الخط : إستمع للمقال في إطار فعاليات النسخة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة التي تنظمها المديرية العامة للأمن الوطني، احتضنت مدينة الجديدة، اليوم الأحد 18 ماي الجاري، ندوة خُصصت لموضوع "احتضان المغرب للدورة 93 للجمعية العامة لمنظمة الأنتربول: نموذج للريادة"، وذلك بحضور عدد من المسؤولين الأمنيين والخبراء الوطنيين والدوليين. وسلطت الندوة الضوء على أهمية موضوع التظاهرات الكبرى، ودور المديرية العامة للأمن الوطني في تنظيمها، حيث تم التأكيد على أن احتضان المملكة المغربية لمثل هذه التظاهرات ليس من باب الصدفة، بل هو نتيجة لعوامل متعددة من بينها الاستقرار السياسي، والقيادة الرشيدة للملك محمد السادس، إضافة إلى البنيات التحتية المتطورة، والعصر الأمني الذي أصبح من بين المعايير الأساسية لإنجاح التظاهرات الدولية. وفي هذا السياق، أعرب والي الأمن مصطفى أحجام، رئيس المكتب الوطني المركزي (أنتربول الرباط)، في مستهل كلمته، عن اعتزازه بالمشاركة في ندوة تسلط الضوء على استعداد المملكة المغربية لاحتضان الدورة 93 للجمعية العامة لمنظمة الأنتربول، مؤكدا أن هذا الحدث يتزامن مع الذكرى ال69 لتأسيس الأمن الوطني، ومع فعاليات النسخة السادسة من أيام الأبواب المفتوحة، التي تعكس التزام المؤسسة الأمنية المغربية بالشفافية والانفتاح على محيطها المجتمعي. وأبرز المسؤول الأمني الدور الريادي الذي تضطلع به المملكة المغربية في تأمين التظاهرات الكبرى، مستشهدا بعدد من الأحداث الدولية التي نُظمت بالمغرب ونجحت بفضل الخبرات الأمنية الوطنية، من بينها مؤتمر الأممالمتحدة لتغير المناخ "كوب 22" سنة 2016، ومؤتمر المصادقة على الاتفاق العالمي حول الهجرة سنة 2018، وزيارة قداسة البابا فرانسيس سنة 2019، إضافة إلى الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين سنة 2023، ومهرجان مراكش السينمائي الدولي، والمؤتمر السنوي لقادة الأمن العرب بطنجة. وأشار أحجام إلى أن استحقاقات كبرى تلوح في الأفق، مثل تنظيم كأس إفريقيا للأمم 2025، وكأس العالم 2030، وهو ما يبرز ثقة المجتمع الدولي في قدرات المملكة التنظيمية، خاصة في الجوانب الأمنية التي باتت من أبرز معايير نجاح هذه الفعاليات. وتوقف والي الأمن عند الأهمية الخاصة لاحتضان المغرب للدورة 93 للجمعية العامة لمنظمة الأنتربول، التي ستُعقد بمدينة مراكش من 24 إلى 27 نونبر 2025، مشددا على أن هذا الحدث يعكس المكانة المتميزة للمملكة داخل منظومة التعاون الأمني الدولي، واعترافا من الدول الأعضاء بكفاءة المغرب وشراكته الموثوقة. وأوضح ذات المسؤول أن الجمعية العامة تشكل أعلى هيئة تقريرية داخل المنظمة، وتضم 196 دولة، وكل دولة لها صوت واحد، كما تعتبر مناسبة لتقييم التحديات الأمنية العالمية، واستشراف التهديدات الإجرامية، وتعزيز آليات التعاون الشرطي، مما يتيح للمغرب فرصة إبراز نموذج أمني متطور ومنفتح على الشراكات الدولية. كما تطرّق أحجام إلى السياق التاريخي للجمعية العامة للمنظمة، مذكرا بانعقاد دورتها السابقة في مدينة غلاسكو، وبأن المغرب سبق له تنظيم هذه الجمعية سنة 2007، ليكون بذلك من الدول القليلة التي احتضنت الحدث مرتين، ما يرسخ صورته كفاعل دولي موثوق في مجال الأمن. وفي سياق متصل، أعلن والي الأمن مصطفى أحجام عن انتخاب محمد الدخيسي، مدير الشرطة القضائية، كنائب لرئيس منظمة الأنتربول عن قارة إفريقيا، خلال الدورة السابقة في فيينا (نونبر 2024)، بعد تصويت واسع لصالح ترشيح المغرب، وهو ما اعتبره تأكيدا على التقدير الدولي للمؤسسة الأمنية المغربية. وأضاف أن هذا المنصب سيمكّن المغرب من تنسيق الجهود مع المكاتب الوطنية الإفريقية لمواجهة التهديدات الإرهابية، واستغلال الذكاء الاصطناعي من طرف الشبكات الإجرامية، وتوسيع دائرة التعاون جنوب-جنوب، مبرزا دور المملكة كصوت إفريقي معتدل ومؤثر في السياسات الأمنية العالمية. واختتم ذات المتحدث كلمته بالتأكيد على أن تنظيم الجمعية العامة المقبلة في مراكش سيمثل محطة فارقة ستتطرق لمواضيع حيوية، أبرزها مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، الأمن السيبراني، التهديدات التكنولوجية الحديثة، وتطوير قواعد البيانات وتبادل المعلومات بين الدول الأعضاء، مؤكدا أن المغرب سيظل شريكا فاعلا ومبادرا في دعم الأمن والاستقرار العالميين. الوسوم اسبانيا المديرية العامة للأمن الوطني المغرب جمعية الأنتربول مراكش