دقت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ناقوس الخطر إزاء تفاقم معدلات المديونية بشكل عام، سواء منها الخارجية أو الداخلية، واعتبرت أن برنامج إعادة تكوين قطيع الماشية لا يرقى للمطلوب محذرة من اختلالات قد تطاله. وقال الحزب في بلاغ لأمانته العامة إن الحكومة لجأت بشكل كبير وبحجم غير مسبوق للاستدانة، بالرغم من توفرها على موارد ضريبة تتطور بنسب عالية وغير مسبوقة وموارد استثنائية كبيرة جنتها من بيعها لمجموعة كبيرة من الأصول والعقارات العمومية.
ونبه إلى الآثار المالية والاقتصادية والسياسة والاجتماعية الوخيمة للسياسة الحكومية المبنية على الإنفاق بدون حساب ودون ترشيد، واستهلاك التطور الكبير للموارد الضريبية والاستثنائية عوض التروي واستخدام جزء منها في ضبط عجز الميزانية ونسب المديونية، استعدادا للمستقبل وتقلباته الاقتصادية والمالية والضريبية. وبخصوص البرنامج الحكومي لإعادة تكوين القطيع الوطني للماشية، نبه "البيجيدي" إلى أن البرنامج المعلن عنه بإجراءاته وحجمه (6,2 مليار درهم موزعة على موسمين) والذي يخلط ويجمع بين الدعم المباشر والإعفاء من ديون قائمة، لا يرقى إلى مستوى المساهمة الفعالة في دعم مربي المواشي لإعادة تكوين القطيع الوطني. ووجه الحزب الحكومة إلى ضرورة الحرص على شفافية توزيع الدعم العمومي والتركيز على المربين الصغار والمتوسطين منهم خاصة، وتجنب الأخطاء السابقة التي وقعت فيها الحكومة في تدبير عملية دعم استيراد المواشي، والتي طالتها العديد من الملاحظات حول شفافيتها وفعاليتها. وذكّر الحزب بأن ذلك الدعم استفاد منه محترفو الاستيراد من خلال إنشاء شركات جديدة أو تحويل موضوع شركات قائمة لاعلاقة لها بهذا القطاع، وهمها الوحيد هو اقتناص الإعفاءات الجمركية والضريبية والدعم المالي العمومي على حساب المهنيين الحقيقيين والأمن الغذائي للبلاد. كما استهجن "البيجيدي" غياب الحكومة وقصورها في مجال الرقابة على الأسواق وزجر الغش والاحتكار، وسلوكها الساعي إلى تحميل المواطنين مسؤولية عجزها، مستنكرا إقدام بعض الأصوات المنكرة والمأجورة والمدافعة عن العجز الحكومي التي استهدفت المواطنين في أجواء العيد لهذه السنة بألفاظ غير مقبولة، عوض انتقاد القرارات الارتجالية والسياسات الحكومية الفاشلة والتي أدت إلى إلغاء نحر أضحية العيد لهذه السنة والتأثير السلبي على الأجواء السعيدة المرتبطة به عادة. وأشاد الحزب بالتجاوب الطوعي الكبير للمغاربة مع الإهابة الملكية الخاصة بالامتناع هذه السنة عن نحر الأضاحي تفعيلا لمقصد التضامن مع الفئات غير القادرة، في ظل النقص الحاد في القطيع الوطني من الأغنام والارتفاع المهول للأسعار، بسبب فشل السياسات الحكومية وعدم تحقيق الدعم المالي الحكومي السخي لفئة محظوظة من المستوردين لآثاره المرجوة في توفير العرض الكافي والأسعار المعقولة. ومن جهة أخرى، رحب "العدالة والتنمية" بتوالي المبادرات الدولية الإنسانية المنددة بالعدوان الصهيوني الإرهابي والهادفة لكسر الحصار وإدخال المساعدات إلى المدنيين في غزة، كما هو حال السفينة "مادلين"، التي حققت أهدافها الرمزية والمعنوية، ومسيرة الصمود التي انخرط فيها آلاف المشاركين من أزيد من 80 دولة بما فيها دول المغرب العربي، ودعت للمشاركة المكثفة في المسيرة الشعبية المقرر تنظيمها يوم الأحد 22 يونيو بالرباط للتضامن مع الشعب الفلسطيني.