في لحظة طال انتظارها، عاد رائدا الفضاء الأميركيان بوتش ويلمور وسوني وليامز إلى الأرض، صباح اليوم الأربعاء 19 مارس 2025، بعد أن أمضيا أكثر من تسعة أشهر على متن محطة الفضاء الدولية، في مهمة امتدت لأكثر من 270 يومًا بدلًا من 8 أيام فقط كما كان مخططًا لها في البداية. هبطت كبسولة "كرو دراغون" التابعة لشركة "سبيس إكس"، التي كانت تقل الرائدَين برفقة اثنين من زملائهما، بهدوء في مياه خليج فلوريدا، بعد رحلة عودة استغرقت 17 ساعة، بدأت بانفصالها عن المحطة الفضائية صباح أمس الثلاثاء. وعند اختراق الغلاف الجوي، تباطأت الكبسولة من سرعة 27 ألف كيلومتر في الساعة إلى 27 كيلومترًا فقط قبل أن تستقر على سطح الماء، في هبوط نُقل مباشرة عبر قناة "ناسا" على منصة يوتيوب. تأخرت عودة ويلمور ووليامز إلى الأرض بشكل غير مسبوق بسبب عطل تقني طرأ على مركبتهما الأصلية "ستارلاينر"، ما دفع وكالة الفضاء الأميركية إلى الاعتماد على مركبة بديلة أكثر موثوقية لإنقاذ طاقمها. ووفقًا للجدول الزمني الصارم الذي تتبعه "ناسا"، لم تتوفر رحلة بديلة شاغرة إلا في الشهر الجاري، ما اضطر الرائدَين إلى مواصلة مهامهما العلمية والصيانة داخل المحطة طيلة هذه المدة. وعلى الرغم من التحديات التقنية، ساهم الرائدان خلال فترة إقامتهما الطويلة في دعم استمرارية المحطة الدولية، من خلال إجراء التجارب العلمية الحيوية والمشاركة في عمليات الصيانة اليومية. وقد عززت هذه المهمة موقع سوني وليامز في سجل رائدات الفضاء الأميركيات، بعد أن بلغ إجمالي أيامها في الفضاء 608 أيام، ما يجعلها ثاني أكثر امرأة أميركية خبرة بعد الرائدة بيغي ويتسون. عودة الطاقم بنجاح تمثل محطة بارزة جديدة في جهود "ناسا" لتأمين وجود بشري دائم في المدار الأرضي، معززة ثقة الوكالة في الاعتماد على شركات النقل الفضائي التجارية لضمان استدامة رحلات الفضاء المأهولة.