يعتبر عيد الفطر السعيد جائزة صيامٍ شهرٍ كاملٍ، وهو شهر رمضان المبارك، إذ يفرح المسلمون في صبيحة العيد بأنّهم أتموا عبادة الشهر الكريم، من صيامٍ، وصلاةٍ، وصدقاتٍ على أكمل وجه، وبما يرضي الله تعالى، فما أجمل عبداً صلى شهره كاملاً، وأقام لياليه بالذكر والتهجد، وقراءة القرآن، وصام عن الطعام والشراب والغيبة والنميمة، وصبر على التعب والمشقة، فهذا يستحق أن يكون عيد الفطر في قلبه، لأنّه أدى ما عليه من واجباتٍ، فالعيد حقٌ له ليفرح فيه. تبدأ شعائره ، بالذهاب إلى صلاة العيد، ومشاركة جموع المصلين أداء الصلاة وتكبيرات العيد،و مهما كبرنا، ومهما تعدّدت وكثرت مشاغلنا، وأخذتنا وباعدت بيننا الأيام والليالي، سيظلّ عيد الفطر رمزاً للفرح، وشاهداً على عبادة أروع الشهور وأكرمها، فصبيحة الواحد من شوال تعتبر بداية الجمال، وختام المسك والعنبر لشهر القرآن الكريم، ففي عيد الفطر آلاف العبر والحكم والمواعظ، وفيه من الروعة والسحر ما يتركنا شاكرين لعظمة الخالق سبحانه، لنطلب منه وندعوه أن يديم علينا العيد ويعيده أعواماً عديدة، ولا يحرمنا الأجر والثواب والفرح به، وأن لا يموت الانتظار الطفوليّ ولهفتنا له. ويبقى العيد فرصةٌ للفرح والسرور، ومنحةٌ ربانيةٌ كي يشعر فيه المؤمنون بأنهم أدوا العبادات وفازوا برضى الله تعالى، ففيه يرتدي الناس أجمل الثياب، ويجتهدون في إظهار طريقةٍ للتعبير عن فرحهم، سواء كانوا كباراً أم صغاراً، فإظهار الفرح في العيد سنةٌ نبويّةٌ مطهّرة، يجب على جميع المؤمنين العمل بها. ويجب التخلّص فيه من أي شيءٍ يُفسد تلك الفرحة ، كما يجب وضع الخلافات التي تكون بين الجيران والأقارب، والسلام عليهم ومسامحة المسيئين، ونبذ الحقد، والعنف، والكراهية، فالعيد لا يكون إلا بالحبّ، ولا يكتمل إلا بصفاء النفوس. ها قد انتهى أوّل يومٍ من أيّام العيد، وبقي له يومان من الفرح والسرور وصلة الرّحم.