في خطوة مفاجئة.. ملقة الإسبانية ترفض استقبال مباريات مونديال 2030    أسبوع الفرس 2025 (بطولة المغرب للخيول القصيرة).. ليا عالية ناضوري تفوز بلقب الفئة "أ"    311 ألفا و625 مترشحة ومترشحا ممدرسا حصلوا على شهادة البكالوريا برسم دورة 2025    الطالبي العلمي: المغرب جعل من التضامن والتنمية المشتركة ركيزة أساسية في سياسته الخارجية في مجال التعاون جنوب-جنوب    تقرير دولي يضع المغرب في مرتبة متأخرة من حيث جودة الحياة    المغرب يفتح باب الترخيص لإرساء شبكة 5G    سلطات بني ملال تكشف تفاصيل مثيرة عن واقعة "خزان أولاد يوسف" وتؤكد نجاة المعتصم    سلطات أجدير تشن حملة لتحرير شاطئ الصفيحة من الاحتلال العشوائي    ترامب يعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 30% على المكسيك والاتحاد الأوروبي    الوزير بنسعيد يُشرف على إطلاق مشاريع تنموية بإقليمي زاكورة والراشيدية ويُعطي انطلاقة ترميم مدينة سجلماسة التاريخية    أسعار الذهب تتجاوز 3350 دولار    الصندوق المغربي للتقاعد يطلق نسخة جديدة من تطبيقه الهاتفي "CMR" لتقريب الخدمات من المرتفقين    فاس تحتضن لقاء لتعزيز الاستثمار في وحدات ذبح الدواجن العصرية    واقعة برج بني ملال تفتح نقاشا حول محدودية وسائل التدخل وغياب التجهيزات المتقدمة    تقديم العرض ما قبل الأول لفيلم "راضية" لمخرجته خولة أسباب بن عمر    دراسة: التلقيح في حالات الطوارئ يقلل الوفيات بنسبة 60%    مهرجان "موغا" يعود إلى مدينته الأصلية الصويرة في دورته الخامسة    اجتماعات بالرباط للجنة التقنية ولجنة تسيير مشروع أنبوب الغاز الإفريقي الأطلسي    توقعات أحوال الطقس غدا الأحد    حادثة اصطدام مروعة بين دراجتين ناريتين تخلف قتيلين ومصابين بتطوان    جلالة الملك يهنئ رئيس الجمهورية الديموقراطية لساو طومي وبرانسيبي بمناسبة ذكرى استقلال بلاده    ليفربول الإنجليزي يعلن سحب القميص رقم 20 تكريما للاعبه الراحل ديوغو جوتا    غزة.. مفاوضات وقف إطلاق النار تواجه "تعثرا نتيجة إصرار إسرائيل على الإبقاء على سيطرتها على 40 في المائة من القطاع"    الطبخ المغربي يتألق في واشنطن.. المغرب يحصد جائزة لجنة التحكيم في "تحدي سفراء الطهاة 2025"                تواصل الانتقادات لزيارة "أئمة الخيانة والعار" للكيان الصهيوني    "البام": مسيرة آيت بوكماز تؤكد الحاجة إلى مكافحة هشاشة الجماعات القروية    بورصة البيضاء .. أداء أسبوعي إيجابي    أخرباش تحذر من مخاطر التضليل الرقمي على الانتخابات في زمن الذكاء الاصطناعي    شركات مغربية تفوز بصفقة تهيئة طريق ملعب بنسليمان استعدادا لمونديال 2030    الجزائر وباريس .. من وهم الذاكرة إلى صدمة الصحراء    الصين- أمريكا .. قراءة في خيارات الحرب والسلم    تونس في عهد سعيّد .. دولة تُدار بالولاء وتُكمّم حتى أنفاس المساجين    أغنية "إنسى" لهند زيادي تحصد نسب مشاهدة قوية في أقل من 24 ساعة    عبد العزيز المودن .. الآسَفِي عاشِق التُّحف والتراث    إيران تنفذ حكم الإعدام العلني ضد "بيدوفيل قاتل"    نحو طب دقيق للتوحد .. اكتشاف أنماط جينية مختلفة يغيّر مسار العلاج    "البيجيدي" يطلب رأي المؤسسات الدستورية بشأن مشروع قانون مجلس الصحافة    57 ألفا و823 شهيدا حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ بدء الحرب    الركراكي يترقب انتقالات لاعبي المنتخب المغربي خلال "الميركاتو" قبيل مباراتي النيجر والكونغو    اجتماع بمراكش لاستعراض سير المشاريع المبرمجة في أفق تنظيم كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030    عقوبات أميركية تطال قضاة ومحامين بالمحكمة الجنائية لإسقاط مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت    علماء ينجحون في تطوير دواء يؤخر ظهور السكري من النوع الأول لعدة سنوات    حكمة جزائرية تثير الجدل في كأس أفريقيا للسيدات بعد نزع شعار "لارام"..    الدوري الماسي.. سفيان البقالي يفوز بسباق 3000م موانع في موناكو    من السامية إلى العُربانية .. جدل التصنيفات اللغوية ومخاطر التبسيط الإعلامي    البرلمانية عزيزة بوجريدة تسائل العرايشي حول معايير طلبات عروض التلفزة    انقلاب سيارة بطنجة يُسفر عن 7 إصابات    سعر صرف الدرهم يرتفع مقابل الأورو    "وول مارت" تستدعي 850 ألف عبوة مياه بسبب إصابات خطيرة في العين    باحثون بريطانيون يطورون دواء يؤخر الإصابة بداء السكري من النوع الأول    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    طريقة صوفية تستنكر التهجم على "دلائل الخيرات" وتحذّر من "الإفتاء الرقمي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



غضب الشارع قادم يا بن كيران
نشر في صحراء بريس يوم 01 - 01 - 2013

محمد الفنيش – كاتب وصحفي مغربي. المملكة المتحدة
[email protected]



رحلت سنة 2012 بألمها وأحزانها, رحلت بآمال وطموحات الشعب المغربي, رحلت بعد أن كان يظنون المغاربة على أنها سنة الخلاص سنة النجدة وتحقيق أمال الشعب المغربي. رحلت بعد أن كن نظن أن بكيران سيحمل إسم الزعيم التاريخي للمغرب من الانتقال السياسي والاقتصادي للمغرب. وظننا أن حزب العدالة والتنمية سيكون اسم على مسمى وأن بنكيران هو أردوغان المغرب وشتان بين الماء والسراب. لا هذه ولا تلك تحققت. لا دستور جديد؟؟ قديم؟؟ إن صح التعبير تم تفعيله أو إسقاطه على واقع صنعته مجموعة لا تريد لهذا الواقع المزري أن يتغير. تريد لشعب المغربي أن يظل طرف يستهلك فحسب. يركع يوما بعد أخر بسياسة التجويع والخوف والقهر والظلم وتلفيق التهم. ويعللون الحاضر بالمقارنة مع جحيم الماضي. فهل في جهنم خيار؟؟ خيروه بين القبول بواقع مأساوي وبين القمع و السجون: أمران أحلهما مر. في الوقت الذي ثروات وخيرات وعائدات الوطن توزع يمينا وشمالا. وكل من تبث في حقه اختلاسات وكشف أمره من صحفي أو موظف: فصحفي يسجن ويخرج من السجن كاتبا في عموده {شوف تشوف} استراحة محارب؟؟ وهل يستريح المحارب والربيع العربي الأمازيغي في عزته؟؟ أما الموظف فيتابع ويحال على المحاكم وهنا نستحضر زمن محاكم التفتيش؟؟
جاء بن كيران بصوته المرتفع بلغة عامية ظنناها تواضعا من السيد رئيس الحكومة. وجاء معه برلمانيو حزب العدالة والتنمية كلهم يشتركون في خطاب واحد: إسقاط رموز فساد جهروا به عندما كانوا في المعارضة. لكن الليل السياسي يستر على الكثير عندما يرخي سدوله بظلامه القاتم. ومع نهاية سنة 2012 يكون بزوغ ثورة الفجر قد طلع ليكشف لنا عن حقائق أصوات حزب العدالة والتنمية, هل هي أقوال مرتبطة بالأفعال؟؟ إذا كان كذلك أين هي الأفعال؟؟ لا نرى أي فعل قامت به حكومة بن كيران يستحق التصفيق أو التمجيد أو الوقوف له إجلالا وتعظيما. لا يوجد على الإطلاق, وقد يراني البعض جد متشائم وأنني أحمل صورة سوداوية على حكومة ولدت منهزمة أصلا في تحالف مختلف الإيديولوجيات تماما. لو جمعت أحزاب الحكومة على مأدبة عشاء لأكل البعض بيمينه والأخر بيساره والأخر بملعقة فرنسية أو أمريكية الصنع... فكيف لهم أن يجتمعوا على مجلس وزاري؟؟؟ لو عدنا بذاكرتنا قليلا إلى الوراء قبل أن يتقلد حزب العدالة والتنمية شبه الحكم لتفق معي الجميع أننا كنا نظن أن النضال السلمي لتحقيق أهداف الشعب المغربي تكمن في إعطاء سلطة الحكم لحزب العدالة والتنمية, انطلاقا من تصريحات زعمائه, وما كانت تحمله من جرأة في كشف الواقع. تقلد وزراء حزب العدالة والتنمية مناصب مهمة في تحسين صورة المغرب, مثل وزارة العدل, وزارة الشؤون الخارجية والتعاون, وزارة النقل, وزارة الاتصال, وزارة التعليم العالي. لكن للأسف الشديد كان المغرب أعمش في ظل الحكومة الماضية وأصبح اليوم أعمى في ظل حكومة بن كيران.
بن كيران نجح في ما يسمى في حساب الجبر في علم الرياضيات باقتحام المراحل, إذا أوقف حراك الشارع المغربي منذ أواخر سنة 2011 إلى أواخر سنة 2012 لكنه يكون بذلك قد ساهم في تسريع وضع الأصبع على الجرح مباشرة. أي أنه لم يعطي الدواء لداء و اكتفى بنقل المريض في سيارة إسعاف كما تظهر من لونها الخارجي لكن بداخل الإسعاف تأكد أنها سيارة مصفحة لمكافحة الشعب عفوا الشغب و أن هناك رجال أمن بداخلها بدل الممرض والطبيب وأن وجهت سيارة الإسعاف عفوا سيارة الأمن قد تكون إلى معتقل اسمه مشابه لتزممارت أو قلعة مكونة أو معتقل تمارة لكن ذاك المعتقل قد يراه المواطن من الخارج على أنه مستشفى المشاغبين عفوا المرضى السياسيين من الشعب؟؟؟؟ الشعب المغربي الأن بعد أن خدع بتجربة العدالة والتنمية لن ينخدع مرة أخرى. خصوصا عندما نعرف أن الشارع المغربي فقد ثقته في أغلب الأحزاب السياسية في المغرب. إلا إذا تم الإتيان بجماعة العدل والإحسان والتي لا أظن أنها تقبل ذلك. لكي تلعب الدور نفسه وهذا مستبعد, لعدة اعتبارات الاعتبار الأول : بحكم أن الجماعة غير معترف بها من طرف السلطة .إلا إذا تم اتفاق براغماتي بين الطرفيين. الاعتبار الثاني شعار الجماعة لا يتماشى مع منظور القصر. مع العلم أن الكثيرين يؤاخذون على جماعة الشيخ عبد السلام ياسين رحمة الله عليه انسحابها المفاجئ من حركة 20فبراير السنة الماضية.
هناك كذلك الأمين العام لحزب الاستقلال الذي يلعب دور سباق أرانب حكومي إذ يهدد بالتعديل الحكومي لكنه يستمر دون فعل أي شيء. والتهديد شيء والتصرف شيء أخر. وفي ذات الوقت لديه ملف ضده في المحكمة الدستورية حول الطعن في فوزه بالأمانة العامة يؤجل مرة تلو أخرى؟؟. وحتى لو تم التعديل الحكومي أو غير حزب الاستقلال أمينه العام هل يظن عاقل أن ذلك سيغير من معاناة المغاربة شيء؟؟؟ أو من مواقف الشعب المغربي؟ لا أظن؟
الربيع العربي لا يقبل الخطاء مرتين, كما لا يقبل الاعتذار مرتين. كمثل من ينزع الألغام عندم يخطئ ينفجر اللغم في وجهه. الشعب المغربي يتأثر بمحيطه وينفعل معه مهما تحايلت اللوبيات عليه. وعندما نعود لتاريخ سنجد الشعب المغربي كان دائما يواكب الحدث ويصنعه سواء في الثورات العسكرية أو الاحتجاجات الشعبية وبتالي يكون بن كيران قد فاز بورقة ذهبية السنة الماضية لكنه لم يحسن استعمالها. عندما رفع السيد بن كيران من سعر الوقود وجاء إلى القناة الأولى وعلل لماذا: قبل الشعب بدالك عن مضض, خصوصا أننا نعرف صعوبة الواقع المعيشي للمواطن المغربي. لكن مؤخرا تمت الزيادة في أسعار فاتورة الماء والكهرباء في إحدى أحياء مدينة مراكش فانقلب الشارع رأس على عقب. السيد رئيس الحكومة أصبح يقمع الاحتجاجات مباشرة في عهده. بل يختلق لها مبررات .وعندما تم قمع النائب البرلماني السيد الإدريسي ندد بدالك وزراء حزب العدالة والتنمية وطلبوا بفتح تحقيق ؟؟ بحكم أن النائب ينتمي لحزب العدالة والتنمية. وأصبحنا أمام الصراع السلطة بين الأحزاب وليس صراع حول الوطن أو الشعب. وهنا يطرح السؤال مادى عن باقي المعطلين والمعاقين الذين يقمعون شبه يوميا أمام البرلمان أو أمام ولايات المملكة ؟؟السيد بن كيران لا يرى إلا و الشارع قد أفرغ من المحتجين لكنه لا يحلل ولا يفكر أين ذهب المحتجون. لقد ذهبوا إلى مستشفيات وإلى سجون وإلى صفحات الفيسبوك وإلى المنظمات الدولية ليكشفوا واقع الشعب المغربي وما يعانيه. وهو ما جعل المغرب يتراجع على مستوى حقوق الإنسان وهو ما جعل وزير العدل يستقبل بالاحتجاجات والصفير في مدن عدة مثل كلميم وسيدي إفني والطنطان . وهو ما جعل مديونية المغرب ترتفع عندما قامت حكومة بن كيران بأكبر قرض في تاريخ المغرب من صندوق النقد الدولي. مما سيزيد من قساوة الحياة المعيشية للمغاربة. بل عند التصويت على مشروع قانون المالية لسنة 2013 تغيب عن البرلمان المغربي 230 برلمانيا من أصل 395 وهو أكثر من نصف البرلمان. ومع ذلك مرروا القرار؟؟ قضية الصحراء يتلقى فيه المغرب هزائم تلو الهزائم من قضية كريستوف روس مرورا بقضية حقوق الإنسان في الصحراء نهاية بتعيين البرلمان الأوروبي لمراقب لحقوق الإنسان في ذات القضية. وإذا ما تم حال الحكومة المغربية على ما هو عليه قد يصبح لكل مناطق المغرب مراقبون دوليون لحقوق الإنسان. الشارع المغربي الأن من الصعب إن لم أقول من المستحيل أن تستميله جهات سياسية مهما كان وزنها هذا إن بقي لسياسة وزن ما في المغرب؟؟؟ بن كيران وضع قدمه اليمنى خارج الباب الخلفي لتسيير شؤون المغاربة فهل سيراجع نفسه ويضع النقاط على الحروف قبل فوات الأوان؟؟ بدل أن يتخذ سياسة المحاباة بين تجاهل للوبيات الفساد ووضع منديل على دموع شعب يبكي حزنا على واقعه. بن كيران عليه أن ينضم لشعب أو للوبيات الفساد لان حالة المغرب لا تقبل حل وسط وبتالي ينتهي السيد بن كيران من الخطاب الشفوي أو بعبارة أصح: خطاب التسلية السياسية

رحلت سنة 2012 بألمها وأحزانها, رحلت بآمال وطموحات الشعب المغربي, رحلت بعد أن كان يظنون المغاربة على أنها سنة الخلاص سنة النجدة وتحقيق أمال الشعب المغربي. رحلت بعد أن كن نظن أن بكيران سيحمل إسم الزعيم التاريخي للمغرب من الانتقال السياسي والاقتصادي للمغرب. وظننا أن حزب العدالة والتنمية سيكون اسم على مسمى وأن بنكيران هو أردوغان المغرب وشتان بين الماء والسراب. لا هذه ولا تلك تحققت. لا دستور جديد؟؟ قديم؟؟ إن صح التعبير تم تفعيله أو إسقاطه على واقع صنعته مجموعة لا تريد لهذا الواقع المزري أن يتغير. تريد لشعب المغربي أن يظل طرف يستهلك فحسب. يركع يوما بعد أخر بسياسة التجويع والخوف والقهر والظلم وتلفيق التهم. ويعللون الحاضر بالمقارنة مع جحيم الماضي. فهل في جهنم خيار؟؟ خيروه بين القبول بواقع مأساوي وبين القمع و السجون: أمران أحلهما مر. في الوقت الذي ثروات وخيرات وعائدات الوطن توزع يمينا وشمالا. وكل من تبث في حقه اختلاسات وكشف أمره من صحفي أو موظف: فصحفي يسجن ويخرج من السجن كاتبا في عموده {شوف تشوف} استراحة محارب؟؟ وهل يستريح المحارب والربيع العربي الأمازيغي في عزته؟؟ أما الموظف فيتابع ويحال على المحاكم وهنا نستحضر زمن محاكم التفتيش؟؟
جاء بن كيران بصوته المرتفع بلغة عامية ظنناها تواضعا من السيد رئيس الحكومة. وجاء معه برلمانيو حزب العدالة والتنمية كلهم يشتركون في خطاب واحد: إسقاط رموز فساد جهروا به عندما كانوا في المعارضة. لكن الليل السياسي يستر على الكثير عندما يرخي سدوله بظلامه القاتم. ومع نهاية سنة 2012 يكون بزوغ ثورة الفجر قد طلع ليكشف لنا عن حقائق أصوات حزب العدالة والتنمية, هل هي أقوال مرتبطة بالأفعال؟؟ إذا كان كذلك أين هي الأفعال؟؟ لا نرى أي فعل قامت به حكومة بن كيران يستحق التصفيق أو التمجيد أو الوقوف له إجلالا وتعظيما. لا يوجد على الإطلاق, وقد يراني البعض جد متشائم وأنني أحمل صورة سوداوية على حكومة ولدت منهزمة أصلا في تحالف مختلف الإيديولوجيات تماما. لو جمعت أحزاب الحكومة على مأدبة عشاء لأكل البعض بيمينه والأخر بيساره والأخر بملعقة فرنسية أو أمريكية الصنع... فكيف لهم أن يجتمعوا على مجلس وزاري؟؟؟ لو عدنا بذاكرتنا قليلا إلى الوراء قبل أن يتقلد حزب العدالة والتنمية شبه الحكم لتفق معي الجميع أننا كنا نظن أن النضال السلمي لتحقيق أهداف الشعب المغربي تكمن في إعطاء سلطة الحكم لحزب العدالة والتنمية, انطلاقا من تصريحات زعمائه, وما كانت تحمله من جرأة في كشف الواقع. تقلد وزراء حزب العدالة والتنمية مناصب مهمة في تحسين صورة المغرب, مثل وزارة العدل, وزارة الشؤون الخارجية والتعاون, وزارة النقل, وزارة الاتصال, وزارة التعليم العالي. لكن للأسف الشديد كان المغرب أعمش في ظل الحكومة الماضية وأصبح اليوم أعمى في ظل حكومة بن كيران.
بن كيران نجح في ما يسمى في حساب الجبر في علم الرياضيات باقتحام المراحل, إذا أوقف حراك الشارع المغربي منذ أواخر سنة 2011 إلى أواخر سنة 2012 لكنه يكون بذلك قد ساهم في تسريع وضع الأصبع على الجرح مباشرة. أي أنه لم يعطي الدواء لداء و اكتفى بنقل المريض في سيارة إسعاف كما تظهر من لونها الخارجي لكن بداخل الإسعاف تأكد أنها سيارة مصفحة لمكافحة الشعب عفوا الشغب و أن هناك رجال أمن بداخلها بدل الممرض والطبيب وأن وجهت سيارة الإسعاف عفوا سيارة الأمن قد تكون إلى معتقل اسمه مشابه لتزممارت أو قلعة مكونة أو معتقل تمارة لكن ذاك المعتقل قد يراه المواطن من الخارج على أنه مستشفى المشاغبين عفوا المرضى السياسيين من الشعب؟؟؟؟ الشعب المغربي الأن بعد أن خدع بتجربة العدالة والتنمية لن ينخدع مرة أخرى. خصوصا عندما نعرف أن الشارع المغربي فقد ثقته في أغلب الأحزاب السياسية في المغرب. إلا إذا تم الإتيان بجماعة العدل والإحسان والتي لا أظن أنها تقبل ذلك. لكي تلعب الدور نفسه وهذا مستبعد, لعدة اعتبارات الاعتبار الأول : بحكم أن الجماعة غير معترف بها من طرف السلطة .إلا إذا تم اتفاق براغماتي بين الطرفيين. الاعتبار الثاني شعار الجماعة لا يتماشى مع منظور القصر. مع العلم أن الكثيرين يؤاخذون على جماعة الشيخ عبد السلام ياسين رحمة الله عليه انسحابها المفاجئ من حركة 20فبراير السنة الماضية.
هناك كذلك الأمين العام لحزب الاستقلال الذي يلعب دور سباق أرانب حكومي إذ يهدد بالتعديل الحكومي لكنه يستمر دون فعل أي شيء. والتهديد شيء والتصرف شيء أخر. وفي ذات الوقت لديه ملف ضده في المحكمة الدستورية حول الطعن في فوزه بالأمانة العامة يؤجل مرة تلو أخرى؟؟. وحتى لو تم التعديل الحكومي أو غير حزب الاستقلال أمينه العام هل يظن عاقل أن ذلك سيغير من معاناة المغاربة شيء؟؟؟ أو من مواقف الشعب المغربي؟ لا أظن؟
الربيع العربي لا يقبل الخطاء مرتين, كما لا يقبل الاعتذار مرتين. كمثل من ينزع الألغام عندم يخطئ ينفجر اللغم في وجهه. الشعب المغربي يتأثر بمحيطه وينفعل معه مهما تحايلت اللوبيات عليه. وعندما نعود لتاريخ سنجد الشعب المغربي كان دائما يواكب الحدث ويصنعه سواء في الثورات العسكرية أو الاحتجاجات الشعبية وبتالي يكون بن كيران قد فاز بورقة ذهبية السنة الماضية لكنه لم يحسن استعمالها. عندما رفع السيد بن كيران من سعر الوقود وجاء إلى القناة الأولى وعلل لماذا: قبل الشعب بدالك عن مضض, خصوصا أننا نعرف صعوبة الواقع المعيشي للمواطن المغربي. لكن مؤخرا تمت الزيادة في أسعار فاتورة الماء والكهرباء في إحدى أحياء مدينة مراكش فانقلب الشارع رأس على عقب. السيد رئيس الحكومة أصبح يقمع الاحتجاجات مباشرة في عهده. بل يختلق لها مبررات .وعندما تم قمع النائب البرلماني السيد الإدريسي ندد بدالك وزراء حزب العدالة والتنمية وطلبوا بفتح تحقيق ؟؟ بحكم أن النائب ينتمي لحزب العدالة والتنمية. وأصبحنا أمام الصراع السلطة بين الأحزاب وليس صراع حول الوطن أو الشعب. وهنا يطرح السؤال مادى عن باقي المعطلين والمعاقين الذين يقمعون شبه يوميا أمام البرلمان أو أمام ولايات المملكة ؟؟السيد بن كيران لا يرى إلا و الشارع قد أفرغ من المحتجين لكنه لا يحلل ولا يفكر أين ذهب المحتجون. لقد ذهبوا إلى مستشفيات وإلى سجون وإلى صفحات الفيسبوك وإلى المنظمات الدولية ليكشفوا واقع الشعب المغربي وما يعانيه. وهو ما جعل المغرب يتراجع على مستوى حقوق الإنسان وهو ما جعل وزير العدل يستقبل بالاحتجاجات والصفير في مدن عدة مثل كلميم وسيدي إفني والطنطان . وهو ما جعل مديونية المغرب ترتفع عندما قامت حكومة بن كيران بأكبر قرض في تاريخ المغرب من صندوق النقد الدولي. مما سيزيد من قساوة الحياة المعيشية للمغاربة. بل عند التصويت على مشروع قانون المالية لسنة 2013 تغيب عن البرلمان المغربي 230 برلمانيا من أصل 395 وهو أكثر من نصف البرلمان. ومع ذلك مرروا القرار؟؟ قضية الصحراء يتلقى فيه المغرب هزائم تلو الهزائم من قضية كريستوف روس مرورا بقضية حقوق الإنسان في الصحراء نهاية بتعيين البرلمان الأوروبي لمراقب لحقوق الإنسان في ذات القضية. وإذا ما تم حال الحكومة المغربية على ما هو عليه قد يصبح لكل مناطق المغرب مراقبون دوليون لحقوق الإنسان. الشارع المغربي الأن من الصعب إن لم أقول من المستحيل أن تستميله جهات سياسية مهما كان وزنها هذا إن بقي لسياسة وزن ما في المغرب؟؟؟ بن كيران وضع قدمه اليمنى خارج الباب الخلفي لتسيير شؤون المغاربة فهل سيراجع نفسه ويضع النقاط على الحروف قبل فوات الأوان؟؟ بدل أن يتخذ سياسة المحاباة بين تجاهل للوبيات الفساد ووضع منديل على دموع شعب يبكي حزنا على واقعه. بن كيران عليه أن ينضم لشعب أو للوبيات الفساد لان حالة المغرب لا تقبل حل وسط وبتالي ينتهي السيد بن كيران من الخطاب الشفوي أو بعبارة أصح: خطاب التسلية السياسية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.