احتضنت مدينة أكاديريوم 15 أكتوبر الجاري الدورة التاسعة للمؤتمر الدولي الاسباني الفرنكوفوني للطب البحري و الذي اختارت له اللجنة المنظمة شعار المخاطر الصحية بأماكن الشغل بالبحر و سبل الوقاية، و قد مكن هذا الملتقى من تسليط الضوء على عدد من الاشكاليات المتعلقة بالصحة و السلامة على متن السفن،و سبل الوقاية و الحد من المخاطر المسببة لحوادث الشغل و أتاح للمشاركين فرصة تنمية المدارك العلمية و المعرفية و تبادل الخبرات في مجال الطب البحري. وقد أجمع المشاركون على أن المغرب تمكن بفضل جهوده و بتعاون مع دول شريكة كاسبانيا و فرنسا أن يتبوء مكانة جد مهمة على المستويين الجهوي مما يعكس ارادة الوزارة الوصية في خدمة رجال البحر،في اطار سياسة القرب المعتمدة. و في كلمته الافتتاحية رحب السيد عبد الرحمان سرود رئيس غرفة الصيد البحري الاطلسية الوسطى بأكادير باختيار اللجنة المنظمة لشعار هذه الدورة،الذي يترجم واقع مهنيي الصيد البحري و رجال البحر المشوب بالمخاطر و الاضرار الصحية المترتبة عن حوادث الشغل و الاصابات و تداعياته على الجوانب النفسية و الاجتماعية و الاقتصادية. و أوضح رئيس غرفة الصيد البحري الاطلسية الوسطى أن مهنة الصيد البحري و الاشتغال على متن السفن بكل أصنافها،تعرض رجال البحر الى مخاطر جمة لا يمكن توقعها أو دفعها،لكن يمكن الوقاية منها و الحد من مخاطرها على صحة رجال البحر. فإذا لم تكن المخاطر التي يتعرض لها البحار تتسبب في اصابات جسدية عرضية أو مستديمة فيمكن أن تؤدي ظروف وضغوط العمل إلى انهيارات عصبية و اضطرابات نفسية تؤثر بشكل أو بآخر على مستقبل البحار و على علاقاته الاجتماعية. و بفضل تكاثف الجهود بين الادارات المعنية و المهنيين،فقد تم تعميم التغطية الصحية لفائدة جميع العاملين في المجال البحري،و التي تأخذ في الاعتبار اجمالا الاشكالات المطروحة في المجال البحري مما يستدعي العمل على دعمها بكل الوسائل و عبر جميع سبل الوقاية للحد من المخاطر خاصة الجوانب النفسية لدى البحارة. هذا و ذكر رئيس الغرفة بضرورة دعم التكوين المستمر لأطقم السفن في مجالات السلامة البحرية،و تعميم التحسيس و الارشاد البحري لفائدة البحارة منوها في الوقت ذاته بمستوى وعي مهنيي قطاع الصيد البحري من أرباب المراكب المغاربة الذين وضعوا من بين الأولويات و الاهتمامات قضية السلامة البحرية و الوقاية من الحوادث والإنقاذ البحري تماشيا مع ما يعيشه القطاع من تطور و مع خصوصية الميدان المحفوف بالمخاطر . و أوضح السيد الرئيس في ختام كلمته أن قضية السلامة الصحية لرجال البحر،تحتاج الى مزيد من العمل المتواصل و الجهود من أجل تحقيق نتائج مرضية،مع التأكيد على استعداد المهنيين للتعاون في كل ما يخدم المصلحة العامة،و يحمي صحة الطواقم البحرية و ينقذ أرواحهم معتبرا رجال البحر الثروة الحقيقة التي يجب المحافظة عليها. و في ختام هذا الملتقى تم تقديم جوائز لعدد من الاطر الطبية و تبادل الهدايا بين اللجان الطبية الدولية عربونا عن الايخاء و التضامن لخدمة مشروع الطب البحري. كما تم الاحتفاء بوزارة الصيد البحري و غرفة الصيد البحري الأطلسية الوسطى و مندوبية الصيد البحري باكادير و المعهد العالي في الصيد البحري بأكادير اعترافا بالمجهودات المبذولة للنهوض بالطب البحري و تحسين الرعاية الصحية لرجال البحر.