تعيش جماعات قروية عدة بإقليمتيزنيت على وقع غليان غير مسبوق، بعدما تفجّر غضب الساكنة من سياسة "تسويق الوهم" التي مارسها منتخبون محسوبون على حزب التجمع الوطني للأحرار خلال السنوات الماضية. من تيغمي إلى أنزي مروراً بادوككمار وجماعات آخرى ، ارتفعت الأصوات، وتكاثرت البيانات والشكايات، لتصل مراسلات غاضبة إلى مكتب عامل الإقليم عبد الرحمن الجوهري ، مطالبة بفتح تحقيق في ملفات مشاريع "ولدت على الورق وماتت في المكاتب".. الساكنة التي "استفاقت من الغيبوبة"، كما عبّر عنها أحد النشطاء المحليين، اكتشفت أن ما روّج له بعض رؤساء الجماعات والمنسق الإقليمي لحزب الأحرار من مشاريع تنموية لم يكن سوى سراب انتخابي استُعمل لاستمالة أصوات الناخبين بوعود زائفة واتفاقيات لا أثر لها على أرض الواقع…. مشاريع وهمية.. واتفاقيات بلا تمويل عدد من الاتفاقيات التي وقّعها رؤساء الجماعات مع المجلس الإقليمي قُدِّمت للساكنة كمنجزات كبرى ستفكّ العزلة عن القرى، لكن الواقع يقول العكس. لا ماء لا طرق لا فلاحة ، لا ملاعب، لا مراكز صحية لا وسائل نقل في المستوى ، ولا بنية تحتية تليق بمواطن الجبل. بل إن بعضها، متوقف أو أشغاله دون المستوى، في حين يعيش المجلس الإقليمي نفسه عجزاً مالياً خانقاً جعله عاجزاً حتى عن ترقيع طريق، فكيف له أن يفي بالتزاماته في مشاريع تُقدّر بالملايير. غضب الساكنة.. واعترافات صادمة وسط هذا الواقع، شهدت قرى جبال تيزنيت نقاشات ساخنة في المقاهي والفضاءات العمومية وفي مواقع التواصل الاجتماعي ، تحوّلت إلى منابر مفتوحة للغضب الشعبي. بعض المنتخبين المنتمين لحزب الأحرار وجدوا أنفسهم في مواجهة مباشرة مع الساكنة، التي طالبتهم بتفسير مصير المشاريع الموعودة. المفاجأة جاءت حين اعترف بعضهم بأنهم بدورهم "ضحايا الأوهام" التي باعها لهم المنسق الإقليمي للحزب، وبتنسيق مباشر مع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، مؤكدين أن وعود التنمية كانت مجرد واجهة انتخابية لاستمالة الأصوات ليس إلا. من "الحمامة" إلى "الهروب".. نزيف داخلي داخل حزب الأحرار تتحدث مصادر محلية عن أن عدداً من رؤساء الجماعات ومنتخبي حزب الأحرار يعيشون ضغطاً رهيباً وسخطاً متصاعداً من المواطنين، ما جعل البعض منهم يفكر بجدية في مغادرة الحزب الذي صار اسمه في الإقليم مرادفاً ل"الوعود الكاذبة والمشاريع الوهمية". تيزنيتالمدينة.. الوعود الكبيرة والنتائج الصفرية الوضع في مدينة تيزنيت لا يختلف كثيراً عن محيطها القروي. فالمشاريع التي تباهى بها منتخبوا الأحرار في الندوات والتصريحات الصحفية وداخل دورات المجلس، لم ترَ النور حتى اليوم لا جامعة، لا ملعب، لا تطهير سائل، لا تهيئة لمداخل المدينة، لا ساحة المشور مشاريع تحوّلت إلى عنوان للتأجيل الدائم.. أما المسبح الجماعي، الذي قُدّم كنموذج للمشاريع المهيكلة، فقد توقفت أشغاله في منتصف الطريق، لتبقى الرافعات شاهدة على فشل التدبير وتبخر الوعود. غضب عام يهدد بانفجار اجتماعي اليوم، يعيش إقليمتيزنيت حالة احتقان اجتماعي صامت لكنه قابل للانفجار في أي لحظة، بعدما تحوّل الإحباط إلى وعي جماعي بخداع انتخابي ممنهج. الساكنة لم تعد تكتفي بالانتظار، بل شرعت في تحركات جماعية، مراسلات رسمية ونقاشات في الفضاءت الرقمية وفي الاسواق والمقاهي استعدادا ،لاحتجاجات ميدانية تطالب بالمحاسبة وفتح تحقيق حول المشاريع المتوقفة. من من أدرار إلى أزغار ، يتردد شعار واحد: "كفى من تسويق الوهم.. نريد تنمية حقيقية لا صوراً على الورق."