في أجواء تغمرها الوطنية وروح الانتماء، وتحت شعار: "على درب الأجداد سائرون، وبالبيعة متشبثون"، نظّمت جمعية آيت ياسين للتنمية والتعاون والتراث والأعمال الاجتماعية الملتقى الدولي الثاني لقبيلة آيت ياسين، في نسخته ال62، وذلك خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 3 غشت 2025 بجرف الحمام، جماعة إسن، إقليمتارودانت. وقد خُصص هذا الحدث الثقافي والاجتماعي لإحياء ذكرى الذكرى السادسة والعشرين لتربع صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله على عرش أسلافه الميامين. وشكّل الملتقى محطة بارزة على المستويين الوطني والإفريقي، بفضل الحضور الوازن لوفود تمثل أكثر من 15 دولة من إفريقيا جنوب الصحراء، ما أضفى عليه بعدًا قاريًا ورسّخه كمنصة للحوار والتعاون بين الشعوب. اليوم الأول: تحضيرات دقيقة واستقبال مميز انطلقت فعاليات الملتقى يوم الجمعة 1 غشت بتركيب الخيام ورفع الأعلام الوطنية وتعليق اللافتات الترحيبية، وسط تعبئة شاملة لوضع اللمسات التنظيمية الأخيرة. وتوافد أبناء قبيلة آيت ياسين من مختلف ربوع المغرب وخارجه، حاملين معهم مشاعر الفخر بالانتماء والولاء للعرش العلوي المجيد. وقد سبقت هذه التظاهرة تحضيرات دؤوبة دامت لأشهر، جسّدت التزام الجمعية المنظمة بتقديم نسخة تليق بتاريخ القبيلة وأهمية الحدث الوطني. اليوم الثاني: ندوة علمية ومشاركة إفريقية وازنة شهد يوم السبت 2 غشت لحظات استثنائية، افتُتحت بنحر أول ناقة ومراسم "السلكة" التي شارك فيها أكثر من خمسين طالبًا من المدرسة العتيقة بجماعة إسن، في أجواء روحانية خاشعة. وفي الفترة المسائية، احتضن الملتقى ندوة علمية وازنة بعنوان: "التطور الاقتصادي والعلمي والثقافي في عهد جلالة الملك محمد السادس داخل المغرب وعمق إفريقيا"، نظمت بشراكة مع جمعية المهرجان الإفريقي، وأشرف على تسييرها الأستاذ الحاج الحسن كوراد. وقد تميّزت الندوة بحضور وازن لطلبة المدرسةالعتيقة إسن ، وضيوف الملتقى من مغاربة و أفارقة جنوب الصحراء . من أبرز مداخلات الندوة: الأستاذ أحمد بومهرود (المغرب): "ملوك المغرب وإفريقيا: من التحرر إلى التكامل الاستراتيجي" الأستاذ إبراهيم مام تيرنوكة (السنغال): "العلاقات المغربية-السنغالية: نموذج في الأخوة الإفريقية" الأستاذ عثمان مصطفى فاتي (غامبيا): "إنجازات جلالة الملك محمد السادس في إفريقيا" الأستاذ محمد الأمين حيدرة (السنغال): "الملكية في المغرب: دراسة تاريخية وقانونية مقارنة" وأكدت المداخلات على ريادة المغرب داخل القارة الإفريقية، مشيدة بالنموذج المغربي في التعاون جنوب–جنوب، كمرجعية في مجالات التنمية والاستقرار والاندماج الإقليمي. اليوم الثالث: حضور صحراوي ورسائل وحدة وطنية: صباح الأحد 3 غشت، كان على موعد مع استقبال رسمي لوفود قبائل آيت ياسين القادمة من الأقاليم الجنوبية للمملكة، في مشهد رمزي مهيب عبّر عن التلاحم الوطني. وقدّمت إحدى القبائل الصحراوية ناقة كهدية رمزية، تخللتها طقوس ضيافة مغربية أصيلة من تمر وحليب، وسط تصفيقات وزغاريد. القاعة الكبرى التي عجّت بأزيد من ألفي مشارك احتضنت الفقرات الرسمية، والتي افتُتحت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الضيف السنغالي إبراهيم مام تيرنوكة، قبل عزف النشيد الوطني المغربي. وتوالت كلمات مؤثرة تعبّر عن التشبث بالبيعة والوفاء للعرش، ألقاها كل من: نائب رئيس الجمعية المنظمة السيد محمد الصبار، النائب البرلماني ممثل مجلس القبيلة ممثل قبيلة آيت ياسين من الأخصاص وفود القبائل الصحراوية ممثلو الدول الإفريقية المشاركة رئيسة كونفدرالية الطلبة الأفارقة في المغرب وشدّدت هذه الكلمات على أن المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، يُعد اليوم فاعلًا استراتيجيًا في إفريقيا، بما يتجاوز الموقع الجغرافي ليشمل الروابط الروحية والثقافية والإنسانية المتجذرة. وقد اختتم الحفل بتلاوة برقية ولاء وإخلاص مرفوعة إلى السدة العالية بالله. ملتقى الوفاء والهوية: حين يلتقي المغرب بإفريقيا : اختتمت التظاهرة بوجبة غداء جماعية وجلسة شاي صحراوي تقليدية تحت خيمة آيت ياسين، تلتها سهرة فنية تراثية حيّة صدحت فيها أنغام "الكدرة" الصحراوية، ورقص لها الصغار والكبار، في مشهد احتفالي مشحون بالذاكرة والهوية والفخر الجماعي. لقد أكّد الملتقى الدولي لقبيلة آيت ياسين أن هذه المبادرة ليست مجرد احتفال سنوي، بل محطة وطنية لتجديد البيعة والوفاء للعرش العلوي المجيد، وللتأكيد على أن المغرب جزء لا يتجزأ من إفريقيا، تاريخًا، وحاضرًا، ومستقبلاً. كل التقدير للسلطات المحلية والإقليمية، والشركاء، والداعمين، ولكل من ساهم في إنجاح هذه التظاهرة الثقافية التي تبقى علامة مضيئة في سجل القبيلة، ومساهمة رمزية في المشروع المغربي الإفريقي الكبير. شارك هذا المحتوى فيسبوك X واتساب تلغرام لينكدإن نسخ الرابط Play Play Play Play