روبورتاج ميداني قامت به جريدة الشروق رصد مأساة غريبة في بلد النفط والغاز الجزائر، حيث تتبعت مسار عائلات تعتبر حاويات القمامة مصدر موائدها في رمضان المعظم، حيث تحولت حاويات القمامة على مستوى الأسواق الشعبية إلى مصدر رزق الكثير من العائلات المعدومة، حيث تزخر النفايات ببقايا الخضر واللحوم والسلع منتهية الصلاحية التي تعتمد عليها موائد الفقراء في رمضان. الصحفية حكيمة حاج علي وقفت على الظاهرة في كل من أسواق علي ملاح وكلوزال في قلب العاصمة، حيث تقتات عشرات العائلات من بقايا القمامة، وتمكنت الكثير من النساء من ربط علاقة وطيدة مع التجار لتمويلهن ببقايا السلع المعروضة في السوق.
ولاحظت الصحفية أنه مقابل طاولات بيع المواد الاستهلاكية بالأسواق التي دخلتها، هناك في الجانب المقابل مواطنون يتقاتلون من أجل الظفر بالمواد الاستهلاكية المنتهية الصلاحية بحاويات القمامة. والقتال يدور حول دور كل واحد في التنقيب على السلع الفاسدة، وتدور أحيانا معارك قاتلة.
ومن خلال متابعة الصحفية الجزائرية لإحدى السيدات رأت علب ياغورت منتهية الصلاحية وبقايا طعام وخضر وفواكه تالفة وبقايا قارورات العصير.
قالت الصحفية "لم نبرح مكاننا مدة ثلاث ساعات وخلالها غادرت السيدة المكان لتأتي بعدها سيدتان، عقدت الدهشة لساننا ونحن نشاهدهما يقومان بملء قفتيهما بالبقدونس والسبانخ الذابلة التي رماها التجار بما أنها لا تصلح للبيع، كانت إحداهما تنقب في الحاوية الأولى، بينما جلست الأخرى تنظف أوراق البقدونس والسلاطة التالفة لتحتفظ بالجزء الجيد في قفتها."
من جهة أخرى كشفت آخر التقارير والدارسات التي توصل إليها أساتذة باحثون، شاركوا في الملتقى الدولي الذي نظمته جامعة الجزائر 3 حول تقييم سياسات الإقلال من الفقر في الدول العربية في ظل العولمة، أن نصف سكان الجزائر فقراء ويعشون ظروفا اجتماعية مزرية. وما يقارب 20 مليون جزائري يعيشون تحت عتبة الفقر.
مشاهد الجزائريين وهم يقتاتون من المزابل وحاويات القمامة أثارت استياء المتتبعين في العالم، لأن بلد النفط والغاز كان ملزما بوضع سياسة للرعاية الاجتماعية حتى لا يضطر المعوزون إلى مثل هذا النوع من الأكل غير الصالح حتى للحيوانات.