تشهد المباراة النهائية لكأس العرب لكرة القدم، التي تجمع الخميس بين منتخبي المغرب والأردن، طابعاً استثنائياً غير مسبوق في تاريخ البطولة، إذ يقود المنتخبين مدربان من الدولة والجنسية نفسيهما، هما المغربيان طارق السكتيوي وجمال سلامي، في مواجهة تتجاوز الصراع على اللقب إلى رمزية تاريخية تعكس تطور المدرسة التدريبية المغربية. ويخوض المنتخب الأردني النهائي للمرة الأولى في تاريخه، بعد مسيرة لافتة في البطولة قادها المدرب جمال سلامي، الذي نجح في قيادة "النشامى" إلى إنجاز غير مسبوق، متجاوزاً أفضل مشاركة سابقة للأردن، التي تعود إلى المركز الرابع عام 1988. ويطمح المنتخب الأردني إلى تتويج حلم طال انتظاره، مدفوعاً بأداء منظم وانضباط تكتيكي مكّنه من مقارعة منتخبات أكثر خبرة.
في المقابل، يسعى المنتخب المغربي إلى استعادة لقب كأس العرب، الذي تُوّج به عام 2012، في ثاني ظهور له في المباراة النهائية، معولاً على استقرار فني وأداء متوازن قاده المدرب طارق السكتيوي، الذي يطمح إلى إعادة الكأس إلى خزائن "أسود الأطلس" وتأكيد مكانة المغرب بين أبرز المنتخبات العربية. ويمثل النهائي مواجهة مغربية خالصة على مستوى دكة البدلاء، إذ سبق لكل من سلامي والسكتيوي أن حملا قميص المنتخب المغربي كلاعبين دوليين، كما توّجا بلقب كأس إفريقيا للاعبين المحليين كمدربين، في مسار يعكس تطور جيل جديد من الأطر الوطنية. وقال جمال سلامي عقب تأهل الأردن إلى النهائي: "سعيد جداً لملاقاة أخي وصديقي طارق السكتيوي في النهائي"، مضيفاً أن المباراة أمام المنتخب المغربي "ستكون بمشاعر خاصة". من جانبه، عبّر السكتيوي عن أمله في هذه المواجهة، قائلاً إنه يتمنى لقاء "أخي" جمال سلامي، معتبراً أن بلوغهما النهائي معاً "يعكس الصحوة التي تعيشها كرة القدم المغربية". وعلى المستوى التكتيكي، يعتمد سلامي على تنظيم دفاعي محكم، مع إغلاق المساحات والانتقال السريع إلى الهجوم، وهو ما مكّن المنتخب الأردني من تلقي هدفين فقط في خمس مباريات دون هزيمة، مع تركيز خاص على الهجمات المرتدة والكرات الثابتة. في المقابل، يفضل السكتيوي أسلوباً أكثر انسيابية وهجومية، يقوم على الضغط العالي والاستحواذ وبناء اللعب المنظم، حيث استقبل المنتخب المغربي هدفاً واحداً فقط وسجل ثمانية أهداف خلال مشواره في البطولة. ولا يقتصر الرهان في هذا النهائي على التتويج باللقب، بل يمتد إلى صدام بين حلم أردني يولد للمرة الأولى وطموح مغربي يسعى إلى ترسيخ الهيمنة، في مواجهة تجمع مدربين من المدرسة نفسها، تختلف الألوان وتتقاطع الأفكار، ليبقى السؤال مفتوحاً: هل يبتسم التاريخ للأردن، أم يعود الكأس إلى المغرب من جديد؟