خلال انعقاد المنتدى الأعمال المغربي الروسي المنظم بمدينة أكادير يوم أمس الخميس، المنظم من طرف الإتحاد العام للمقاولات بالمغرب، و بشراكة مع مجلس الأعمال الروسي العربي أثار انتباه أحد الأشخاص المتواجدين بالقاعة بتر خريطة المملكة٬ وإظهار المغرب منفصلاً عن صحرائه أثناء توزيع مجلات تعريفية بمختلف العلاقات المغربية الروسية، ما استدعى تنبيه الجهة المنظمة عن هذا الخطأ عن بتر الصحراء المغربية من الخريطة. وكشفت مصادر جريدة أكادير 24 أنفو، أن الجهة الروسية هي من تكفلت بإعداد الملف حيث قللت ذات المصادر، من بثر الصحراء المغربية من خريطة المملكة وأن الأمر لا يعدو أن يكون خطأ غير مقصود، داعية إلى عدم التهويل من الأمر. وتعليقا على مثل هذه الحوادث التي مست خريطة البلاد، وأثارت ردود فعل متباينة داخل منتديات دولية وفي مناسبات متعددة كان وزير الشؤون الخارجية المغربية السابق سعد الدين العثماني قد خص موقع "إيلاف" بتاريخ 12 يونيو 2012 بتصريح أكد فيه أن عملية بتر الجزء المتضمن للصحراء من خريطة المغرب خلال بعض المنتديات الدولية تكاد تبدو عادية تمامًا، ولا تدعو إلى الاحتجاج، بحيث يتم تصحيح الخطأ في الحال وتقدم الجهة المنظمة، حين يتم ارتكاب الخطأ على مستوى بتر الخريطة، اعتذارها الرسمي. واستبعد العثماني في تصريح ل"إيلاف" سوء النية الذي قد يكون وراء عملية بتر الجزء الجنوبي من خريطة المغرب خلال بعض المناسبات الدولية، مؤكدًا على أن الخطأ غالبًا ما يتأتى من كون بعض الشركات المختصة في تنظيم تلك المنتديات الدولية تورد خريطة المغرب مبتورة من جزئها الجنوبي الذي يضم الصحراء. وتعليقا على مثل هذه الحوادث أيضا التي مست خريطة البلاد، قال الدكتور سعيد الصديقي أستاذ العلاقات الدولية بجامعة فاس، في تصريحات سابقة لهسبريس، بتاريخ 22 دجنبر 2011 إنه على مستوى العالم بأسره، تقوم جميع المنظمات الدولية، باستثناء المحيط العربي والإسلامي، بوضع إما خريطة المغرب مبتورة، أو في أحسن الأحوال تضع خريطة إقليم الصحراء بلون مغاير، حتى يظهر أن الصحراء موضوع نزاع دولي، لم يتم الحسم في شأنه بعد. وأوضح الصديقي أن المنظمات الدولية، ومنها منظمة الوحدة الإفريقية التي تحولت إلى "الاتحاد الإفريقي"، وأيضا عدد من المؤسسات الدولية الرياضية، من قبيل الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، تعتبر الصحراء منطقة ما تزال تشهد نزاعا، لهذا تقوم بفصل أو تحييد هذا الجزء من خريطة البلاد. وحول ردة فعل المسؤولين المغاربة، وأيضا بعض المبادرات التي اتخذها قراصنة الانترنت للهجوم على المواقع الإلكترونية في الدول التي بترت خريطة المغرب، أجاب الصديقي بأنه يرى أنه من الأجدى أن يوجه هؤلاء جهودهم الحثيثة للدفاع عن مغربية الصحراء بأساليب حضارية، من خلال البحث عن المعطيات التاريخية والسياسية التي تؤكد وتبلور مغربية الصحراء. وأشار المتحدث إلى أنه في المقابل ليس من المنطقي أن يقطع المغرب علاقاته السياسية والدبلوماسية مع كل الدول التي تقوم بوضع خريطة البلاد ناقصة، أو تخص منطقة الصحراء بلون مغاير، كما تقوم بذلك قناة الجزيرة القطرية على سبيل المثال. يذكر أن فعاليات المنتدى الأعمال المغربي الروسي ناقش آفاق التعاون الاقتصادي بين جهة سوس ماسة وروسيا باعتباره فرصة فريدة للإنفتاح الاقتصادي للجهة والرفع من فرص الاستثمار الأجنبي المباشر، والتي سيعتبر بلا شك نقطة انطلاق اقتصادي للعديد من الشركات بسوس وروسيا.