تنظم جمعية أمان "لمستقبل أفضل للأطفال" بمركز حماية الطفولة للفتيات بأكادير ابتداء من يوم الاثنين 26 أكتوبر 2015 إلى غاية يوم 29 من نفس الشهر، دورة تكوينية لفائدة المكونين حول موضوع وقاية الأطفال من العنف الجنسي عبر سلوكيات الحماية الذاتية. وذلك بشراكة مع "ECPAT France " والوكالة الفرنسية للتنمية. وتهدف الدورة التكوينية إلى تقوية حماية المعرضين للإستغلال الجنسي، و تفعيل قنوات آمنة يستطيع من خلالها الطفل التعبير بحرية عن الشواغل المتعلقة بحماية الطفولة أو التي تؤثر عليهم او على غيرهم من الأطفال. ويستفيد من هذا الورش الذي ينعقد في مدينة أكادير بتنسيق مع جمعية أنير لمساعدة الأطفال في وضعية صعبة بفضاء مركز حماية الطفولة فتيات 7 جمعيات، ويتعلق الأمر بجمعية بيتي بالصويرة، جمعية أهلي تارودانت، جمعية مؤسسة أمان تارودانت، جمعية الكرم مراكش، وجمعية أمان " مستقبل أفضل لأطفالنا " الرباط، جمعية أنير لمساعدة الأطفال في وضعية صعبة بأكادير، جمعية الكرم لرعاية الطفولة في وضعية صعبة بمراكش وتضمّن برنامج الدّورتين التكوينيّتين، مجموعة من المحاور، تصب جميعها في إغناء رصيد المكونين بمعلومات حول العنف الجنسي تجاه الأطفال، ومعرفة محتوى، منهجية وفلسفة البرنامج مع القدرة على نقله. وكذا معرفة التقنيات اللازمة لتنشيط حصص التحسيس لفائدة الأطفال والآباء، فضلا عن محور يخصص حول استعمال الدعامات والأدوات التي تمت بلورتها من أجل مواكبة تنفيد البرنامج، مع تحديد الصعوبات التي يمكنهم مواجهتها خلال تنفيد البرنامج وتنشيط الحصص التوعوية، إضافة إلى محور يتعلق القدرة على تجربة واختبار أنشطة برنامج الوقاية من العنف الجنسي داخل مؤسسات الطفل. وأشار المنظمون إلى أن الإطار التشريعي المناسب المصمم لحماية الأطفال من الإساءة، والعمل على تنفيذه هو من بين العناصر الأساسية لتهيئة بيئة توفر الحماية. وتستفيد الجمعيات المشاركة من هذه الدورة التكوينية تفعيل وتقاسم محتوى التكوين محليا بهدف تعزيز قدرات المنشطين والمنشطات الذين يسهرون على تنفيذ برنامج الوقاية من العنف الجنسي عبر سلوكيات الحماية الذاتية للأطفال وتحسيس المجتمعات. وخلال أشغال هذه الدورة التكوينية، عملت جمعية أمان "لمستقبل أفضل للأطفال على تقديم مجموعة من الخطوات والتدابير الواجب على الآباء اتخاذها في حالة إذا ما قدر أن أثار شكوكهم تعرض الابن لاعتداء جنسي وخلصت إلى أن أهم شيء ينبغي التحلي به في تلك الفترة الصادمة هو الوعي والتفهم والتعامل مع الموقف بكل هدوء، وأنه يجب على الآباء والأمهات هنا التصرف بحذر والمحافظة على هدوء الأعصاب، وعدم إلقاء اللوم والمسؤولية على الطفل لأنه الآن في أشد الحاجة إلى الآمان والدعم النفسي. كما أن العمل على راحة الطفل هي أهم شيء في هذه الأوقات وتوفير الهدوء النفسي وإشعاره بالثقة والقوة وأنه المجني عليه حتى يستطيع أن يحكي ما جرى معه بكل دقة. كما لابد من عرضه بعد ذلك على طبيب نفسي ليتم استرجاع تلك التجربة القاسية التي مر بها الطفل حتى لا تظل آثارها السلبية بداخله. ويتعين على الآباء أيضاً أن يكونوا دقيقين في ملاحظة الطفل ولكن دون أن يشعر بذلك، حتى يتم حمايته من أية تأثيرات وملاحظة تصرفاته مع محاولة صرف انتباهه دائماً عندما يشرد بذهنه والعمل على إبقائه دائماً وسط أفراد أسرته ومنعه من أن ينفرد بنفسه. وبالطبع ينبغي على الآباء أن لا يتركوا المجرم دون عقاب وتقديمه للجهات المختصة لأن التكتم على ذلك يعطي المجرم فرصة ومجالاً ليعاود فعلته مجدداً مع طفل آخر، كما أن التبليغ عن المعتدي يمثل جزءً هاماً في تحسن حالة الطفل النفسية عندما يرى عقاباً قاسياً يقع على المجرم. وهناك دور هام يتعين على الآباء القيام به وهو مساعدة الطفل على تخطي هذه المرحلة وذلك بممارسة نوع من الأنشطة أو الهوايات المفيدة أو التي يحبها الطفل وذلك بهدف إشغال وقته عن التفكير بما تعرض له.