فقدت الساحة الفنية بمدينة طنجة، في ساعة مبكرة من صبيحة يوم السبت، أحد كبار المداحين على الصعيد الوطني، فقد انتقل إلى دار البقاء الشيخ سيدي عبد السلام العمراني بوخبزة، بعد مسيرة فنية حافلة بالعطاء في هذا المجال. والفنان سيدي عبد السلام العمراني بوخبزة الذي توفي بعد صراع مع المرض، هو من مواليد مدشر تزروت " بني يدر " إقليمتطوان ، وهو من حملة كتاب الله ، وقد انهال من معين الزوايا المتواجدة بالشمال، لعل أبرزها الزاوية الحراقية والريسونية بتطوان ، التي كانت تشكل محطة الإنطلاقة وبداية الولع والإرتباط بفني المديح والسماع . ويعد سيدي عبد السلام من المؤسسين لجوق العربي السيار سنة 1972 والذي كان يرأسه المرحوم محمد العربي المرابط ، وفي حدود سنة 1978 التحق بالمعهد الموسيقي لطنجة لدراسة مادة الصنعة الأندلسية ، إلى أن تخرج سنة 1982 وحصوله على دبلوم خول له الإنضمام لأسرة التدريس بالمؤسسة المذكورة ، كما كان أيضا ضمن أفراد الجوق الرسمي للمعهد الذي يرأسه الشيخ أحمد الزيتوني. وعبر مساره الفني شارك في العديد من التظاهرات والملتقيات الفنية بداخل الوطن وخارجه ، وله عدة مساهمات فنية على المستوى الأكاديمي، من بينها مشاركته رفقة جوق المعهد في تسجيل أنطلوجية الآلة الأندلسية التي وثقت لنوبات الرصد : وعراق العجم والماية بوزارة الثقافة . وكان الراحل قد حظي بتكريم خاص في شهر ماي 2013، من طرف جمعية أهل أصيلة للمديح والسماح، خلال خلال فعاليات المهرجان الوطني للمديح والسماع الذي احتضظنته مدينة أصيلة.