتخب جنوب أفريقيا آملاً في تحقيق الفوز، الذي يصعد به للنقطة الرابعة، ليأمل بعدها في أن يمنحه المنتخب المالي بطاقة التأهل عبر هزيمة المنتخب النامبي! وأخيراً، يحتاج المنتخب المغربي إلى نقطة واحدة فقط لضمان التأهل حيث يملك حالياً في جعبته 4 نقاط، ولكن انتصار المنتخب الزامبي قد يمنحه بطاقة التأهل أيضاً! مما يعد بمباراة من العيار الثقيل. وعلى الناحية الأخرى من المجموعة، يواجه منتخب الكونغو المنتخب التنزاني في مباراة قد يتأهل من يفوز بها! تعدنا بطولة أمم أفريقيا هذه النسخة بإثارة لم نعدها من قبل، وتشهد تطور الكرة الأفريقية بشكل عام وتمنح الاتحاد الدولي لكرة القدم المزيد من الأسباب لمنح المنتخبات الأفريقية مساحات أكبر في المسابقات الدولية.