صادق المجلس الجهوي لسوس ماسة خلال اشغال دورته الماضية لشهر مارس، على إتفاقية شراكة وتعاون مع المجلس الجماعي الركادة من أجل ترميم وتأهيل العديد من المآثر التاريخية بأولاد جرار. الإتفاقية بلغت كلفتها المالية التقديرية حوالي 122 مليون سنتيم، سيساهم المجلس الجهوي لسوس ماسة ب 100 مليون سنتيم، فيما ستكون حصة المجلس الجماعي الركادة 22 مليون سنتيم، على أن يقوم هذا الأخير بدراسة معمقة تهم المشروع تحت إشراف من وزارة الثقافة. وتعد المعلمة التاريخية “منارة الركادة” الواقعة على بعد حوالي 13 كيلومتر من مدينة تزنيت بالنفوذ الترابي لجماعة الركادة أولاد جرار، واحدة من المآثر التاريخية التي ستشملها عملية الترميم وإعادة التأهيل، إلى جانب كل من رياض القائد عياد الجراري وسور دوار الملعب الأثري. ويعود تشييد منارة الركادة التي تعد نسخة طبقة الأصل لمنارة مراكش رفقة صهريجها المائي، إلى فترة حكم القائد عياد لمنطقة أولاد جرار القرن الماضي، حيث إستعملت لفترة طويلة لغرض سقي البساتين المجاورة لها. هذا قبل أن تساهم العديد من الأسباب بشكل أو بآخر في تخريب هذه المعلمة التاريخية، من أبرزها تلك المتعلقة بعملية التنقيب عن الكنوز التي إستهدفتها عشرات المرات، إضافة إلى مشكل تصفية العقار الخاص بها الذي كان عقبة أمام ترميمها وإعادة الإعتبار لها من طرف المسؤولين. وينتظر أن تشكل منارة أولاد جرار بعد ترميمها قطبا ثقاقيا بارزا و وجهة سياحية واعدة بجهة سوس ماسة، خصوصا وأن المندوبية الجهوية للثقافة قد وعدت في إجتماع سابق مع رئيس جماعة الركادة خلال الأسابيع الماضية بتصنيفها وتسجيلها ضمن المآثر التاريخية الوطنية والعمل على إعادة الإعتبار لها رفقة سور ورياض الملعب.