شهد مشروع بناء المرآب التحت أرضي بالساحة الكبرى بمدينة شفشاون، مؤخرا، تعثرا في الأشغال، إثر تسربات مائية مفاجئة، أربكت سير العمل وأثرت على وتيرة التنفيذ في الآجال المحددة بدفتر التحملات، الأمر الذي دفع بالسلطات الإقليمية إلى اتخاذ تدابير استعجالية لإنهاء هذه المعضلة من جذورها. وأفاد محمد العاطي، رئيس قسم التجهيزات بعمالة إقليمشفشاون، في تصريح لموقع "الشمال24"، أن التأخر الذي شهده ورش بناء هذا المشروع الهام، استلزم تدخلا ميدانيا تحت إشراف عامل الإقليم، محمد العلمي ودان، الذي قام أمس بزيارة ميدانية للورش، وأصدر توجيهات تقنية صارمة، مكنت من تجاوز الإشكال ووضع حد لحالة التأخر التي عرفها المشروع. وأوضح العاطي أن التأخر المسجل يعود أساسا إلى تسرب المياه الجوفية إلى مستوى الأساسات، مما تسبب في صعوبات تقنية حالت دون مواصلة الأشغال بالوتيرة المقررة. وأضاف أن الدراسات الجيوتقنية، المنجزة بعد انطلاق الورش، أظهرت أن التربة الصلبة لا توجد إلا على عمق 6 أمتار، وهو ما استوجب إعادة تقييم بعض الجوانب التقنية والتنفيذية للمشروع، لضمان ملاءمتها للمعطيات الميدانية المستجدة. وأكد المتحدث ذاته أن هذا المعطى لم يكن واضحا خلال مرحلة الدراسات الأولية، رغم الجهود المبذولة من طرف مكتب الدراسات، مما استوجب اتخاذ تدابير استعجالية لإعادة برمجة الأشغال وفق معايير تقنية دقيقة. وكشف أن المقاولة المكلفة بتنفيذ المشروع تفاعلت بشكل إيجابي مع توجيهات عامل الإقليم، وتعهدت بالشروع في تنفيذ حلول تقنية خلال أجل أقصاه شهران، مع برمجة إنجاز نحو 6000 متر مكعب من الأشغال لتعويض التأخر، وضمان تسريع وتيرة التنفيذ في المرحلة المقبلة. يُذكر أن المشروع، الذي خصص له غلاف مالي يناهز 20 مليون درهم، ويمتد على مساحة تُقدر بنحو 7200 متر مربع، وتشرف عليه وكالة تنمية أقاليم الشمال وجماعة شفشاون، يهدف إلى تحسين تنظيم حركة السير وتخفيف الضغط المروري وسط المدينة، خاصة خلال فترات العطل الدراسية وفصل الصيف، التي تشهد اكتظاظا متزايدا نتيجة تدفق أعداد كبيرة من السياح والزوار.