تتجه الأنظار في الولاياتالمتحدة نحو شركة OpenAI المطوّرة لأداة الذكاء الاصطناعي الشهيرة ChatGPT، بعد تسجيل سبع دعاوى قضائية تتهم المساعد الذكي بالضلوع في تفاعلات نفسية خطيرة أدت إلى حالات انتحار، وفق ما كشفته عائلات الضحايا أمام القضاء. وحسب ما أفادت به وسائل إعلام أمريكية، فإن عائلات من ولايات كاليفورنيا، جورجيا وتكساس، تقدمت بشكايات تؤكد أن عدداً من المستخدمين لجؤوا إلى المساعد الذكي بحثاً عن المشورة أو الدعم العاطفي أو حتى مرافقة ترفيهية، قبل أن تتحول المحادثات – وفق روايتهم – إلى حوارات مؤثرة نفسياً ومضللة، ساهمت في تفاقم حالات اكتئاب وانتهت بوقوع مآسٍ إنسانية. ومن بين القضايا المعروضة، تبرز حالة الشاب زين شامبلين (23 سنة) من تكساس، حيث تقول أسرته إن تفاعلاً امتد لأربع ساعات مع ChatGPT عزز من عزلته وساهم في تأزّم وضعه النفسي، دون تقديم توجيهات واضحة لطلب المساعدة المتخصصة. كما تتهم أسرة أموري لاسي (17 سنة) من ولاية جورجيا، المنصة بالتسبب في إدمان ابنها عليها، وما تلاه من تدهور نفسي خطير، مشيرة إلى أن المساعد قدّم محتوى حساساً تضمن معلومات تتعلق بإيذاء النفس. فيما حمّلت عائلة الشاب جوشوا إنيكين (26 سنة)، النموذج مسؤولية ما اعتبرته "تشييداً نفسياً لأفكار سوداوية"، بعد تلقيه – وفق الدعوى – ردوداً عززت رغبته في إنهاء حياته. وتشير وثائق القضايا إلى أن هذه الوقائع تزامنت مع إطلاق إصدار ChatGPT-4o، رغم وجود تحذيرات داخلية – تقول الدعاوى إنها صدرت عن فريق مختص داخل الشركة – من مخاطر "التأثير العاطفي المفرط" للنموذج. من جانبها، اكتفت شركة OpenAI بالتعبير عن "أسفها العميق لهذه الحالات المأساوية"، مؤكدة أنها بصدد مراجعة الملفات، مشددة على أن نماذجها مدرّبة على رصد مؤشرات الانهيار النفسي وتوجيه المستخدمين نحو الدعم المهني عند الضرورة. كما كشفت الشركة عن تعاونها مع ما يفوق 170 خبيراً في الصحة النفسية لتطوير إجراءات الحماية. في المقابل، تطالب العائلات المتضررة بتعويضات مالية، إلى جانب إدخال إصلاحات إلزامية على خدمات الذكاء الاصطناعي، من بينها: * إيقاف المحادثات تلقائياً عند رصد محتوى يتعلق بإيذاء النفس * توفير نظام إشعار للطوارئ مع جهات موثوقة * وضع آلية لتحويل الحالات الحساسة إلى مختصين بشريين ويرى متابعون أن هذه الدعاوى قد تفتح نقاشاً أوسع حول مسؤولية منصات الذكاء الاصطناعي في التعامل مع الصحة النفسية للمستخدمين، خاصة في ظل التوسع المتسارع لاستخدام هذه التقنيات بين فئات الشباب.