يثير مرور شاحنات خلط الإسمنت بأنابيب صب غير مؤمنة داخل المدار الحضري احتجاجات متزايدة بين السائقين والراجلين، وسط تحذيرات من مخاطر متصاعدة على السلامة المرورية وحركة السير والجولان في عدد من محاور مدينة طنجة. وتشير الملاحظات الميدانية إلى أن عددا من هذه الشاحنات يتحرك بخزانات دوارة ضخمة، فيما تبرز أنابيب الصب المعدنية لمسافات قد تصل إلى نصف متر خارج هيكل المركبة. - إعلان - ويجعل هذا الوضع خطر الاصطدام قائما في أي لحظة، خصوصاً في المنعطفات والشوارع الضيقة، حيث يصعب على السيارات الصغيرة والمارة تفاديها في ظل غياب تجهيزات السلامة على عدد من الشاحنات. وتتضاعف المخاطر ليلا مع ضعف الرؤية في محاور حضرية تفتقر إلى إنارة كافية، إضافة إلى غياب الأضواء العاكسة أو العلامات التحذيرية على بعض المركبات الثقيلة. وفي المقابل، يتسبب تسرب كميات من الخرسانة من الخزانات في ترك بقع متصلبة على الإسفلت، ما يزيد احتمالات الانزلاق بالنسبة للدراجات النارية والسيارات، كما يعرقل مرور المارة في الأرصفة الضيقة. ويبلغ متوسط وزن شاحنة خلط الإسمنت الفارغة نحو 12 طنا، بينما يصل وزنها عند التحميل الكامل إلى حوالي 30 طنا. مما يضاعف مسافة التوقف المطلوبة مقارنة بالسيارات الخفيفة؛ إذ يمكن أن تتجاوز مسافة الكبح 30 مترا عند سرعة 50 كيلومترا في الساعة. وفي حالة أي توقف مفاجئ، تصبح احتمالات الاصطدام عالية بشكل ملحوظ، خصوصا في المحاور الحضرية المكتظة. كما يثير مرور هذه الشاحنات بشكل متكرر في أحياء حديثة الإصلاح مخاوف بشأن استنزاف البنية التحتية للطرق، حيث تؤدي الحمولات الثقيلة إلى تشققات وهبوط طبقات الإسفلت في فترات وجيزة، ما يفرض أعباء مالية إضافية على الجماعة الحضرية لصيانة المسالك المتضررة. وتتزايد المطالب في الأوساط المحلية بضرورة تدخل السلطات لتقنين حركة الشاحنات داخل المدار الحضري، عبر تحديد مسارات بديلة وتوقيتات ملزمة، إلى جانب فرض غرامات فورية على المخالفين، وإلزام الشركات المالكة بتأمين المعدات وتنظيف المسارات بعد عمليات النقل. وحتى الآن، تغيب اية توضيحات من طرف السلطات الجماعية بشأن الإجراءات المطبقة لضبط مرور شاحنات خلط الإسمنت أو الحد من تأثيرها على سلامة مستعملي الطريق وحركة السير والجولان.