أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن شروعها في إصدار خرائط تنبؤية دقيقة تُحدد، بشكل استباقي، المناطق الأكثر عرضة لخطر اندلاع الحرائق الغابوية، وذلك ابتداء من 15 يوليوز الجاري، في إطار مقاربة علمية تروم تعزيز اليقظة المجالية والحد من آثار التغيرات المناخية. وحسب بلاغ رسمي عممته الوكالة على مختلف وسائل الإعلام، فإن هذه المبادرة تعتمد على تحاليل ميدانية ومعطيات علمية دقيقة، تشمل دراسة نوعية الغطاء النباتي وقابليته للاشتعال، إلى جانب تتبع المؤشرات المناخية والخصائص الطبوغرافية لمختلف الأقاليم، في أفق ضبط خريطة ديناميكية للمخاطر المحتملة. ووفق التصنيف المعتمد في النشرة التنبؤية الأولى، سُجّلت درجة الخطورة القصوى في كل من شفشاون، تاونات، وتازة، وهي أقاليم تعرف كثافة غابوية مرتفعة وهشاشة بيئية مضاعفة، تجعلها ضمن البؤر الأكثر حساسية خلال فصل الصيف. أما المناطق المصنفة بدرجة خطورة مرتفعة فتشمل أقاليم أكادير إدا أوتانان، الحسيمة، بني ملال، الصويرة، فحص أنجرة، خنيفرة، العرائش، المضيق-الفنيدق، وزان، طنجة-أصيلا، وتطوان، التي تُسجل عادة تداخلاً بين الكثافة السكانية والغطاء الغابوي، ما يزيد من تعقيد عمليات الوقاية والتدخل. وفي ما يخص درجة الخطورة المتوسطة، فقد شملت أقاليم بركان، الدرويش، إفران، القنيطرة، الخميسات، الناظور، الرباط، سلا، سيدي سليمان، الصخيرات-تمارة، وتاوريرت، حيث يُوصى باليقظة الميدانية، خاصة مع تزايد حركة الاصطياف والأنشطة الترفيهية المرتبطة بالمجالات الطبيعية. ودعت الوكالة الوطنية للمياه والغابات كافة المواطنين، خاصة سكان المناطق المتاخمة للمجالات الغابوية والعاملين بها والمصطافين، إلى توخي أقصى درجات الحذر، وتفادي إشعال النار أو القيام بأي نشاط من شأنه التسبب في نشوب حريق، مع الإبلاغ الفوري لدى السلطات المحلية عند رصد أي دخان أو سلوك مريب. وتندرج هذه الخريطة التنبؤية في إطار الاستراتيجية الوطنية للوقاية ومكافحة حرائق الغابات، التي باتت تُشكل أولوية مؤسساتية في ظل ارتفاع مؤشرات الخطر، وتكرار الظواهر المناخية القصوى التي تُضاعف من هشاشة الغطاء الغابوي بالمملكة. وتأمل السلطات المختصة في أن تسهم هذه الآلية الجديدة في تعزيز التدخل الاستباقي وتحسين التنسيق المجالي بين مختلف المتدخلين، خصوصًا في ظل توسع دائرة المصطافين خلال شهري يوليوز وغشت، حيث يتزايد الضغط على النظم الإيكولوجية الغابوية المعرضة للخطر.