إنتهى زمن إدريس البصري وكنا نظن ان نهاية البلطجية/سواء بلطجية المجرمين أو بلطجية بعض المنتخبون قد إنتهت كذالك؟؟ لكن للأسف الشديد التغيرات الأخيرة منذ أحداث سيدي إفني سنة 2008 إلى اليوم والفوضى تعم البلاد سواء في ما يخص حماية أمن المواطنين أو في طريقة تعامل الأمن مع تفكيك إعتصام معين. الحكومة تقف دائما في صف وزارة الداخلية وتعددت روايات وزارة الداخلية تصف الحالة حسب كل منطقة على حدة وفق مزاجها وما يحلو لها . وقد صدقنا فيما مضى بعض الروايات لكن أن تظل تتكرر نفس السيناريوهات ونظل نصدق ببلادة وبحسن نية وسذاجة مفرطة فداك ما لا يقبله اي منطق ، لقد ان الأوان أن ندرك بشكل جلي بأن الخلل كبير وان وزارة الداخلية لا تزال تخفي الكثير عن الشعب المغربي الذي له الحق في الإطلاع على مكمن الخلل. إنطلاقا من تحقيق شفاف ونزيه وصارم ودقيق. لا يعقل ان تكرر الأحداث الدموية بشكل سريع وفي مناطق مختلفة من سيدي إفني و الحسيمة وأكديم إزيك بالعيون والداخلة وأسفي والطنطان وكلميم ومحاميد الغزلان ووجدة ثم الداخلة حاليا ومرة أخرى؟؟ وقد انشئت لجنة لتقصي الحقائق في قضية سيدي أفني وفي قضية أكديم إزيك وفي قضية الداخلة لكنها لم تقدم للشعب المغربي من المسؤول عن التقصير في حماية المواطنين أو من المسؤول في إستعمال القوة المفرطة في قمع المواطنين ولم تعط الدواء للداء ؟؟. نعم قد تكون هناك أيادي خفية من أعداء الوطن لكن لا توجد دولة في العالم تنتظر من أعدائها ان يقدموا لها الورود؟؟. لكن المشكل الأكبر والعويص إذا كانت الأخطاء من الداخل وإذا كان البعض يلعب عليها من اجل تصفية حسابات سياسية ضيقة يريدون من خلالها ان يدفعوا وطننا الحبيب إلى الجحيم مما يستدعي على كل مغربي يملك ذرة مواطنة حقة أن يوقف التلاعب بأرواح المواطنين. أصبحنا نسمع كل شهر وفيات بمدينة معينة كأن روح الإنسان المغربي رخيصة أو غير مرغوب فيها؟؟.كل من استشهدوا في تلك الأحداث رغم إختلاف إيدولوجياتهم فهم مغاربة يفترض في وزراة الداخلية أن تؤمن لهم الأمن والإستقرار سواء أكانوا محتجين او حتى رجال القوات العمومية. هناك خلل كبير يعصف بالوطن ليس نحو الربيع العربي أو الإفريقي وإنما نحو إحياء إمبراطورية البصري وأوفقير وكل من كان يعيش في زمن الأشخاص وليس المؤسسات يحن إلى الماضي من أجل أن يعود إقتصاد الريع والنفوذ والمحسوبية التي يرفضها الشباب للمطالبة بفرض دولة الحق والقانون. السيد مولاي الطيب الشرقاوي وزير الداخلية المغربي عليه أن يشمر عن ساعيده ويقدم إيضحات مفصلة للشعب المغربي عما يقع من طنجة إلى لكويرة عليه أن يضبط قواته العمومية حتى لا تعتدي على المواطنين كما عليه أن يفرض على قواته حماية المواطنين هي معادلة صعبة لا تنجح إلا في جو ديمقراطي محض.كما على القوات العمومية أن لاتنتقم من الشعب المغربي بعدما أصبح يطالب ببعض الإصلاحات أو بعبارة أخرى أن لا تنتقم من حركة 20فبراير عن طريق إطلاق العنان للمجرمين لكي يهددوا أمن الشعب المغربي. حركة 20فبراير ترفع مطالب الشعب المسكين من بسطاء ومستضعفين.والنظام السوري المنهار عبرة لكل من يستغل الشبيحة؟؟وقد إستغل مبارك سابقا البلطجية لكنها لم تحميه من مطالب الشعب. كنا ننتظر خيرا بقدوم وزير الداخلية الجديد على الأقل أنه قادم من وزارة العدل حيث كان يزاول منصب مدير الشؤون الجنائية والعفو الذي عين به سنة 1997 عندما كان إدريس البصري أنذاك وزيرا للداخلية. وفي سنة 2007 تولى السيد الشرقاوي الوكيل العام للمجلس الأعلى وفي سنة 2008 عينه صاحب الجلالة رئيسا أول للمجلس الأعلى وظل يشغل منصبه إلى أن تم تعيينه وزيرا للداخلية.وهو كذالك عضو في لجنة خبراء مجلس الوزراء العدل بالجامعة العربية. وهنا لا نريد من السيد الوزير رفع مذكرة بحث في حق الرؤساء العرب الهاربين لإن الشرطة الدولية قد قامت بذالك. ولكن قد نطالب بنفض الغبار عن ملفات بعض المنتخبين الفاسدين بالمغرب مثلا ؟ و إنطلاقا من مسيرة السيد الشرقاوي لا نقبل أن تقع ببلدنا هاته التجاوزات لإن مناصبه السابقة بحكم اطلاعه على الملفات الساخنة سواء الاقتصادية أوالسياسية أوالاجتماعية وممارسته للقضاء الجنائي تجعله يدرك حقيقة لوبي الفساد في بلدنا ونعلم أن إكتشاف الداء هي البداية الأولى للعلاج. ما حدث مؤخرا في الداخلة يوضح حجم الهوة؟؟ بل ذهب للأسف الشديد على إثره ضحايا عزل أبرياء نتيجة تصفية حسابات بين جهات لا يهمها لا وطن ولامواطنين وإنما الحفاظ على مصالحها الضيقة وهنا تعود بي الذاكرة إلى سنة 1999 عندما تحركت إحتجاجات إجتماعية بالعيون حيث قامت الشرطة أنذاك بقمع المواطننين وشاركتها بلطجية/ تجمعهما نفس المصالح .واليوم يحاول البعض أن يفسر أحداث الداخلة على أنها صراع بين الصحراويين وغير الصحراويين. المشكل اكبر من ذالك بكثير؟ الشعب المغربي شعب متسامح ومترابط ولا وجود للعنصرية فيه تتعايش فيه كل الثقافات وكل الديانات بكل تناسق وتناغم . لكن هناك جهات تحرض المجرمين على المواطنين البسطاء لكي تقتات على نتائج تلك الجرائم؟؟؟ هل يوجد صحراويون في أحداث الحسيمة مثلا ؟؟ هل يوجد صحراويون اثناء حرق سوق مليلية بوجدة ؟؟ هل يوجد صحراويون في أحداث أسفي؟؟؟ وهنا نتذكر طريقة البصري في الصحراء الذي كان يحاول زرع الفتنة من أجل الإبقاء على قوته ونفوذه . وتذكروا تصريح إدريس البصري لقناة الجزيرة من باريس عندما قال الصحراء الغربية وكررها مرتين وقال كذلك سي محمد عبد العزيز أنذاك ندرك منهم حقيقة الإنفصاليين؟؟؟ وإدريس البصري تربع على الوزارة مدة 25 سنة ؟؟ بل كان المسؤول الأول عن ملف الصحراء ؟؟؟ الصحراويون يعانون الويلات نتيجة حسابات المغرب والجزائر والضحية هم الصحراويين أنفسهم لعبة ضحك بها الجنرالات على الصحراويين من أجل نهب ثروات المنطقة. توجد عيوب في بعض مؤسساتنا المغربية وبدل من أن تصلح ذاتها بكل جرأة وصراحة ترمي بتلك الأخطاء نحو العنصرية وأمن المواطنين. لو كان من بين الوفيات إبن وزير أو إبن جنرال لقامت الدنيا ولن تقعد. لكن ماداما الضحايا من أبناء الشعب البسطاء ستظل الحكومة تكتفي بتصريحات وزير الإتصال التي عهدناها. النعامة تدفن رأسها في الرمال لكي تختبئ وبالتالي تكون فرصة ذهبية لمن سيصطادها؟؟.السيد مولاي الطيب الشرقاوي عليه أن يستغل خبرته وحنكته من أجل كشف خيوط أولئك الذين يلعبون ببلدنا ويعرضون أمنه للمزايدة والخطر ، عليه أن يرتب رفوف وزارته وعليه أن يلقح وزارته ولا يترك فيها منفدا للوبي الفساد. كماعليه ان يضع النقاط على الحروف على كل من يبتز الوطن " ونعلم انه من عاشر قوما أربعين يوما سار منهم ".