عبارات التحدي والقوة ولعبة القط والفأر أصبحت تعرفها أزقة المدينة العتيقة بتطوان ، فبعد انتهاء من صباغة ما تم تلبيسه لإعطاء للأحياء نوعا من الجمالية بالرغم ان كانت الساكنة غير راضية عليه ، عادت من جديدة ظاهرة تشويه تلك الجدران بشعارات متنوعة ولم تنج منها حتى الجدران سور المدينة العتيق التي تمثل معلمة حقيقة للمدينة .وهذا ما جعل الساكنة تعاني من هذه الظاهرة وتستاء لها . فرغم من الحملة التي قام بها المسؤولون من اجل مسحها إلا وتجد كتابات أخرى في اليوم الموالي وكأنه لعبة القط والفار ولكنها في المرة الثانية حملت الشعارات عبارات القوة والتحدي لتدل في عمقها معاني لا يفهمها إلا أصحابها. ومن جانب أخر فقد مست هذه الفوضى حتى المقدسات مما يدل على انعدام الأخلاق لذا هؤلاء الشباب الذين يريدون تخريب سمعة المدينة بأفكارهم العدوانية . حتى أصبحت لايخلو أي ركن من عازقة وشوارع مدينة تطوان من تجليات هذه الظاهرة الغريبة والدخيلة مما جعل البعض يعتبرها فنا وتعبيرا وملاذا آمنا للكشف عن ما يخالج الشباب واليافعين من أحاسيس وهموم وقضايا سواء تعلق الأمر بما هو شخصي أو عام فيما اعتبرها البعض الأخر تهورا وفوضى عارمة وعبثا لا يليق بمستويات الآداب والسلوكات الأخلاقية علاوة على تشويه وتدنيس الفضاءات العمومية إلى حدا اعتبارها من طرفهم خزعبلات وموبقات وبدع سلبية دخيلة لا تمث بأية صلة وصل بالتقاليد التطوانية. ومقابل هذا وذاك، اعتبرها رأي ثالث ان رد فعل المقدمين على هذا السلوك لا يعتبر خروجا عن المألوف والمعتاد،بل راجع بالأساس الى غياب السياسات العمومية لتأطير هؤلاء الشباب من اجل تمكينهم وتوفير هم الإطارات والمرافق العمومية بغية تفجير طاقاتهم ومهاراتهم بشكل سليم وصحيح . ومن جهة أخرى اعتبرها احد المواطنين: أن الكتابة على الجدران ظاهره غير حضاريه وقد انتشرت في معظم الأحياء الشعبية والشوارع الرئيسية بالمدينة وعلى أثرها قد تشوه الكثير من الحيطان التي معظمها من المنازل أو من المرافق العامة وللأسف الشديد بأن معظم الكتابات يغلب عليها سن المراهقة، و هذا يعود لعدم التربية سواء داخل الأسرة آو في المدارس بل حتى عند الفاعلين في الحقل الجمعوي الذين يبقى همهم الوحيد هو البحث عن المورد المالي . في حين صرح مواطن أخر لقد تفشت ظاهرة الكتابة على الجدران لدرجة شوهت الكثير من المرافق العامة، ومن مظاهرها قيام بعض الصبية بكتابة بعض العبارات تعبيرا عن تشجيعهم أو تأييدهم الجارف للفريق الرياضي الذي يشجعه. أو التعبير عما يجيش في نفوسهم من مشاعر سلبية اتجاه الآخرين وأن هذه الظاهرة أصبحت مألوفة عند التلاميذ الصغار الذين يشوهون الجدران بالطباشير عند خروجهم من المدرسة بل حتى في أقسامهم حيث تجد جميع الطاولات مكتوبة . لتصبح ظاهرة مألوفة في كبرهم وأضاف أن السلطات تعرف العناصر التي تقوم بهذا الفعل ولكنها تغمض أعينها عليهم ويبقى المتضرر الوحيد هي المدينة التي تتحول إلى أحياء كولومبيا المشهورة بالمخدرات وحسب المتخصصين: أن ظاهرة كتابة على الجدران ظاهرة من الظواهر التي انتشرت بين عامة الشباب بل أصبحت تمثل منحدراً سلوكياً سيئاً في بعض المواقف ولعل هذا لم يأت من فراغ ولكن هناك عوامل متعددة وراء ذلك وقد يكون العامل النفسي والانفعالي للطالب هو الذي دفعه إلى مثل هذا التعبير المغلوط والغير لائق لا اجتماعياً ولا أدبياً متخذاً في ذلك حججاً واهية وأفكار وهمية على أن ذلك العمل ما هو إلا محاكاة مع النفس وتعبير عن الذات والآراء والخواطر الدفينة التي يرى أنه من خلال ذلك العمل ينفس عن نفسه ويفرغ شحنته المكبوتة وقد يكون العامل وراء ذلك أيضاً لفت النظر أو تشويه سمعة الآخرين أو الإضرار بالممتلكات العامة والخاصة أو تخليد ذكرى أو التعصب لأحد الأندية التي يشجعها ولعل ذلك يندرج في الأسباب التالية: الكتابة على الجدران ظاهرة نفسية انفعالية أو لتشويه سمعة الغير أو للفت نظر أو ترجمة لحقد معين الآخرين كما تلحق أحيانا لإضرار الممتلكات العامة أو الخاصة. وأمام عجز تام للمسؤولين للتصدي لهذه الظاهرة وإيجاد حلول حاسمة لضبطها واحتوائها وتطايرها من خلال فتح ورشات ونقاشات..في وجه هؤلاء" الرسامين والخطاطين" من طرف دور الشباب بالمدينة والمجتمع المدني. تبقى أزمة أخلاق لدى بعض المراهقين تعكسها كتابات عشوائية على الجدران .