في خرجة غريبة لها وبعد عطلة باذخة لنقيب الصحافيين بالخارج، أصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية نداء عجيبا ترجو من خلاله جمع ما جادت به أريحية الصحافيين من دراهم لصالح أسرة حميد المهداوي المعتقل بتهمة عدم التبليغ عن جريمة التي لاتدخل في اطار قانون مدونة الصحافة والنشر، نعم النقابة تتسول بإسم حميد المهداوي. النداء البئيس، الذي أصدره عبد الله البقالي اليوم بعدما قضى شهرا ونصف متجولا بين مدن سياحية في اروبا، يذكرنا بعمليات الاكتتاب والتسول التي كان حزب الاستقلال يقوم بها لجمع جلود الأضاحي إبان عيد الاضحى وبيعها بباب بو جلود وبابا الماكينة بفاس ايّام الغفلة طبعا.. ففي الوقت الذي كان على السيد النقيب ان يخصص لأسرة هذا الصحافي غلافا ماليا من ميزانية النقابة، التي تسجل سنويا فائضا غريبا من بمئات الملايين، أو من ميزانية جمعية الأعمال الإجتماعية للصحافة المكتوبة التي توصلت الأسبوع الماضي ب 150 مليون سنتيم كدعم من الوزارة لها، اختار البقالي ان يتفنن في الضحك على الصحافيين والركوب على مآسيهم، وأغلبهم ينتظر الدعم التكميلي الذي وعدهم به هو وزميله مجاهد، قبل انتخابات المجلس الوطني للصحافة ليتبين ان الأمر لايعدو أن يكون كذبة من اطنان الكذب التي ينفقها البقالي بالجملة والتقسيط. نداء الاكتتاب الذي اصدره البقالي يكشف بما لايدع مجالا للشك أن رئيس النقابة شخص غير متزن نفسيا وله عقدة الإستهزاء من الضعيف وإذعانه وجعله هو وأسرته ذليلا صاغرا، وإلا كيف تطلب من صحافيين مالا هم اصلا في أزمة خانقة جراء ما وعدوا به من دعم تكميلي، انها قمة العبث والذل واستصغار المهداوي واسرته وجميع الصحافيين، والمتاجر بالمواقف. فالسيد البقالي تلقى قبل اسبوع هو الآخر شيكا ب 100 مليون من وزارة الاتصال هي قيمة الدعم السنوي المرصود للنقابة، وله فائض من السنة الفارطة يقدر ب 200 مليون سنتيم كما أن حسابا آخرا لنفس النقابة يضم 300 مليون سنتيم، فماذا سيزيد أو ينقص أن ترصد النقابة غلافا ماليا "بينها وبين خالقها" للمهداوي واسرته بدون أن تحرج صحافيين هم أصلا في حاجة الى اكتتاب شهري للتغلب على قهر الزمن. كان على البقالي، على الاقل، ان يقضي شهرا ونصف من عطلته داخل المغرب ويتبرع بما تبقي له من أموال بالعملة الصعبة لأسرة المعتقل أما أن "يبذخ" خمسة وأربعين يوما في أفخم فنادق أروبا منتشيا بأمواله التي لا تنتهي، وبعدها يأتي ليستجدي الصحافيات والصحافيين، فإن الأمر يدخل في إطار الضحك على الذقون والاستهزاء والاحتقار.. كان على البقالي كذلك ان يتذكر المهداوي وأسرته مباشرة بعد زيارته في السجن رفقة زميله مجاهد، أما الإنتظار إلى حين العودة من سفرياته خارج الوطن وإصدار بيان بئيس لجمع التبرعات فهذا منتهى الضحك على الناس..