أُعلن في دبي، اليوم الأربعاء، عن فوز البروفيسور ماجد شرقي، الأستاذ الفخري في المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا، بجائزة نوابغ العرب عن فئة العلوم الطبيعية؛ تقديرا لإسهاماته في تطوير تقنيات علمية متقدمة ساهمت في فهم التفاعلات الدقيقة بين الضوء وبين المادة على المستوى الذري. وجاء الإعلان على لسان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الذي نوّه في منشور له على منصة "إكس" بالدور الريادي الذي اضطلع به شرقي في تمكين العلماء من مراقبة الحركة فائقة السرعة داخل الجزيئات، عبر أدوات مطيافية دقيقة تقيس التغيرات في فترات تقارب الفيمتوثانية، وهي وحدة زمنية بالغة الصغر. وهنّأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم البروفيسور ماجد شرقي لفوزه بجائزة "نوابغ العرب 2025" عن فئة العلوم الطبيعية، مؤكداً أهمية المساهمات العلمية والبحثية والإنجازات المعرفية العربية في تقدّم المجتمعات البشرية، كون العلوم شكّلت على مر العصور ركيزة أساسية في التقدّم الحضاري للعالم العربي. وقال الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في منشور على حسابه بمنصة "إكس": " الحضارات لا تعيش على أمجادها، بل تُجدّد مكانتها بعلمائها اليوم. نبارك للفائز بجائزة نوابغ العرب عن فئة العلوم الطبيعية لعام 2025، البروفيسور ماجد شرقي، الأستاذ الفخري في المعهد الفدرالي السويسري للتكنولوجيا، والذي قدّم إسهامات علمية رائدة في رصد الحركة فائقة السرعة على المستوى الذري". شرقي، الذي ولد في الدارالبيضاء سنة 1956، كرّس مسيرته العلمية لدراسة الأنظمة الديناميكية في المواد المعقدة؛ فطوّر، على مدى العقود الماضية، أدوات متقدمة في مجالي الأشعة السينية والليزر، مكّنت من تحقيق طفرات نوعية في علوم المواد والطاقة المتجددة. ومن بين أبرز ابتكاراته مطياف أشعة سينية فائق السرعة، يتيح رصد الإشارات الطيفية في نطاقات لم تكن ممكنة سابقا، ويُعد مثاليا لدراسة أكاسيد المعادن الانتقالية ذات الخصائص الإلكترونية الفريدة. وتعتمد أبحاث شرقي على توظيف تقنيات غير خطية في استخدام الأشعة السينية لرصد حركة الشحنات في المواد الشمسية، وهو مجال يكتسب أهمية متزايدة في سياق تطوير بدائل طاقية مستدامة. كما شارك في بناء وتطوير أنظمة ليزر الإلكترونات الحرة (XFEL) في دول عديدة؛ بينها الولاياتالمتحدة وسويسرا وكوريا الجنوبية، وهي مشاريع تمثل البنية التحتية الأهم حاليا في مجال البصريات الطيفية المتقدمة. وفي تصريح بمناسبة الإعلان عن الجائزة، أكد محمد القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي رئيس اللجنة العليا لمبادرة نوابغ العرب، أن الجائزة تأتي تتويجا لعقود من العطاء البحثي للبروفيسور شرقي، الذي نشر أكثر من 450 ورقة علمية محكّمة، واقتبس من أعماله ما يزيد على 23 ألف مرجع علمي. وأشار القرقاوي إلى أن شرقي يمثل نموذجا عربيا نادرا في الجمع بين الابتكار النظري وبين التطبيق العملي؛ ما جعله من الأسماء الأكثر تأثيرا في مجال المطيافية فائقة السرعة. ولم تقتصر الجائزة على مجال العلوم الطبيعية؛ فقد أعلنت المبادرة، هذا الشهر، عن فوز المعمارية الفلسطينية سعاد العامري بجائزة فئة العمارة، والبروفيسور المصري عباس الجمل عن فئة الهندسة والتكنولوجيا، في حين تتواصل عمليات التقييم في فئات الاقتصاد والأدب والفنون. تُمنح جائزة نوابغ العرب، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد عام 2022، في سبع فئات. وتهدف هذه الجائزة إلى اكتشاف العقول العربية الاستثنائية وتمكينها، مع التركيز على إبراز مساهماتها في خدمة المجتمعات وتحقيق التنمية العلمية والثقافية والاقتصادية. وقد وُصفت الجائزة في الأوساط الأكاديمية والإعلامية بأنها تمثل معادلا عربيا لجائزة نوبل، من حيث رمزية التكريم وصرامة المعايير العلمية المعتمدة في اختيار الفائزين. ومن المنتظر أن تُقام مراسم التكريم الرسمية في وقت لاحق من العام الجاري في دبي، بحضور شخصيات أكاديمية ودولية، ضمن احتفالية تهدف إلى إعادة الاعتبار للكفاءة العلمية العربية وربطها بمشاريع التنمية المستقبلية في المنطقة.