سجلت أسعار الذهب انخفاضًا ملحوظًا اليوم الجمعة 28 فبراير 2025، متجهة نحو تسجيل أكبر خسارة أسبوعية منذ أكثر من ثلاثة أشهر، وذلك في ظل ارتفاع قيمة الدولار وترقب الأسواق العالمية لإصدار بيانات أمريكية مهمة حول مؤشرات التضخم، والتي يُتوقع أن تؤثر على توجهات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأمريكي). وانخفض سعر الذهب في التعاملات الفورية بنسبة 0.1% ليصل إلى 2874.69 دولار للأوقية، مسجلًا تراجعًا بنحو 2% منذ بداية الأسبوع، وهو أكبر انخفاض أسبوعي منذ نوفمبر 2024. هذا التراجع ينهي سلسلة من ثمانية أسابيع متتالية من المكاسب التي حققها المعدن الأصفر. كما تراجعت العقود الأمريكية الآجلة للذهب بنسبة 0.3% لتصل إلى 2886.80 دولار للأوقية، مما يعكس حالة من التردد والحذر بين المستثمرين الذين ينتظرون مؤشرات أوضح حول مسار التضخم في الولاياتالمتحدة، والتي ستحدد احتمالية رفع أو خفض أسعار الفائدة. وفي المقابل، شهدت بعض المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعًا طفيفًا، حيث زادت الفضة بنسبة 0.4% لتصل إلى 31.37 دولار للأوقية، وصعد البلاتين بنسبة 0.3% إلى 951.95 دولار، بينما ارتفع البلاديوم بنسبة 0.1% ليصل إلى 920.34 دولار. يأتي هذا التراجع في أسعار الذهب في وقت يشهد فيه الدولار الأمريكي تقوية مقابل العملات الرئيسية، مما يزيد من الضغوط على المعدن الأصفر الذي يعتبر ملاذًا آمنًا تقليديًا في أوقات عدم اليقين الاقتصادي. ومع اقتراب إصدار بيانات التضخم الأمريكية، يتوقع المحللون أن تشهد الأسواق المالية تقلبات إضافية، خاصة إذا أظهرت البيانات مؤشرات قوية على استمرار ارتفاع التضخم، مما قد يدفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى تشديد سياسته النقدية. وبينما يتجه الذهب نحو تسجيل خسائره الأسبوعية الأكبر منذ أشهر، يبقى المستثمرون في حالة ترقب، مع تركيز الأنظار على التطورات الاقتصادية الأمريكية التي ستحدد مسار الأسواق العالمية في الفترة المقبلة.