تعيش مدينة أكادير وضواحيها أزمة حادة في قطاع النقل، حيث لا تلبي وسائل النقل العمومية الحاجة المتزايدة على خدمات التنقل بسبب الكثافة السكانية المتزايدة، ما يجعل الكثير من المواطنين يلتجئون إلى "النقل السري" كحل بديل. وينذر هذا الوضع بكوارث حقيقية، إذ يلجأ عدد من ممتهني هذا النوع من النقل إلى تشغيل سياراتهم بغاز "البوتان" عوض البنزين المرتفع سعره، إذ يكفي إجراء تعديل بسيط على محرك السيارة ليعمل على الغاز بدلا من البنزين، الأمر الذي يسهل عليهم توفير تكلفة المحروقات. وفي مواجهة الارتفاع المستمر لأسعار البنزين، أصبح استخدام الغاز البديل السائد في صفوف مهنيي النقل السري، الذين يرون في هذه الطريقة حلا للأزمة الاقتصادية التي يعيشونها، رغم أنها تمثل تهديدا حقيقيا للأرواح على الطريق، بسبب إمكانية انفجار قنينات الغاز في أي لحظة. ومن جهة أخرى، تتفاقم خطورة الوضع بفعل السرعة التي يتنقل بها "الخطافة" في الشوارع خوفا من ضبطهم من طرف الدوريات الأمنية، مما ينذر بوقوع حوادث سير خطيرة، حيث يهدف هؤلاء السائقون إلى نقل أكبر عدد من الزبائن في أقصر وقت ممكن. وفي ظل الوضع القائم، تأمل ساكنة مدينة أكادير وضواحيها في إيجاد حلول جذرية لأزمة النقل التي عمرت طويلا، مع العمل على ضمان سلامة المواطنين الذين يعانون من مخاطر السيارات التي تشتغل بغاز البوتان. وتجدر الإشارة إلى أن المصالح الأمنية تعمل بين الحين والآخر على شن حملات واسعة لمكافحة ظاهرة استخدام غاز البوتان في وسائل النقل، حيث يتم حجز عدد من السيارات المستخدمة في النقل السري، إلا أن ضعف أسطول النقل العمومي وعدم قدرته على تلبية احتياجات المواطنين المتزايدة يجعل هذه الظاهرة تعود بقوة في كل مرة يتم منعها فيه.