آفة جديدة تهدد المحاصيل الزراعية بسوس ماسة، وتستنفر مسؤولي القطاع الفلاحي

يواجه المزارعون ومسؤولو القطاع الفلاحي بجهة سوس ماسة آفة جديدة تهدد المحاصيل الزراعية، وذلك بعد تسجيل بداية وصول "دودة الحشد الخريفية" إلى الجهة.
وتحولت هذه الحشرة إلى كابوس يقض مضجع المزارعين، خاصة بإقليم تارودانت، في ظل الاستعدادات الجارية من طرف مسؤولي الفلاحة بالجهة من أجل التصدي لهذه الحشرة التي تهدد المحاصيل الفلاحية.
وحسب تقرير لمنظمة الأغذية والزراعة، فقد ظهرت هذه الحشرة في موريتانيا في فبراير 2020، ومن المحتمل جدا أن تكون قد وصلت إلى المغرب من هناك، إذ يعزى انتشار "دودة الحشد الخريفية" إلى قدرتها العالية على الطيران، ووضع العديد من البيض، مما يمكنها من الاستقرار بسرعة في المنطقة التي تكتسحها، وإحداث أضرار جسيمة بالذرة والمحاصيل الأخرى.
وتسببت هذه الحشرة في خلق حالة استنفار واسعة في أوساط المسؤولين الفلاحيين بجهة سوس ماسة، إذ كشفت يومية "الأخبار" في عددها ليوم الأربعاء 9 أبريل 2025، أن المديرية الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، والغرفة الفلاحية الجهوية، تسابقان الزمن من أجل تنظيم لقاءات تواصلية وتحسيسية مع عدد من المنتجين ومسؤولي محطات التلفيف، قصد تقديم كل المعلومات والإيضاحات الخاصة بهذه الحشرة.
وكشفت الجريدة ذاتها أن المسؤولين يؤكدون على أهمية الرفع من درجة اليقظة والمراقبة بشأن هذه الآفة بمختلف ربوع جهة وسط المملكة، وإعمال التتبع والرصد، والعمل على الوقاية منها باعتبارها حشرة حجرية، وذلك عقب بداية ظهور عينات منها.
وأوردت "الأخبار" أن أول لقاء انعقد بهذا الشأن كان يوم 24 مارس المنصرم، بمقر الغرفة الفلاحية لجهة سوس ماسة، والذي استهدف التعريف بهذه الحشرة، وطرق التصدي لها وإنقاذ المحاصيل الزراعية، وخصوصا الذرة.
وأضافت الجريدة في متابعتها أنه تم التأكيد خلال هذا اللقاء على أهمية التتبع والمراقبة والتحسيس والتكوين، إضافة إلى الوقوف عند نماذج من الدول الأجنبية التي تتعامل مع الآفة نفسها، قصد الاستفادة من طرق التدبير المعتمدة.
وبحسب المعطيات المتوفرة، فإن "دودة الحشد الخريفية" تعتبر آفة عابرة للحدود، موطنها الأصلي المناطق الاستوائية في الأمريكيتين، وقد دخلت غرب إفريقيا لأول مرة في عام 2016، حيث تسببت في خسائر كبيرة في محاصيل الذرة، والتي تعد مكونا مهما من الغذاء في القارة الإفريقية.
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن انتشار هذه الحشرة توسع ليشمل أكثر من 44 دولة في إفريقيا خلال عام 2017، حيث وصلت إلى الهند والصين ومعظم دول آسيا خلال عامي 2018 و2019، كما ظهرت في قارة أستراليا بدءا من العام 2020.