أعلنت السلطات الإسبانية، الخميس، عن توقيف عنصرين من الحرس المدني ووضعهما رهن الاعتقال الاحتياطي، للاشتباه في ارتباطهما بشبكة دولية لتهريب المخدرات تنشط عبر مدينة سبتةالمحتلة. وتأتي هذه التطورات في سياق تحقيق واسع أطلقته المصالح المختصة تحت اسم "عملية هاديس"، أسفرت، بحسب معطيات رسمية، عن تفكيك جزء من شبكة استغلت أساليب متطورة لنقل الحشيش انطلاقًا من شمال المغرب في اتجاه السواحل الأوروبية. وبحسب ما أوردته الصحافة الإسبانية، أبانت التحقيقات عن استفادة الشبكة من تواطؤ بعض العناصر الأمنية لتسهيل عبور الشحنات عبر منافذ مدينة سبتةالمحتلة، مستغلة ثغرات في منظومة الرقابة الحدودية. وأعادت هذه القضية النقاش داخل الأوساط الإسبانية حول التحديات المتزايدة التي تفرضها شبكات الجريمة المنظمة، وسبل تعزيز آليات الحكامة ومحاربة الفساد داخل المؤسسات الأمنية. ويشير متابعون للشأن الأمني إلى أن هذه القضية تعكس، بشكل جلي، أن شبكات التهريب الدولي تستغل أحيانا هشاشة الرقابة في بعض الأجهزة، وأن مواجهتها تستدعي تعاونا حقيقيا بين مختلف الشركاء، وفي مقدمتهم المملكة المغربية التي تواصل تطوير سياساتها الأمنية وتعزيز آليات التصدي للتهريب الدولي للمخدرات. وتعكس الأرقام السنوية للمصالح المغربية حجم الجهود المبذولة في تفكيك الشبكات الإجرامية وحجز كميات معتبرة من المخدرات، في إطار التزام ثابت بحماية المجالات الترابية من مختلف التهديدات. وفي انتظار ما ستسفر عنه التحقيقات الجارية داخل إسبانيا، يتجدد الرهان على دعم التعاون وتبادل المعلومات بشكل فعّال، بما يعزز استقرار المنطقة ويحصنها من مخاطر الجريمة العابرة للحدود.