كشفت مصادر محلية، اليوم السبت، أن وزير الصحة وإصلاح المستشفيات بالجزائر، عبد المالك بوضياف، أصدر قرارا بإغلاق مصلحة التوليد بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، وذلك بعد الفضيحة التي انكشف أمرها من خلال صور وشريط فيديو يوضح بشاعة وفضاعة المكان الذي تلد فيه النساء. وكنا في تلكسبريس قد نشرنا مقالا حول الفضيحة، مرفوقا بفيديو صادم يكشف الوضع الكارثي بكل المقاييس داخل مصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة، حيث أكد التقرير الذي أعده التلفزيون العمومي الجزائري والمرفق بالشريط أن الأمر يتعلق بنموذج مصغر لما يسود داخل المستشفى من تسيب وإهمال..
الشريط، حسب مصادر محلية جزائرية، تم تصويره بعلم من إدارة المستشفى التي قامت بمجرد علمها بقدوم بعثة التلفزيون، بإصدار أوامر مستعجلة من أجل تنظيف قاعة التوليد وتوضيب كل زوايا المصلحة ونقل بعض الحوامل والمريضات إلى المصالح أو الأجنحة المجاورة، وذلك للتخفيف من حجم الكارثة وإخفاء صور افتراش الحوامل الأرض وجمع 5 أو 6 رضّع في سلة واحدة، ناهيك عن أكوام الأوساخ المنتشرة في كل الزوايا، وغيرها من الفضائح التي خلقت مناخا خصبا لانتشار الفيروسات وسط المواليد الجدد داخل المستشفى..
ويظهر مقطع الفيديو، الذي تناقله العديد من نشطاء المواقع وشبكات التواصل الاجتماعي، عملية توليد أربع نسوة في وقت واحد حيث تتراكم أسفل الأسرة برك الدماء، المتخثرة وغير المتخثرة، فيما تتعايش الامهات الحوامل ومواليدهن الجدد مع الحشرات والصراصير التي اتخذت من أسقف الغرف وجدرانها مساكن لها، فضلا عن الستائر الملطخة بالدماء وبقايا الضمادات وملابس الحوامل المبعثرة على الارض، وذلك في مشاهد تشبه إلى حد بعيد بعض التفاصيل التي نشاهدها في سلسلة أفلام الرعب والعنف المقزّز الأمريكية-الاسترالية "SAW".
صور الشريط، تظهر بالملموس واقع مستشفيات الجزائر، التي تعرف الإكتظاظ وتتقاسم في غرفها الحوامل الأسرة في آن واحد، إذ تتجاوز في غالب الأحيان طاقاتها الاستيعابية، كما كما هو الشأن في مستشفى قسنطينة، حيث أن الحالات الوافدة إلى المصلحة من أغلب ولايات الشرق تتجاوز 50 حالة يوميا في أحسن الأحوال..
هذا الوضع لا يمكن أن يُبرر بأي شكل من الأشكال من طرف النظام الجزائري، خاصة أن الجارة الشرقية تعتبر من أكبر البلدان المصدرة للغاز والنفط، وهي صادرات تعود على الخزينة بأموال طائلة، إلا أنها تذهب إلى حسابات وجيوب قلة من المتنفذين في النظام من جنرالات ومسؤولين في المخابرات فضلا عن بعض "العصابات" والكتائب التي تدور في فلكهم والتي تقوم بتنفيذ مخططاتهم الجهنمية كعصابة البوليساريو في الوقت الذي يعاني فيه الشعب المغلوب على أمره من ويلات الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، التي قد تعصف -لا قدر الله- بالبلاد في مستنقع حرب أهلية غير محسوبة العواقب..
الشريط الذي كشف الفضيحة فيديو يظهر حجم الكارثة داخل مستشفيات الجزائر
واقع مزري لا يشرف الجزائر: البلد الغني بالغاز والنفط