الواقع لا ينتظر أحدًا. والحقائق السياسية الجديدة لا ترحم الأوهام. قضية الصحراء المغربية دخلت مرحلة حاسمة، عنوانها تغير موازين القوى، ووضوح الرؤية الدولية، وتراجع رصيد البوليساريو( الجزائر ) على كل الجبهات. * واشنطن تؤكد مجددًا: الحكم الذاتي هو الحل زيارة وزير الخارجية المغربي إلى الولاياتالمتحدة لم تكن زيارة بروتوكولية. خرجت منها رسالة سياسية واضحة: -واشنطن تدعم رسميًا مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية -الإدارة الأمريكية تعتبرها خيارًا واقعيًا وجادًا. -واشنطن تعرف من هو الشريك الحقيقي في المنطقة، ومن يملك الشرعية والاستقرار. * البرلمان الإسباني يسحب ملف البوليساريو من التداول: إسبانيا كانت تمثل الورقة الأوروبية الأهم في يد البوليساريو ( الجزائر). اليوم، هذا الدعم سقط. -البرلمان الإسباني أخرج الملف من جدول أعماله -الحكومة الإسبانية تبنّت رؤية واضحة: مصالح مدريد مع الرباط، لا مع كيان وهمي . * التحالف المغربي المالي: خنق المشروع الانفصالي من الجنوب: التحالف العسكري المغربي مع مالي ليس مجرد اتفاق أمني. -هو تغيير في قواعد اللعبة الجيوسياسية في الساحل: الجزائر ترفض هذا التقارب لأنه يهدد عمقها الإفريقي. المغرب يبني جسورًا جديدة جنوب الصحراء، تعزل البوليساريو( الجزائر ) وتخنق نفوذه . * احتجاجات تندوف: الواقع يصرخ من خلف الأسلاك : آخر فصول الانهيار لم تأتِ من الدبلوماسية، بل من الشارع. -آلاف المحتجزين في تندوف خرجوا مطالبين بالعودة إلى المغرب -شعاراتهم كانت صادمة: "عاش الملك"، "نريد دخول المغرب و طننا " -الجيش الجزائري أطلق النار، وقتل شابين، واعتقل العشرات بينهم نساء وشيوخ . الفيديوهات التي توثق هذه الأحداث تنتشر بسرعة، وتكشف حقيقة ما يجري في المخيمات . * أزمة البوليساريو: إفلاس مالي وعزلة دبلوماسية : لم يعد لدى الجبهة ما تراهن عليه: -الدعم المالي الدولي يتراجع -الأممالمتحدة لم تعد تثق بفاعليتها -الجزائر نفسها لم تعد قادرة على دفع الثمن، والداخل الجزائري يغلي . -القيادات تتخبط: ما بين الاعتراف بالهزيمة وإنكار الواقع. * في كواليس الجبهة، الانقسام واضح: -بعض القيادات بدأت تعترف أن حلم الاستقلال انتهى -البعض الآخر لا يزال يعيش في وهم الدعم الجزائري لكن ما حدث في تندوف جعل الإنكار مستحيلًا. * الجزائر: التحركات العقيمة والمكاسب الضيقة : -الجزائر تراهن على معارك إعلامية ودبلوماسية معزولة. لكنها تفشل في تغيير موقف أي دولة وازنة. -المغرب يوسع دائرة تحالفاته. -الجزائر تعيش عزلة سياسية إقليمية -البوليساريو يدفع الثمن * الخلاصة -الوهم يتساقط. -الدعم يتبخر. -الواقع يفرض نفسه. -الصحراء مغربية، وكل ما دون ذلك هو استنزاف للوقت والأرواح. السؤال المطروح اليوم و الذي يضع الأصبع على لبّ الأزمة التي لطالما تم التستر عليها خلف شعارات زائفة، كيف سيكون مآل المرتزقة الموجودين في تندوف و الذين ليسوا مغاربة ، ولا يربطهم بالأرض المغربية لا نسب ولا تاريخ، هم مجندون من دول الساحل، من مناطق نزاع، من بقايا الجماعات المسلحة، ومن عناصر تبحث عن المال والسلاح تحت غطاء "قضية". إذا عاد الصحراويون المغاربة المحتجزون إلى وطنهم الأم، وهو أمر يتقدم بخطى ثابتة، فإننا أمام سيناريوهات محددة: -ترحيل المرتزقة إلى بلدانهم الأصلية -لكن هذا يفتح ملفًا دوليًا ثقيلًا على الجزائر، لأنها ستُسائل: لماذا جمعتهم؟ من موّل؟ كيف تم تجنيدهم؟ -توجيههم نحو مناطق توتر جديدة كما يحدث عادة في استراتيجيات "الحرب بالوكالة"، قد يُعاد توجيههم إلى بؤر التوتر الإفريقية: النيجر، مالي، ليبيا. -بقاؤهم كورقة ضغط على حدود المغرب في هذا السيناريو، ستحاول الجزائر الإبقاء على "الفتيل مشتعلًا"، حتى ولو أصبح بلا شرعية، وهو ما قد يعرضها لعقوبات دولية. -انفجار الوضع داخل تندوف لأن بقاء مرتزقة دون هدف واضح ولا مشروع سياسي يعزز الفوضى، ويهدد الأمن داخل الجزائر نفسها، خاصة في الجنوب الغني والمهمش. هل الجزائر مستعدة لدفع ثمن هذا العبث ؟ و هل من مصلحة احد تأجيل الحقيقة أكثر؟ الصحراء مغربية .....و الباقي تفاصيل .