بالياريا تُطلق رسميًا خط طنجة – طريفة وتكشف موعد تشغيل باخرتين كهربائيتين    عملة "البيتكوين" المشفرة تنتعش وسط العواصف الاقتصادية العالمية    5 وفيات و7 إصابات في حصيلة أولية لانهيار منزل بالحي الحسني بفاس    فاس.. انهيار مبنى من ستة طوابق يخلف قتلى وجرحى واستنفاراً واسعاً للسلطات    الزلزولي يهدي بيتيس أول نهائي قاري    أمن تيكيوين يوقف مروجي مخدرات    تأجيل قضية محاكمة ناشطين بحراك فجيج    عامل إقليم الدريوش يترأس حفل توديع حجاج وحاجات الإقليم الميامين    اتحاد طنجة يضمن بقاءه في القسم الأول من البطولة الاحترافية    صدام إنجليزي في نهائي الدوري الأوروبي    سعر الذهب يتأثر باتفاق تجاري جديد    المغرب يقود إفريقيا الأطلسية نحو نيويورك    الصين وروسيا تجددان تحالفهما عبر إعلان مشترك شامل    أوروبا تكشف بضائع أمريكا المعاقبة    فتح تحقيق في ممارسات منافية للمنافسة في سوق توريد السردين الصناعي    أسبوع القفطان بمراكش يكرم الحرفيين ويستعرض تنوع الصحراء المغربية    أكاديمية المملكة تتأمل آلة القانون بين الجذور المشرقية والامتدادات المغربية    مواجهة حاسمة بين المغرب التطواني وشباب السوالم لتحديد النازل الثاني للقسم الوطني الثاني    لقاح ثوري للأنفلونزا من علماء الصين: حماية شاملة بدون إبر    الشعر الحساني النسائي حاضر في فعاليات الدورة ال18 لموسم طانطان 2025    خبراء: انضمام المغرب ل"بريكس" غير مستبعد    في عيد ميلاده الثاني والعشرين: تهانينا الحارة للأمير مولاي الحسن    وزير الأوقاف المغربي يقيم مأدبة غداء تكريما لوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة    مجلس تزطوطين يستقبل مسؤولي التطهير السائل ويصادق على جدول أعمال دورة ماي    انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا جديدًا للفاتيكان    المستشارون يدعون إلى تعديل خريطة الاختصاصات بين المركز والجهات    بعد إسقاط باكستان لرافال الفرنسية.. واشنطن تراقب أداء الطائرات الصينية المستعملة في الحرب مع الهند    وزير التشغيل والكفاءات يكشف إجراءات تفعيل العمل عن بعد بالمغرب    مكتب السياحة يسعى للحصول على تصنيف "China Ready" لاستقطاب السياح الصينيين    كرة القدم داخل القاعة لأقل من 19 سنة.. المنتخب المغربي يتعادل مع نظيره الإسباني (6-6)    "الأحمر" ينهي تداولات بورصة البيضاء    انتخاب الكاردينال الأمريكي بريفوست بابا جديدًا للفاتيكان    أتاي مهاجر".. سفير الشاي المغربي يواصل تألقه في "معرض ميلانو" ويعتلي عرش الضيافة الأصيلة    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة        «أول مرة»… مصطفى عليوة يطلق عرضه الكوميدي الأول ويعد الجمهور بليلة استثنائية من الضحك    انفجار في مدينة لاهور الباكستانية وإسقاط مسيرة هندية    الأميرة للا حسناء تقيم بباكو حفل شاي على شرف شخصيات نسائية أذربيجانية من عالم الثقافة والفنون    محكمة الاستئناف بالرباط تُخفض عقوبة النقيب محمد زيان    أشرف حكيمي يدوّن اسمه في التاريخ ويصبح المدافع الأكثر تأثيرًا هجوميًا بدوري الأبطال    البرلمان يناقش رئيس الحكومة حول إصلاح وتطوير المنظومة التعليمية    أبريل 2025 ثاني أكثر الشهور حرارة عالميا    وداديون يحتفون بحلول الذكرى ال88 لتأسيس النادي    منصات المخزون والاحتياطات الأولية.. بنيات جهوية موجهة للنشر السريع للإغاثة في حال وقوع كوارث    الصين توقف استيراد الدواجن من المغرب بعد رصد تفشي مرض نيوكاسل    السيد ماهر مقابلة نموذج رياضي مشرف للناشطين في المجال الإنساني    لجنة: زيادة مرتقبة للأطباء الداخليين    زيان قبل الحكم: قول الحق صعب.. والحق لم يترك لعمر صديق    الغربة والذياب الجائعة: بين المتوسط والشراسة    فنانون مغاربة يباركون للأمير مولاي الحسن عيد ميلاده ال22    لهذا السبب .. الأقراص الفوّارة غير مناسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم    مكناس تبدأ في بناء محطة قطار حديثة بتكلفة 177 مليون درهم    دراسة علمية تكشف قدرة التين المغربي على الوقاية من السرطان وأمراض القلب    تشتت الانتباه لدى الأطفال…يستوجب وعيا وتشخيصا مبكرا    إرشادات طبية تقدمها الممرضة عربية بن الصغير في حفل توديع حجاج الناظور    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غضب الشارع قادم يا بن كيران
نشر في صحراء بريس يوم 01 - 01 - 2013

محمد الفنيش – كاتب وصحفي مغربي. المملكة المتحدة
[email protected]



رحلت سنة 2012 بألمها وأحزانها, رحلت بآمال وطموحات الشعب المغربي, رحلت بعد أن كان يظنون المغاربة على أنها سنة الخلاص سنة النجدة وتحقيق أمال الشعب المغربي. رحلت بعد أن كن نظن أن بكيران سيحمل إسم الزعيم التاريخي للمغرب من الانتقال السياسي والاقتصادي للمغرب. وظننا أن حزب العدالة والتنمية سيكون اسم على مسمى وأن بنكيران هو أردوغان المغرب وشتان بين الماء والسراب. لا هذه ولا تلك تحققت. لا دستور جديد؟؟ قديم؟؟ إن صح التعبير تم تفعيله أو إسقاطه على واقع صنعته مجموعة لا تريد لهذا الواقع المزري أن يتغير. تريد لشعب المغربي أن يظل طرف يستهلك فحسب. يركع يوما بعد أخر بسياسة التجويع والخوف والقهر والظلم وتلفيق التهم. ويعللون الحاضر بالمقارنة مع جحيم الماضي. فهل في جهنم خيار؟؟ خيروه بين القبول بواقع مأساوي وبين القمع و السجون: أمران أحلهما مر. في الوقت الذي ثروات وخيرات وعائدات الوطن توزع يمينا وشمالا. وكل من تبث في حقه اختلاسات وكشف أمره من صحفي أو موظف: فصحفي يسجن ويخرج من السجن كاتبا في عموده {شوف تشوف} استراحة محارب؟؟ وهل يستريح المحارب والربيع العربي الأمازيغي في عزته؟؟ أما الموظف فيتابع ويحال على المحاكم وهنا نستحضر زمن محاكم التفتيش؟؟
جاء بن كيران بصوته المرتفع بلغة عامية ظنناها تواضعا من السيد رئيس الحكومة. وجاء معه برلمانيو حزب العدالة والتنمية كلهم يشتركون في خطاب واحد: إسقاط رموز فساد جهروا به عندما كانوا في المعارضة. لكن الليل السياسي يستر على الكثير عندما يرخي سدوله بظلامه القاتم. ومع نهاية سنة 2012 يكون بزوغ ثورة الفجر قد طلع ليكشف لنا عن حقائق أصوات حزب العدالة والتنمية, هل هي أقوال مرتبطة بالأفعال؟؟ إذا كان كذلك أين هي الأفعال؟؟ لا نرى أي فعل قامت به حكومة بن كيران يستحق التصفيق أو التمجيد أو الوقوف له إجلالا وتعظيما. لا يوجد على الإطلاق, وقد يراني البعض جد متشائم وأنني أحمل صورة سوداوية على حكومة ولدت منهزمة أصلا في تحالف مختلف الإيديولوجيات تماما. لو جمعت أحزاب الحكومة على مأدبة عشاء لأكل البعض بيمينه والأخر بيساره والأخر بملعقة فرنسية أو أمريكية الصنع... فكيف لهم أن يجتمعوا على مجلس وزاري؟؟؟ لو عدنا بذاكرتنا قليلا إلى الوراء قبل أن يتقلد حزب العدالة والتنمية شبه الحكم لتفق معي الجميع أننا كنا نظن أن النضال السلمي لتحقيق أهداف الشعب المغربي تكمن في إعطاء سلطة الحكم لحزب العدالة والتنمية, انطلاقا من تصريحات زعمائه, وما كانت تحمله من جرأة في كشف الواقع. تقلد وزراء حزب العدالة والتنمية مناصب مهمة في تحسين صورة المغرب, مثل وزارة العدل, وزارة الشؤون الخارجية والتعاون, وزارة النقل, وزارة الاتصال, وزارة التعليم العالي. لكن للأسف الشديد كان المغرب أعمش في ظل الحكومة الماضية وأصبح اليوم أعمى في ظل حكومة بن كيران.
بن كيران نجح في ما يسمى في حساب الجبر في علم الرياضيات باقتحام المراحل, إذا أوقف حراك الشارع المغربي منذ أواخر سنة 2011 إلى أواخر سنة 2012 لكنه يكون بذلك قد ساهم في تسريع وضع الأصبع على الجرح مباشرة. أي أنه لم يعطي الدواء لداء و اكتفى بنقل المريض في سيارة إسعاف كما تظهر من لونها الخارجي لكن بداخل الإسعاف تأكد أنها سيارة مصفحة لمكافحة الشعب عفوا الشغب و أن هناك رجال أمن بداخلها بدل الممرض والطبيب وأن وجهت سيارة الإسعاف عفوا سيارة الأمن قد تكون إلى معتقل اسمه مشابه لتزممارت أو قلعة مكونة أو معتقل تمارة لكن ذاك المعتقل قد يراه المواطن من الخارج على أنه مستشفى المشاغبين عفوا المرضى السياسيين من الشعب؟؟؟؟ الشعب المغربي الأن بعد أن خدع بتجربة العدالة والتنمية لن ينخدع مرة أخرى. خصوصا عندما نعرف أن الشارع المغربي فقد ثقته في أغلب الأحزاب السياسية في المغرب. إلا إذا تم الإتيان بجماعة العدل والإحسان والتي لا أظن أنها تقبل ذلك. لكي تلعب الدور نفسه وهذا مستبعد, لعدة اعتبارات الاعتبار الأول : بحكم أن الجماعة غير معترف بها من طرف السلطة .إلا إذا تم اتفاق براغماتي بين الطرفيين. الاعتبار الثاني شعار الجماعة لا يتماشى مع منظور القصر. مع العلم أن الكثيرين يؤاخذون على جماعة الشيخ عبد السلام ياسين رحمة الله عليه انسحابها المفاجئ من حركة 20فبراير السنة الماضية.
هناك كذلك الأمين العام لحزب الاستقلال الذي يلعب دور سباق أرانب حكومي إذ يهدد بالتعديل الحكومي لكنه يستمر دون فعل أي شيء. والتهديد شيء والتصرف شيء أخر. وفي ذات الوقت لديه ملف ضده في المحكمة الدستورية حول الطعن في فوزه بالأمانة العامة يؤجل مرة تلو أخرى؟؟. وحتى لو تم التعديل الحكومي أو غير حزب الاستقلال أمينه العام هل يظن عاقل أن ذلك سيغير من معاناة المغاربة شيء؟؟؟ أو من مواقف الشعب المغربي؟ لا أظن؟
الربيع العربي لا يقبل الخطاء مرتين, كما لا يقبل الاعتذار مرتين. كمثل من ينزع الألغام عندم يخطئ ينفجر اللغم في وجهه. الشعب المغربي يتأثر بمحيطه وينفعل معه مهما تحايلت اللوبيات عليه. وعندما نعود لتاريخ سنجد الشعب المغربي كان دائما يواكب الحدث ويصنعه سواء في الثورات العسكرية أو الاحتجاجات الشعبية وبتالي يكون بن كيران قد فاز بورقة ذهبية السنة الماضية لكنه لم يحسن استعمالها. عندما رفع السيد بن كيران من سعر الوقود وجاء إلى القناة الأولى وعلل لماذا: قبل الشعب بدالك عن مضض, خصوصا أننا نعرف صعوبة الواقع المعيشي للمواطن المغربي. لكن مؤخرا تمت الزيادة في أسعار فاتورة الماء والكهرباء في إحدى أحياء مدينة مراكش فانقلب الشارع رأس على عقب. السيد رئيس الحكومة أصبح يقمع الاحتجاجات مباشرة في عهده. بل يختلق لها مبررات .وعندما تم قمع النائب البرلماني السيد الإدريسي ندد بدالك وزراء حزب العدالة والتنمية وطلبوا بفتح تحقيق ؟؟ بحكم أن النائب ينتمي لحزب العدالة والتنمية. وأصبحنا أمام الصراع السلطة بين الأحزاب وليس صراع حول الوطن أو الشعب. وهنا يطرح السؤال مادى عن باقي المعطلين والمعاقين الذين يقمعون شبه يوميا أمام البرلمان أو أمام ولايات المملكة ؟؟السيد بن كيران لا يرى إلا و الشارع قد أفرغ من المحتجين لكنه لا يحلل ولا يفكر أين ذهب المحتجون. لقد ذهبوا إلى مستشفيات وإلى سجون وإلى صفحات الفيسبوك وإلى المنظمات الدولية ليكشفوا واقع الشعب المغربي وما يعانيه. وهو ما جعل المغرب يتراجع على مستوى حقوق الإنسان وهو ما جعل وزير العدل يستقبل بالاحتجاجات والصفير في مدن عدة مثل كلميم وسيدي إفني والطنطان . وهو ما جعل مديونية المغرب ترتفع عندما قامت حكومة بن كيران بأكبر قرض في تاريخ المغرب من صندوق النقد الدولي. مما سيزيد من قساوة الحياة المعيشية للمغاربة. بل عند التصويت على مشروع قانون المالية لسنة 2013 تغيب عن البرلمان المغربي 230 برلمانيا من أصل 395 وهو أكثر من نصف البرلمان. ومع ذلك مرروا القرار؟؟ قضية الصحراء يتلقى فيه المغرب هزائم تلو الهزائم من قضية كريستوف روس مرورا بقضية حقوق الإنسان في الصحراء نهاية بتعيين البرلمان الأوروبي لمراقب لحقوق الإنسان في ذات القضية. وإذا ما تم حال الحكومة المغربية على ما هو عليه قد يصبح لكل مناطق المغرب مراقبون دوليون لحقوق الإنسان. الشارع المغربي الأن من الصعب إن لم أقول من المستحيل أن تستميله جهات سياسية مهما كان وزنها هذا إن بقي لسياسة وزن ما في المغرب؟؟؟ بن كيران وضع قدمه اليمنى خارج الباب الخلفي لتسيير شؤون المغاربة فهل سيراجع نفسه ويضع النقاط على الحروف قبل فوات الأوان؟؟ بدل أن يتخذ سياسة المحاباة بين تجاهل للوبيات الفساد ووضع منديل على دموع شعب يبكي حزنا على واقعه. بن كيران عليه أن ينضم لشعب أو للوبيات الفساد لان حالة المغرب لا تقبل حل وسط وبتالي ينتهي السيد بن كيران من الخطاب الشفوي أو بعبارة أصح: خطاب التسلية السياسية

رحلت سنة 2012 بألمها وأحزانها, رحلت بآمال وطموحات الشعب المغربي, رحلت بعد أن كان يظنون المغاربة على أنها سنة الخلاص سنة النجدة وتحقيق أمال الشعب المغربي. رحلت بعد أن كن نظن أن بكيران سيحمل إسم الزعيم التاريخي للمغرب من الانتقال السياسي والاقتصادي للمغرب. وظننا أن حزب العدالة والتنمية سيكون اسم على مسمى وأن بنكيران هو أردوغان المغرب وشتان بين الماء والسراب. لا هذه ولا تلك تحققت. لا دستور جديد؟؟ قديم؟؟ إن صح التعبير تم تفعيله أو إسقاطه على واقع صنعته مجموعة لا تريد لهذا الواقع المزري أن يتغير. تريد لشعب المغربي أن يظل طرف يستهلك فحسب. يركع يوما بعد أخر بسياسة التجويع والخوف والقهر والظلم وتلفيق التهم. ويعللون الحاضر بالمقارنة مع جحيم الماضي. فهل في جهنم خيار؟؟ خيروه بين القبول بواقع مأساوي وبين القمع و السجون: أمران أحلهما مر. في الوقت الذي ثروات وخيرات وعائدات الوطن توزع يمينا وشمالا. وكل من تبث في حقه اختلاسات وكشف أمره من صحفي أو موظف: فصحفي يسجن ويخرج من السجن كاتبا في عموده {شوف تشوف} استراحة محارب؟؟ وهل يستريح المحارب والربيع العربي الأمازيغي في عزته؟؟ أما الموظف فيتابع ويحال على المحاكم وهنا نستحضر زمن محاكم التفتيش؟؟
جاء بن كيران بصوته المرتفع بلغة عامية ظنناها تواضعا من السيد رئيس الحكومة. وجاء معه برلمانيو حزب العدالة والتنمية كلهم يشتركون في خطاب واحد: إسقاط رموز فساد جهروا به عندما كانوا في المعارضة. لكن الليل السياسي يستر على الكثير عندما يرخي سدوله بظلامه القاتم. ومع نهاية سنة 2012 يكون بزوغ ثورة الفجر قد طلع ليكشف لنا عن حقائق أصوات حزب العدالة والتنمية, هل هي أقوال مرتبطة بالأفعال؟؟ إذا كان كذلك أين هي الأفعال؟؟ لا نرى أي فعل قامت به حكومة بن كيران يستحق التصفيق أو التمجيد أو الوقوف له إجلالا وتعظيما. لا يوجد على الإطلاق, وقد يراني البعض جد متشائم وأنني أحمل صورة سوداوية على حكومة ولدت منهزمة أصلا في تحالف مختلف الإيديولوجيات تماما. لو جمعت أحزاب الحكومة على مأدبة عشاء لأكل البعض بيمينه والأخر بيساره والأخر بملعقة فرنسية أو أمريكية الصنع... فكيف لهم أن يجتمعوا على مجلس وزاري؟؟؟ لو عدنا بذاكرتنا قليلا إلى الوراء قبل أن يتقلد حزب العدالة والتنمية شبه الحكم لتفق معي الجميع أننا كنا نظن أن النضال السلمي لتحقيق أهداف الشعب المغربي تكمن في إعطاء سلطة الحكم لحزب العدالة والتنمية, انطلاقا من تصريحات زعمائه, وما كانت تحمله من جرأة في كشف الواقع. تقلد وزراء حزب العدالة والتنمية مناصب مهمة في تحسين صورة المغرب, مثل وزارة العدل, وزارة الشؤون الخارجية والتعاون, وزارة النقل, وزارة الاتصال, وزارة التعليم العالي. لكن للأسف الشديد كان المغرب أعمش في ظل الحكومة الماضية وأصبح اليوم أعمى في ظل حكومة بن كيران.
بن كيران نجح في ما يسمى في حساب الجبر في علم الرياضيات باقتحام المراحل, إذا أوقف حراك الشارع المغربي منذ أواخر سنة 2011 إلى أواخر سنة 2012 لكنه يكون بذلك قد ساهم في تسريع وضع الأصبع على الجرح مباشرة. أي أنه لم يعطي الدواء لداء و اكتفى بنقل المريض في سيارة إسعاف كما تظهر من لونها الخارجي لكن بداخل الإسعاف تأكد أنها سيارة مصفحة لمكافحة الشعب عفوا الشغب و أن هناك رجال أمن بداخلها بدل الممرض والطبيب وأن وجهت سيارة الإسعاف عفوا سيارة الأمن قد تكون إلى معتقل اسمه مشابه لتزممارت أو قلعة مكونة أو معتقل تمارة لكن ذاك المعتقل قد يراه المواطن من الخارج على أنه مستشفى المشاغبين عفوا المرضى السياسيين من الشعب؟؟؟؟ الشعب المغربي الأن بعد أن خدع بتجربة العدالة والتنمية لن ينخدع مرة أخرى. خصوصا عندما نعرف أن الشارع المغربي فقد ثقته في أغلب الأحزاب السياسية في المغرب. إلا إذا تم الإتيان بجماعة العدل والإحسان والتي لا أظن أنها تقبل ذلك. لكي تلعب الدور نفسه وهذا مستبعد, لعدة اعتبارات الاعتبار الأول : بحكم أن الجماعة غير معترف بها من طرف السلطة .إلا إذا تم اتفاق براغماتي بين الطرفيين. الاعتبار الثاني شعار الجماعة لا يتماشى مع منظور القصر. مع العلم أن الكثيرين يؤاخذون على جماعة الشيخ عبد السلام ياسين رحمة الله عليه انسحابها المفاجئ من حركة 20فبراير السنة الماضية.
هناك كذلك الأمين العام لحزب الاستقلال الذي يلعب دور سباق أرانب حكومي إذ يهدد بالتعديل الحكومي لكنه يستمر دون فعل أي شيء. والتهديد شيء والتصرف شيء أخر. وفي ذات الوقت لديه ملف ضده في المحكمة الدستورية حول الطعن في فوزه بالأمانة العامة يؤجل مرة تلو أخرى؟؟. وحتى لو تم التعديل الحكومي أو غير حزب الاستقلال أمينه العام هل يظن عاقل أن ذلك سيغير من معاناة المغاربة شيء؟؟؟ أو من مواقف الشعب المغربي؟ لا أظن؟
الربيع العربي لا يقبل الخطاء مرتين, كما لا يقبل الاعتذار مرتين. كمثل من ينزع الألغام عندم يخطئ ينفجر اللغم في وجهه. الشعب المغربي يتأثر بمحيطه وينفعل معه مهما تحايلت اللوبيات عليه. وعندما نعود لتاريخ سنجد الشعب المغربي كان دائما يواكب الحدث ويصنعه سواء في الثورات العسكرية أو الاحتجاجات الشعبية وبتالي يكون بن كيران قد فاز بورقة ذهبية السنة الماضية لكنه لم يحسن استعمالها. عندما رفع السيد بن كيران من سعر الوقود وجاء إلى القناة الأولى وعلل لماذا: قبل الشعب بدالك عن مضض, خصوصا أننا نعرف صعوبة الواقع المعيشي للمواطن المغربي. لكن مؤخرا تمت الزيادة في أسعار فاتورة الماء والكهرباء في إحدى أحياء مدينة مراكش فانقلب الشارع رأس على عقب. السيد رئيس الحكومة أصبح يقمع الاحتجاجات مباشرة في عهده. بل يختلق لها مبررات .وعندما تم قمع النائب البرلماني السيد الإدريسي ندد بدالك وزراء حزب العدالة والتنمية وطلبوا بفتح تحقيق ؟؟ بحكم أن النائب ينتمي لحزب العدالة والتنمية. وأصبحنا أمام الصراع السلطة بين الأحزاب وليس صراع حول الوطن أو الشعب. وهنا يطرح السؤال مادى عن باقي المعطلين والمعاقين الذين يقمعون شبه يوميا أمام البرلمان أو أمام ولايات المملكة ؟؟السيد بن كيران لا يرى إلا و الشارع قد أفرغ من المحتجين لكنه لا يحلل ولا يفكر أين ذهب المحتجون. لقد ذهبوا إلى مستشفيات وإلى سجون وإلى صفحات الفيسبوك وإلى المنظمات الدولية ليكشفوا واقع الشعب المغربي وما يعانيه. وهو ما جعل المغرب يتراجع على مستوى حقوق الإنسان وهو ما جعل وزير العدل يستقبل بالاحتجاجات والصفير في مدن عدة مثل كلميم وسيدي إفني والطنطان . وهو ما جعل مديونية المغرب ترتفع عندما قامت حكومة بن كيران بأكبر قرض في تاريخ المغرب من صندوق النقد الدولي. مما سيزيد من قساوة الحياة المعيشية للمغاربة. بل عند التصويت على مشروع قانون المالية لسنة 2013 تغيب عن البرلمان المغربي 230 برلمانيا من أصل 395 وهو أكثر من نصف البرلمان. ومع ذلك مرروا القرار؟؟ قضية الصحراء يتلقى فيه المغرب هزائم تلو الهزائم من قضية كريستوف روس مرورا بقضية حقوق الإنسان في الصحراء نهاية بتعيين البرلمان الأوروبي لمراقب لحقوق الإنسان في ذات القضية. وإذا ما تم حال الحكومة المغربية على ما هو عليه قد يصبح لكل مناطق المغرب مراقبون دوليون لحقوق الإنسان. الشارع المغربي الأن من الصعب إن لم أقول من المستحيل أن تستميله جهات سياسية مهما كان وزنها هذا إن بقي لسياسة وزن ما في المغرب؟؟؟ بن كيران وضع قدمه اليمنى خارج الباب الخلفي لتسيير شؤون المغاربة فهل سيراجع نفسه ويضع النقاط على الحروف قبل فوات الأوان؟؟ بدل أن يتخذ سياسة المحاباة بين تجاهل للوبيات الفساد ووضع منديل على دموع شعب يبكي حزنا على واقعه. بن كيران عليه أن ينضم لشعب أو للوبيات الفساد لان حالة المغرب لا تقبل حل وسط وبتالي ينتهي السيد بن كيران من الخطاب الشفوي أو بعبارة أصح: خطاب التسلية السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.