تحت شعار '' المجتمع المدني شريك في التنمية المحلية المستدامة '' نظم المجلس البلدي لكليميم يومه الجمعة 22 مارس 2013 لقاءا مع '' فعاليات المجتمع المدني '' و التي وصف المحتجون الذين تم تغييبهم من حضور هذا اللقاء ، بالجمعيات الناعمة و المروضة و المدجنة ، بل أضاف بعضهم واصفا إياها بالجمعيات الكارطونية التي تلهث وراء الاسترزاق . اللقاء سطر له برنامج محكم و محبك و سخرت له كل الإمكانات اللوجيستيكية و البشرية من مالية البلدية طبعا و بتزكية و مباركة من المسؤول الأول عن الإقليم والي الجهة . فبالإضافة إلى توفير أكثر من خمس حافلات متوسطة الحجم لتنقل ممثلي تلك الجمعيات من اجل معاينة المنجزات و البنيات التحتية الموقوفة التنفيذ و التي ستظل كمن يزور القبور للتبرك أو الترحم عليها لأنها أجسام بلا روح . حط الرحال هؤلاء '' بقصر الاستقبال '' ليتم استقبالهم و تكريمهم بعشاء دسم شكرا لهم على تلميع صورة ووجه من ينعم عليهم ، و هنا يعلق احد المحتجين الغاضبين الممنوعين من الحضور قائلا : يروى أن القائد التتري تيمور لنك ، نظر إلى وجهه في المرآة ذات يوم ، بعد أن تنعم و تعود على حياة القصور و الرفاهية ، فانقبضت نفسه لمنظره القبيح ، و أذرك احد حاشيته المقربين ذلك في تعبيرات و تقاسيم وجه القائد .. فأخذ في ممارسة دوره المعروف و هو النفاق أو المجاملة على عادة الحاشية فقال له : إن مثلك أيها الخاقان الأعظم ، لا يتحسر على فقدان جمال الوجه وقد أعطاك الله بسطة في الجسم و بسطة في القوة ، و بسطة الثروة و السلطان ..و إنما يتحسر و يحزن جمال الوجوه أشباه النساء و أشباه الرجال .. فانبسطت أسارير الملك الأعظم ، و ابتسم راضيا عما قاله الوزير ، و هو يعلم علم اليقين بان وزيره ينافقه . والتفت تيمور لنك إلى الخوجة نصر الدين أو جحا ، فراه ينخرط في البكاء .. فقال له : ما خطبك يا جحا ؟ أنا صاحب المصيبة تسليت ، وأنت تأبى أن تتسلى .. فقال جحا : معذرة يامولاي ، إن مصيبتي اكبر من مصيبتك أضعافا مضاعفة .. فأنت نظرت إلى وجهك مرة واحدة فانقبضت ، فماذا اصنع أنا الذي انظر إليك بالليل و النهار . هذا ما ينطبق مع كامل الأسف على '' المجتمع المدني '' المفعول به و الذي أصبح كركوزة يحركه و يسخره الأسياد في كل المناسبات و الأعياد ، دوره التطبيل و التصفيق فلا هو شريك ولا هم يحزنون ، بل هو مبارك كمن يمد يده في ظلام دامس ، يصدق فيهم قول الشاعر احمد مطر في قصيدة – نافق - : أنا لن أنافق حتى ولو وضعوا بكفي المغارب و المشارق .. فالكذب و النفاق جريمة لا تغتفر ، و المجتمع الصالح هو الذي ينتج الأخلاق المبنية على القيم الفاضلة ، التي تنتج السلوك الحسن و المستقيم و التي تؤدي إلى احترام الآخر رغم الاختلاف .