قال حسن بوبريك المدير العام للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي إن تعميم التأمين الإجباري الأساسي عن المرض، مكن اليوم ملايين المغاربة من الولوج إلى الرعاية الصحية في ظروف عادلة وكريمة. وأضاف في تصريحات لوكالة الأنباء الرسمية "ماب" أنه تم الانتقال من حوالي 8 ملايين مؤمن إلى ما يقرب من 25 مليونا اليوم"، مضيفا أن حجم الملفات التي تتم معالجتها يوميا تضاعف خمس مرات، لينتقل بذلك من 20 ألفا إلى أزيد من 110 آلاف.
وسجل أن هذه القفزة النوعية رافقتها إصلاحات جوهرية، حيث أن "جميع المغاربة أصبحوا يستفيدون حاليا من نفس سلة العلاج ونفس نسب التعويض، مهما كانت وضعيتهم". وتحدث بوبريك على إشكالية الانخراط وانتظام دفع اشتراكات العمال غير الأجراء، حيث أنه "من بين 1.7 مليون مؤمن أساسي، 550 ألف فقط يسددون اشتراكاتهم بشكل منتظم"، محذرا من إشكالية الانتقاء المعاكس، أي أن الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج هم فقط من يؤدون واجب الاشتراك. وأشار أن "التأمين الصحي يرتكز على مبدأ التكافل والتضامن. ومن الضروري أن يساهم الأشخاص الذين يتمتعون بصحة جيدة أيضا في الحفاظ على توازن النظام". وأكد أنه من بين التحديات التي تواجه المشروع هناك ترشيد النفقات، فإذا كانت زيادة الاستهلاك الطبي تعد مؤشرا إيجابيا، فلابد من الحذر من أي انفلات غير متحكم فيه، لذلك من اللازم الاشتغال على عدة محاور ومنها خفض أسعار الأدوية، والوقاية، والبروتوكولات العلاجية، ومكافحة الغش". وأبرز ذات المسؤول أن مكانة القطاع العام في توفير الرعاية الصحية تعد أيضا مسألة استراتيجية، موضحا أنه "يجب أن تضطلع المستشفيات العمومية، باستثماراتها الكبيرة في ما يخص المعدات والموارد البشرية، بدور محوري"، لأنه من الناحية الاقتصادية، يتيح هذا الخيار كذلك خفض كلفة التأمين الصحي نظرا لاعتماد تسعيرات أقل مقارنة بالقطاع الخاص.