تتوالى الانباء عن محاولات استدراج او اختطاف تستهدف اطفالا في مدينة طنجة، بين روايات تتناقلها الاسر وغياب لأي معطيات رسمية تتيح توصيفا دقيقا لما يحدث. آخر هذه الوقائع ما أورده مواطن يدعى جلال ابو عبد الرحمن، تحدث من خلال تدوينة نشرها على موقع فيسبوك، وأكدها لاحقا في تصريح لجريدة "طنجة 24" الالكترونية، بشأن ما وصفه بمحاولة اختطاف تعرض لها ابنه البالغ من العمر تسع سنوات، ظهر الجمعة، بحي طنجة البالية. وبحسب رواية الاب، فقد دخل الطفل الى مسجد الحي لاداء الصلاة رفقة والده، قبل ان يخرج للوضوء ويختفي عن الانظار. يقول الاب ان شخصا غريبا اعترض سبيل الطفل امام المسجد، وحمله باتجاه صندوق سيارة مركونة بمحاذاة محطة القطار. وحين فُتح الصندوق الخلفي، استغل الطفل الفرصة وقفز هاربا باتجاه المنزل، حيث وصل في حالة فزع شديد. ويوضح جلال ان الاسرة تحركت على الفور نحو موقع الحادث، وان الطفل استطاع التعرف على المكان، وقال انه فر من امام محطة القطار. وقد جرى تحرير شكاية في الموضوع، غير انه لم تصدر اي معطيات رسمية بشأنها حتى الان. وتاتي هذه الواقعة في سياق تداول متكرر لحوادث مماثلة على وسائل التواصل الاجتماعي، دون توفر بيانات احصائية محينة او توضيحات يمكن الرجوع اليها عند الحاجة. ويرى فاعلون في مجال حماية الطفولة ان التعامل مع مثل هذه الحالات يتطلب يقظة مجتمعية وتواصلا فعالا مع الاسر، في تكامل مع الجهات المختصة، لضمان الحماية الميدانية للاطفال. وفي هذا الإطار، يقول اسماعيل العشيري، رئيس جمعية "طفلي"، ان "الخطر الحقيقي ليس فقط في الفعل الاجرامي حين يقع، بل في الحاجة الى منظومة مجتمعية متماسكة للاستجابة، تشمل التبليغ السريع والتحرك الاستباقي". ويضيف العشيري في تصريح للجريدة، ان مؤسسته تتابع عن قرب تطور هذه الحالات، لكن الصعوبة تكمن في الانفصال الحاصل بين ما يُتداول على المنصات الاجتماعية وما يُسجل فعليا عبر القنوات الادارية، داعيا الى تكثيف جسور التنسيق بين الاسر والمؤسسات المختصة. ويشير الى ان حالات مثل قضية "عدنان بوشوف" قبل خمس سنوات، والتي انتهت بالحكم بالاعدام على الجاني، "كشفت ان حماية الاطفال لا ينبغي ان تظل رهينة بردود الفعل، بل تتطلب عملا استباقيا يدمج التوعية والانذار والتحرك الفوري عند الحاجة". ورغم الجهود المبذولة من طرف المصالح المختصة وجمعيات المجتمع المدني، تبقى الوقاية من استهداف الاطفال رهينة بتقوية الحضور المجتمعي واليقظة الاسرية. وبين تعدد الروايات وغياب التبليغ الفوري، ما يزال الاطفال الحلقة الاكثر هشاشة في مواجهة خطر لا يعلن نفسه بوضوح.