تفاجأت ليلة أمس حشود المصلين التي تقاطرت على مسجد المحسنين بحي الرمل بتاراست بإنزكان لأداء صلاة العشاء وإحياء ليلة القدر، بإقدام إمام المسجد قبل صلاة الفرض، النداء عبر مكبر الصوت، بدعوة المصلين لوليمة عشاء التي أقامها "الحاج أومولود" رئيس بلدية إنزكان بمناسبة ليلة القدر. وأوضحت مصادر أكادير 24 أنفو، أن تصرف الإمام بهذا الشكل وفي ليلة مباركة أثار قربلة داخل المسجد خاصة في الصفوف الأمامية التي استنكرت الأمر جملة وتفصيلا واعتبرت أن الإمام تجاوز حدوده الدينية في الوعظ والإرشاد وإمامة الناس وأصبح يتدخل في العمل الانتخابي ويخدم أجندة حزبية معينة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المقررة في شتنبر القادم. أجواء التوتر والتعكير الذي عرفه مسجد المحسنين بإنزكان و"القربلة" التي تسبب فيها الإمام لم تهدأ إلا بتدخل رئيس جمعية تسيير شؤون مسجد المحسنين الذي حاول تهدئة الوضع وقدم اعتذاره للمصلين. يأتي هذا في وقت، أصدر فيه العاهل المغربي الملك محمد السادس ظهير (مرسوما) متعلق بتنظيم مهام القيمين الدينيين، يمنع بموجبه جميع المشتغلين في الحقل الديني، من ممارسة أي نشاط سياسي أو نقابي، أو اتخاذ موقف يكتسي صيغة سياسية أو نقابية، أو القيام بأي عمل من شأنه وقف أو عرقلة أداء الشعائر الدينية. وطالب السكان ومرتادي المساجد على السواء، مندوب الأوقاف والشؤون الإسلامية بفتح تحقيق في الواقعة، واتخاذ الإجراءات الكفيلة بعدم استغلال المساجد لقيادة الحملات الانتخابية التي تعيق أداء الشعائر الدينية للمغاربة وتطبيق المرسوم الملكي ومعاقبة المسؤولين عن هذا التجاوز الذي مس أحد أركان عقيدتهم وفي ليلة مباركة. هذا ولم تخل عملية توظيف أومولود للمساجد في ليلة القدر في حملته الانتخابية من انتقادات لاذعة من طرف فئة واسعة من الساكنة لتلميع صورته الانتخابية، التي أراد من خلالها أن تتحول بعد نهاية الصلاة إلى وليمة انتخابية، وهي خطة فطنها مرتادي المساجد بكونها حملة انتخابية سابقة لأوانها أرادها أومولود أن تنطلق مبكرا من المساجد وفي ليلة عظيمة أراد المغاربة التقرب بها إلى الله تعالى بعيدا عن كل البعد عن العمل السياسي والحزبي.