في حدث مميز بمناسبة مرور 65 عامًا على إعادة إعمار مدينة أكادير، افتتح رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، مساء الجمعة 28 فبراير 2025، متحف إعادة بناء أكادير الذي يقع في المقر السابق لبنك المغرب بالمدينة. الافتتاح شهد حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينها سعيد أمزازي والي جهة سوس ماسة وعامل أكادير، كريم اشنكلي رئيس مجلس الجهة، المهدي القطبي رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، وغيرهم من الشخصيات السياسية والمدنية. ويهدف المتحف إلى تسليط الضوء على أحداث الزلزال المدمر الذي ضرب المدينة في 29 فبراير 1960، مرورًا بمراحل إعادة البناء التي تلت الكارثة. كما يتيح للزوار فرصة الاطلاع على أجواء تلك الحقبة الصعبة وتقديم لمحة عن قوة صمود سكان أكادير. "اليوم يمثل نقطة مفصلية في تاريخ المدينة، ونحن نحتفل بذاكرة جماعية مفعمة بالأمل"، قال أخنوش في تصريح له خلال افتتاح المتحف. وبدوره، أكد المهدي القطبي أن المتحف يمثل فضاء مهمًا لحفظ الذاكرة وتعريف الأجيال القادمة بتاريخ أكادير، خصوصًا في ما يتعلق بتضامن الشعب المغربي مع الملك لإعادة بناء المدينة بعد الزلزال. وأضاف القطبي أن هذه المبادرة هي جزء من أولويات جلالة الملك محمد السادس الذي جعل من الثقافة أداة للانفتاح والتعبير عن الهوية الوطنية. كما أشار محمد باجالات، محافظ المتحف، إلى أن المشروع يندرج ضمن المبادرات الملكية للتنمية الحضارية لأكادير. وتوزع المتحف على عدة طوابق تروي فصولاً من الكارثة وإعادة البناء، مع تخصيص طابق لإحياء ذكرى المهندسين المعماريين الذين ساهموا بشكل بارز في إعادة بناء المدينة. المتحف، الذي يمتد على مساحة 1790 مترًا مربعًا، يقدم مجموعة من الصور الثابتة والمتحركة التي تعكس حجم الدمار الذي خلفه الزلزال، ويحتوي على فضاءات متنوعة تشمل قاعات للعرض الدائم والمؤقت، بالإضافة إلى محطات رقمية تقدم محتوى تفاعليًا للزوار. وفي إطار الاحتفال بالذكرى، أطلق رئيس الحكومة أشغال تهيئة أربع ساحات قديمة في أكادير، مثل ساحة ولي العهد وساحة ريالطو، بتكلفة إجمالية بلغت 20 مليون درهم، بهدف تحسين جمالية المدينة واستعادة مكانتها السياحية والثقافية. كما قام أخنوش بزيارة لمعرض "أكادير تنبعث من جديد" الذي يضم صورًا توثق مراحل تطور المدينة بعد الزلزال. وبهذا الحدث، تواصل أكادير إحياء ذكرى بناءها الجديد في إطار فعاليات متنوعة تشمل معارض إضاءة وصور فوتوغرافية تعكس قصص الصمود والإعمار، في سياق يؤكد على الاستمرارية والإنجازات التي حققتها المدينة بعد تلك الكارثة.