بقلم :ذ حسن ادكرام – أكلو في الوقت الذي يعتبر فيه الماء اساسيا لتنمية المناطق الساحلية وخاصة السياحية منها، تشهد جماعة اثنين اكلو بإقليم تيزنيت جهة سوس ماسة ، مفارقة صارخة تثير استياء الساكنة والفاعلين الاقتصاديين على حد سواء. فبالرغم من ان محطة تحلية مياه البحر بفركرك (اموتكن)، والمحدثة على تراب الجماعة المذكورة انفا، تعد من اهم المشاريع الاستراتيجية لتامين التزود بالماء الصالح للشرب، الا ان اكلو نفسها لا تستفيد من مياه هذه المحطة ،التي خصص انتاجها بالكامل لتزويد مدينة سيدي افني والمراكز المجاورة لها . المفارقة: منبع الماء بلا ماء. تم انجاز محطة التحلية في اطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الشروب وهي بطاقة اولية تقدر ب 8.640 متر مكعب في اليوم، قابلة للتوسع. هذه الكمية توجه كلها نحو مدينة سيدي افني، عبر قنوات تمتد عشرات الكيلومترات ،في حين ان المشاريع السياحية والفندقية والمساكن على بعد امتار من المحطة تعاني من نقص حاد في الماء، بل وتضطر في بعض الاحيان الى اللجوء لصهاريج خاصة بأسعار مرتفعة. تأثيرات اقتصادية وسياحية سلبية ركود استثماري: يعزف مستثمرون محتملون عن اقامة مشاريع سياحية في اكلو بسبب غياب ضمانات التزود بالماء. تهديد استمرارية المشاريع الحالية: بعض المشاريع السياحية والفندقية والمطاعم تعاني بسبب الامن المائي خصوصا في فترات الذروة السياحية (الصيف والعطل), عدم الانصاف المجالي: الشعور بالتهميش والاقصاء يتزايد في صفوف الساكنة والمستثمرين المحليين حيث يرون منطقتهم تستغل فقط كمجال لتمرير الماء ، لا كمجال مستفيد من المشاريع الوطنية . خلاصة القول من غير المعقول ان تبقى جماعة اكلو التي تحتضن محطة تحلية استراتيجية محرومة من حقها الطبيعي في الماء ،خصوصا وانها تشهد دينامية سياحية مهمة وتزخر بإمكانات واعدة .الحلول التقنية موجودة، ويبقى القرار السياسي والعدالة المجالية هما مفتاح الانصاف. لهذا يطالب الفاعلون المحليون ب: * ربط المشاريع السياحية والسكنية في اكلو مباشرة بشبكة محطة التحلية. * توسيع الطاقة الانتاجية للمحطة مع تخصيص حصة مائية للجماعة التي تحتضنها: * اتصاف مجالي حقيقي ،قائم على منطق التوازن في التنمية ،بدل تغليب مركز على حساب محيطه.