أمرت النيابة العامة بمدينة بركان بفتح تحقيق عاجل لتحديد ظروف وملابسات وفاة الطفلة "يسرى"، التي جرفتها مياه الأمطار بعد سقوطها في بالوعة صرف صحي، في حادث مأساوي هزّ الرأي العام المحلي والوطني، وأعاد إلى الواجهة تساؤلات ملحة حول البنية التحتية وسلامة المرافق العمومية. الواقعة المؤلمة سُجلت مساء الخميس 6 مارس الجاري، بدوار جابر التابع لعمالة بركان، حيث سقطت الطفلة داخل بالوعة مكشوفة بعد تساقطات مطرية غزيرة عرفتها المنطقة قبيل أذان المغرب، قبل أن يتم العثور على جثتها حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً بمجرى واد شراعة، الذي يفصل بين جماعتي بركان وسيدي سليمان شراعة. وأثار الحادث موجة من الحزن والغضب في صفوف الساكنة، التي عبّرت عن استيائها من تكرار مثل هذه الفواجع، والتي غالبًا ما يكون سببها غياب الصيانة الدورية والتدبير الوقائي لمرافق تصريف المياه، خصوصًا خلال الفترات الممطرة. وشيّعت، يوم الجمعة، جنازة الطفلة "يسرى" في موكب جنائزي مهيب انطلق من مسجد دوار جابر، قبل أن تُوارى الثرى بإحدى مقابر المدينة، وسط أجواء من الحزن والاحتجاج الصامت على الإهمال الذي أدى إلى هذه الفاجعة. ويهدف التحقيق الذي باشرته السلطات القضائية إلى تحديد المسؤوليات الإدارية والقانونية، عبر الاستماع إلى الأطراف المعنية، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بناءً على نتائجه، في وقت يطالب فيه المواطنون بضمان شروط السلامة في المرافق العمومية وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. الحادثة تُعيد إلى الواجهة إشكالية البنية التحتية الهشة بعد كل تساقطات مطرية، ما يطرح أسئلة حارقة حول مدى نجاعة التدخلات الوقائية ومدى التزام الجهات المسؤولة بمعايير السلامة، خصوصًا في الفضاءات القريبة من المؤسسات التعليمية والمناطق السكنية.