مع اقتراب ساعة الصفر لانطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا "المغرب 2025″، تحولت المملكة إلى خلية نحل من الحماس القاري، حيث بدأت الجاليات الإفريقية، وفي مقدمتها الجالية السنغالية، ترتيبات "الزحف الشمالي" نحو مدينة طنجة لدعم منتخب بلادهم في البطولة التي تقام خلال الفترة من 21 ديسمبر وحتى 18 يناير المقبل. ويرى المقيمون والطلبة من دول جنوب الصحراء في هذه النسخة "محطة تاريخية" تعكس ريادة المغرب القارية، خاصة بعد الطفرة التي شهدتها البنية التحتية الرياضية والنجاحات الدولية ل"أسود الأطلس"، وهو ما جعل التوقعات سقفها السماء لنسخة استثنائية بكل المقاييس. وتتجه أنظار الجالية السنغالية المقيمة في المغرب نحو مدينة طنجة، التي تستعد لاستقبال آلاف المشجعين السنغاليين، حيث أكد سين ياك، عضو مكتب جمعية السنغاليين بالمغرب، أن التعبئة بدأت بالفعل للانتقال إلى "عروس الشمال" لمساندة رفاق ساديو ماني. وقال ياك في تصريحات صحفية: "نحن كجالية سنغالية نعيش في المغرب بأمان تام، ونعتبره بلدنا الثاني. تنظيم المملكة لهذه النسخة هو لحظة فخر لإفريقيا برمتها". وأضاف معربا عن طموحاته الرياضية: "سأنتقل مع مشجعين آخرين إلى طنجة لمساندة أسود التيرانغا، وأتمنى أن يكون النهائي (مغربيا-سنغاليا)، والفوز سيكون للأفضل". من جانبها، شددت الطالبة السنغالية صافياتو ديالو، التي تتابع دراستها بالداخلة، على أن الملاعب والمنشآت في المدن المستضيفة، ومنها طنجة، باتت تضاهي المعايير العالمية، معتبرة أن البطولة ستكون فرصة لإبراز عمق الروابط الأخوية بين الشعبين المغربي والسنغالي. لا تقتصر الإشادة على السنغاليين وحدهم؛ إذ يرى ممثل الطلبة من جمهورية الكونغو الديمقراطية، غلودي ماكوندا، أن المغرب يثبت مجددا مكانته كقطب كروي عالمي، مشيرا إلى أن اللعب في بلد احتل المركز الرابع عالميا يمنح البطولة زخما إضافيا، وأضاف: "البنيات التحتية عالية الجودة تؤشر على أجواء مثالية لمتابعة مباريات رفيعة المستوى". وفي سياق متصل، أبدى مشجعون من كوت ديفوار حماسهم لتكرار إنجاز النسخة الماضية، حيث قال الطالب الإيفواري توي دريسا: "المغرب بلد مضياف ونشعر هنا كأننا في أبيدجان. ملعب الرباط وبقية الملاعب رائعة بكل المقاييس، ونطمح للتتويج من جديد على أرض المغرب الذي كان له دور كبير في عودتنا القوية في النسخة السابقة". تجمع الشهادات المستقاة من الجاليات الإفريقية في الداخلة على أن نسخة 2025 لن تكون مجرد بطولة كرة قدم، بل "عرس إفريقي" يكرس الرؤية الملكية الرامية لتعزيز التعاون جنوب-جنوب، ومع جاهزية الملاعب في طنجة، والرباط، والدار البيضاء، وغيرها، تتهيأ القارة السمراء لمتابعة نسخة ستظل محفورة في الذاكرة الرياضية كواحدة من أفضل الدورات تنظيما في تاريخ ال"كان".