يعيش مهنيو قطاع التمور قلقا متزايدا بسبب مخاوفهم من غزو التمور الجزائرية للأسواق المغربية، وذلك تزامنا مع اقتراب شهر رمضان المبارك وارتفاع الطلب على التمور. وأكد هؤلاء المهنيين أن التمور المغربية، وخاصة الأصناف الشهيرة مثل "المجهول" و"بوفقوس" و"الفقوس"، تتميز بجودة عالية لا تضاهيها التمور المستوردة، بفضل الظروف المناخية الملائمة والخبرة المتوارثة في زراعة النخيل وإنتاج التمور. وأشار هؤلاء المهنيون إلى أن هذه الجودة العالية هي التي تمنح التمور المغربية سمعة عالمية، وتجعلها مطلوبة في الأسواق الدولية، عكس التمور التي تكون مجهولة المصدر ورديئة الجودة. لكن في المقابل، اشتكى هؤلاء من المنافسة غير الشريفة من طرف التمور الجزائرية التي تدخل إلى الأسواق المغربية بطرق غير قانونية، حيث يتم بيعها بأسعار منخفضة، مبرزين أن "هذه التمور تكون غالبا ذات جودة أقل، ولكنها تباع بأسعار تنافسية تجعل من الصعب تسويق المنتوج المحلي، خاصة في شهر رمضان". ويخشى هؤلاء من تكرار سيناريو السنوات الماضية وبالتالي تكبد خسائر كبيرة، إذ يتم إدخال هذه التمور بطرق غير قانونية في الغالب، مما يجعلها غير خاضعة للرسوم الجمركية والضرائب، وبالتالي تباع بأسعار أقل من التمور المغربية. وشدد المهنيون على أن هذه الممارسات تضر بالمنتجين والتجار المغاربة، وتؤثر سلبا على الاقتصاد الوطني، فيما دعوا السلطات المغربية إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمنع دخول التمور الجزائرية إلى الأسواق المغربية، وتشديد الرقابة على الحدود، وتطبيق القوانين الجمركية والضريبية بكل حزم. وإلى جانب ذلك، طالب المتضررون وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات بدعم المنتج الوطني، وتقديم تسهيلات للمنتجين والتجار، وتكثيف الحملات الترويجية للتمور المغربية في الداخل والخارج. ويأمل هؤلاء أن تتدخل السلطات في أقرب وقت لحماية منتجاتهم من المنافسة غير المشروعة، ولضمان حصول المستهلك المغربي على تمور ذات جودة عالية خلال الشهر الفضيل.