تستعدّ إطارات جمعوية وشخصيات اعتبارية مدنيّة إطلاق حملة توقيعات على عريضة رافضة للهوية البصرية الجديدة لأكَادير في القادم من الأيام.. خصوصا بعدما أدرجت هذه النقطة ضمن جدول الأعمال لدورة أكتوبر للمجلس الجماعي لأكادير للمصادقة على هذا الشعار الذي لم يسبق للمجلس أن أعلن عن طلب عروض مفتوح للفنانين ذوي الاهتمام والاختصاص ذات الصلة بالموضوع.. بعد تحديد الخلفية الفكرية والجمالية المعبرة عن المدينة كوسط للمملكة ومدينة أطلسية وعاصمة للثقافة والهوية الأمازيغية إضافة إلى عمقها التاريخي المختزل في أسوار دولة السعديين بقصبة أكادير أوفلاّ.. هذا العرض لم يقدّمه المجلس الجماعي ولم يطرح للتباري والتنافس من أجل اختيار الأجمل والأجود.. من العبث بمكان إذن أن تدرج هذه النقطة لانه سيناقش ويصادق على شيء لم يساهم فيه ولم يستشر حتّى.. وهو ما يفسّر هذا الغياب لممثلينا في هذا النقاش الطبيعي والموضوعي حول اللوگو الجديد للمدينة ليفتحوا المجال لإحدى الشركات التي لاتربطنا بها أية عقدة تمثيلية كي ننتظر منها هذه التبريرات الهادفة إلى تحريف النّقاش وتمييعه آخرها القول بأن الصفقة كانت تفاوضية وأنّه أهدى خدماته مجّانا للمدينة.. (الله اخلف عليه) لكن الموضوع هو أن اللوكو الجديد لا يعكس هوية المدينة كما هي وكما نراها.. وأيّ نقاش خارج هذا الإطار فهو هروب إلى الأمام أو محاولة تحريف النقاش عن أصله وجوهره.. تماما حين ذهب البعض للحديث عن الفنان الذي عيّن لإنجازه.. والحديث عن مكانته الفنية العالمية ووزنه الاعتباري وسط أهل الفن.. كل هذا جميل جدّاً ومفيد.. لكنّه فشل في أن ينجز شعاراً نتجاوب معه عاطفياً وانفعالا.. وهذا الفشل لا يعود إلى فقره الفنّي.. أبداً وهوقد باع لوحة فنية بالملايين.. (ولا حسد) بل يعود إلى هذا الفقر العاطفي والانفعالي اتجاه هذه الجغرافية المسماة مدينة أكادير.. وهو شيء طبيعي.. فالابداع كما يقول المتخصصون هو لحظة إحساس بالشيء.. وهو ما يعاب على مسؤولي المدينة وبمختلف رتبهم وموقع سلطتهم في تغييب فناني المدينة وخاصة المجلس الجماعي الناطق الرسمي والوحيد باسم ساكنة المدينة والمدافع عن مصالحها وخاصّة هذا الجانب المتعلق بهوية وشخصية المدينة.. فالأمر ليس بهذه البساطة والسهولة بل هو مقدمة لمشروع أصبح الآن بعناوين أخرى.. وإحدى تمظهراته أن تحلّ الشركة محلّ المؤسسات الدستورية في مخاطبة ساكنة المدينة.. لذلك نتساءل وبكل تأسّف عن هذا الصّمت الرهيب لكل المؤسسات التمثيلية اتجاه هذا مايحاك ضد المدينة من انحراف وتشويه.. بل ذهب البعض بعيداً لتزكية ذلك باسم الساكنة.. أمام هذا الوضع واستثمارا لماجاء به دستور 2011 الذي انتبه إلى أهمية المجتمع المدني في تعزيز وتقوية الديمقراطية التشاركية من جهة.. لكن أيضا أقرّ أيضا بدسترة العرائض المناهضة لبعض القرارات الغير العبرة عن اهتمامات وتطلعات الساكنة والمواطنين عموما.. فلنتعبأ جميعا من أجل رفض هذا الشعار.. حتى لا نساهم في هذا التحريف الهوياتي لمدينتنا. يوسف غريب