قصيدة ليوسف الادريسي..في فبراير 84 .. قصيدة زجلية مستوحاة من انتفاضة يناير 1984..هذه الانتفاضة التي ستظل إلى أمد طويل في طيات تاريخنا المنسي..تاريخ الناس المنسيين..لكنها مطبوعة بصورة ما في وجدان من عاشوا المرحلة..ومن سمعوا عن المرحلة..قليلون هم أولائك الذين كتبوا..وحاولوا نقل "المجزرة" سطورا على الورق..عبارات ومعان ودلالات..لكنها بقيت في التداول الشفوي..وفي الحكي الشعبي…قست الحياة قسوتها على الشعب..فانتفض الشعب ضد من يحركون عقارب ساعة الحياة..ويوجهونها ضد الحياة نفسها..ضد الشعب..ليعيشوا هم..وليختنق الشعب..انتفض الناس..ولعلع الرصاص..معلنا زرع الموت..في الطالبين للحياة..واستشهدت أرواح شابة..قابضة على حجارتها..وعلى وجهها ابتسمت الكرامة..وأومأت الحرية بعيونها الواسعة المفتوحة..نحو الأفق القادم…..هذه القصيدة..تحكي قصة طفل صغير .. حاول التحدي..ما بين اللهو والجد..فجرت رصاصة حاقدة سوداء رأسه الصغير..وشتت دماغه..وسقط شهيدا غارقا في دمه…………………………………………………………..(تقديم:مصطفى بودغية) الى روح الطفل الشهيد الذي وضع آنية من الألومينيوم فوق رأسه و خرج ليواجه الجيش..وقُتِلَ بدم بارد….. يوم 21 يناير 1984..إبان انتفاضة (يناير84)..تطوان.. (يوسف الإدريسي). قبضة طفل ورصاصة.. فتشعطش يناير ؤ من تحت الرماد الخامد بالسمرة…طلع صبي على وجهو بسمة سروال مقطع ؤعظامو باينة … ؤمبين ايديه حامل جمرة شاف فلجمرة ؤ شاف فالسما… ملقى غير الليل ؤالظلمة أرجع تاني حقق فالجمرة … شاف باه ؤ خالو ؤ خاه ؤ جارو جالسين بلا خدمة شآف صحبو وولاد الحومة … م المدارس كترمة شآف العيش فالبرارك ؤ شآف ؤ شآف ؤ شآف قصور بريوس بنادم كتبنا.. وُ عشرين يناير..زعق زعقة سجدت لها لجبال…طيرت الغبرة ؤ تلش الضباب بانوا الرفاق ؤ بانوا لعدى … بانوا الرجال من شميتيه تقدموا الرجال ؤ تراجعوا لحليقية…ؤحزموا شوانطهم جميع القمارة و السمسريه ؤ كانت تسعطاش… يناير واجه لحجار القرطاس … وجعل بنادم من لحمو متراس ؤ حس كل فقير ؤ مظلوم … بنفس معزوز مرفوع أراس فواحد ؤعشرين يناير.. نطق الصبي الشهيد ؤ قال…حنا تاريخ ؤ حنا موالين الدار ؤتبسم الشعب شعلا نار…فكل خاين ؤ شفار ؤ كل شهيد منا بدمو …. كتب اشهادتو.. لنا التاريخ ؤ لكم مزبلتو لنا التاريخ ؤ لكم مزبلتو لنا التاريخ ولكم مزبلتو..