بمناسبة أربعينية المرحوم سيدي عبد السلام العمراني بوخبزة ، شهدت القاعة الكبرى بالجماعة الحضرية لطنجة مساء يوم السبت 15 فبراير الجاري حفلا تأبينيا لروح المرحوم ، اشتمل على وصلات من المديح والسماع أداها زمرة من خيرة المادحين والمنشدين على المستوى الوطني من ذوي الأصوات الحسنة والحفظ المتقن ، في طليعتهم المنشدان سعيد بلقاضي وعبد الرحيم الصويري ، كما اشتمل الحفل على وصلة لموسيقى الآلة اشتملت على منتخبات من نوبة رمل الماية أداها جوق طنجة للموسيقى الأندلسية برآسة الشيخ أحمد الزيتوني . يذكر أن هذا الحفل الصوفي تخللته العديد من الداخلات تضمنت عينات من الشهادات المؤثرة في حق الراحل التي أبرزت اخصاله الانسانية ومناقبه الحميدة التي كان يتحلى بها الفقيد ، الذي نشأ في بيئة علمية دينية ملتزمة، ساهمت في تكوين شخصيته المميزة ، ومن خلال هذه الشهادات الوازنة من طرف بعض أصدقائه ورفاق دربه من الداخل والخارج ، استعاد الجمهور الكبير الذي حضر اللقاء شريط الذكريات الذي يحمل سيرة الراحل ومسيرته الشخصية و الفنية الحافلة بالبذل والعطاء. تميز هذا الحفل التأبيني بحضور ثلة من وجهاء وأعيان المدينة ، وجمهور غفير من هواة فن السماع والمديح وعشاق طرب الآلة ، وبحضور لفيف من أصدقاء المرحوم ومعاشريه وبعض من أفراد عائلة الراحل الذين استلموا بالمناسبة صورة تذكارية للراحل التي صاغها بإتقان كبير الفنان التشكيلي المقتدر محمد بن مسعود . الراحل سيدي عبد السلام العمراني بوخبزة الذي توفي في فاتح من ربيع الأول هو من مواليد مدشر تزروت " بني يدر " إقليمتطوان ، وهو من حملة كتاب الله ، كان يميل منذ نعومة أظافره لمجالسة أهل الذكر من العلماء والزهاد والأشياخ المتصوفة الذين كانوا يرابطون بمختلف الزوايا المنتشرة بأقصى الشمال ، وخصوصا تعلقه الوطيد بالزاوية الحراقية و الريسونية بتطوان ، ومدى تأثره بهاتين الطريقتين ، إذ تعتبر السنوات الأولى من عمره التي قضاها في حضن هاتين المعلمتين الدينيتين المذكورتين حجر الأساس في بناء شخصيته الصوفية ، ومحطة هامة ساهمت في انطلاقه وبداية ولعه الكبير وارتباطه بفني المديح والسماع . وعلى مستوى مدينة طنجة ، ومنذ التحاقه بها سنة 1961 وهو يواضب على مجالسة الأشياخ والعارفين بصنعة السماع والمديح بالزاوية الصديقية والكتانية ، ويعد سيدي عبد السلام من المؤسسين لجوق العربي السيار للطرب الأندلسي سنة 1972 والذي كان يرأسه المرحوم محمد العربي المرابط ، وفي حدود سنة 1978 التحق بالمعهد الموسيقي لطنجة لدراسة مادة الصنعة الأندلسية ، إلى أن تخرج سنة 1982 وحصوله على دبلوم خول له الإنضمام لأسرة التدريس بالمؤسسة المذكورة ، كما كان أيضا ضمن أفراد الجوق الرسمي للمعهد الذي يرأسه الشيخ أحمد الزيتوني ، وعبر مساره الفني شارك في العديد من التظاهرات والملتقيات الفنية بداخل الوطن وخارجه ، وله عدة مساهمات فنية على المستوى الأكاديمي لعل أبرزها مشاركته رفقة جوق المعهد في تسجيل أنطلوجية الآلة الأندلسية التي وثقت لنوبات الرصد : وعراق العجم والماية بوزارة الثقافة .