تعتزم مجموعة العمران تنفيذ مشروع جديد يرمِي إلى إعادة إنعاش المدينةالجديدة الشرافات، الواقعة على بعد عشرين كيلومترا من مدينة طنجة، على المحور الطرقي المؤدي إلى الميناء المتوسطي، داخل تراب إقليم الفحص أنجرة. ويأتي هذا التوجه بعد سنوات من الجمود الجزئي الذي عرفه المشروع، الذي أُطلق سنة 2009 على مساحة تناهز 769 هكتارا، بهدف استيعاب 150 ألف نسمة في أفق متوسط المدى. غير أن وتيرة الإنجاز ظلت محدودة، إذ لم يتجاوز عدد السكان المقيمين فعليا سوى 36 شخصا إلى حدود سنة 2024، بحسب معطيات صادرة عن المجلس الأعلى للحسابات. وتسعى الخطة الجديدة إلى إرساء نواة سكنية متكاملة، وتحسين التجهيزات الأساسية، وإطلاق عروض موجهة للفئات المتوسطة، إلى جانب تهيئة الشروط الملائمة لاستقطاب استثمارات في قطاعات التعليم والصحة والخدمات. وفي هذا السياق، وقّعت مجموعة العمران سنة 2022 بروتوكول اتفاق مع جامعة محمد السادس لعلوم الصحة، من أجل دراسة إمكانية إنشاء مركز استشفائي جامعي ومرافق تعليمية وسكنية على مساحة عشرة هكتارات داخل المجال الترابي للمشروع، دون تحديد جدول زمني للتنفيذ. ويُرتقب أن تشمل الخطة تسريع أشغال الطرق والتطهير وربط الشبكات، وفتح المجال أمام المنعشين العقاريين عبر تفويت أراضٍ مجهزة بشروط تحفيزية، ما من شأنه تشجيع الاستقرار السكاني التدريجي في محيط ما يزال يفتقر إلى المرافق الأساسية. وتندرج هذه الخطوة ضمن مقاربة أوسع لتخفيف الضغط العمراني عن مدينة طنجة، التي تشهد نموا سكانيا متواصلا بفعل الدينامية الصناعية والتجارية، في ظل محدودية العرض السكني داخل المدار الحضري وارتفاع الأسعار في الأحياء الناشئة. كما يُرتقب أن يشكّل المشروع دعامة عمرانية موازية للقطب الحضري ابن بطوطة، في إطار إعادة توزيع مراكز الاستقطاب حول مدينة طنجة، رغم اختلاف التموقع الإداري بين المنطقتين. وتهدف إعادة إطلاق المشروع إلى تحويل الشرافات من مدينة شبه خالية إلى قطب سكني وخدماتي مندمج، يستفيد من موقعه الجغرافي قرب الميناء المتوسطي والمنطقة الصناعية لملوسة، ويُسهم في تأمين عرض سكني منسجم مع التحولات المجالية التي تعرفها جهة طنجة–تطوان–الحسيمة.