تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي رسالة إمبراطورة روسيا ""كاثرين الثانية"" إلى السلطان المغربي العلوي محمد الثالث بن عبد الله، بتاريخ 21 يونيو 1783، بعد قرار السلطان المغربي السماح للسفن الروسية التجارية بالتردد على الموانئ المغربية، الأمر الذي يكشف حجم العلاقات التاريخية بين البلدين. وجاء في مطلع الرسالة : "نحن "كاثرين الثانية" بفضل الله إمبراطورة سائر روسياوموسكو وكييف، وملكة قازان، وسيبيريا وملكة البوسكوف والدولة العظيمة وبلغاريا، إلى الملك العظيم سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل ملك المغرب العظيم وشمال أفريقيا ونهر السنغال وبلاد السودان". وجاء نشر هذه الرسالة التاريخية التي كتبت في تاريخ 21 يونيو 1783، أيضا كرد على بعض المعلقين الجزائريين الذين يجادلون حول تسمية المغرب قبل سنة 1912. كما ان الوثيقة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بان الصحراء مغربية وأن سيدي محمد بن عبد الله بن إسماعيل "ملك المغرب العظيم وشمال أفريقيا ونهر السنغال وبلاد السودان". وكان المغرب العظيم قبل 6 سنوات من هذه الرسالة، أي سنة 1777م، قد اعترف باستقلال الولاياتالمتحدةالأمريكية ليكون بذلك أول بلد يعترف باستقلال امريكا. وتعود العلاقات بين المغرب وروسيا إلى العام 1777 عندما اقترح السلطان سيدي محمد ابن عبد الله على الإمبراطورة الروسية كاثرين الثانية إقامة علاقات بين البلدين والشروع في المبادلات التجارية بين الإمبراطوريتين. وفي نوفمبر 1897 تم افتتاح قنصلية روسية في طنجة، وذلك قبل أن يقيم البلدان علاقات دبلوماسية بينهما في شكلها الحديث وتفتتح روسيا في 1 سبتمبر 1958 سفارة لها في الرباط. ورفضت روسيا في أوائل القرن العشرين المشاركة إلى جانب القوى الأوروبية الساعية إلى تقسيم الأراضي المغربية، كما أن الاتحاد السوفياتي كان أول دولة تعترف باستقلال المغرب في 11 يونيو 1956. رغم التباعد الجغرافي، فإن المغرب وروسيا تجمعهما علاقات متميزة دخلت منعطفاً جديداً منذ سنة 2002، وباتت أكثر متانة بالزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس سنة 2016 إلى موسكو.